وفيما يتعلق بالأعضاء الحسية ، فإن العين والأذن غاية في
التطور . وتكون العينان كبيرتين بالمقارنة مع حجم الرأس ، ويحميهما
جفنان خارجيان وجفن ثالث هو الغشاء المختلج الشفاف والسريع
التنقل والحركة الجانبيين ، وتتميز الطيور عادة بحدة وقوة بصرها وذلك
بفضل التحدب البارز لقرنية العين ، مما يجعلها تبصر على بعد
مسافات كبيرة ، كما أن وضع العينين الجانبي يساعدها على توسيع
مجالها البصري ، وتلك خاصية جميع الطيور باستثناء الكواسر التي
تتخذ أعينها وضعا جبهيا : ويمكن للصقر وهو من الطيور النشالة أو
الخاتلة ، أن يعاين فريسته المتمثلة في التدبيات الصغيرة ، وهو على
ارتفاع ستين مترا من الأرض ، أما النورس وهو من النشالات البحرية ،
فيتعرف على السمك الموجود على عمق عدة أمتار تحت الماء .
ويلعب النظر دورا أساسيا كذلك في التوجه ، وخاصة لدى
أنواع الطيور القواطع التي تهاجر من منطقة إلى أخرى وأحيانا من قطر
إلى آخر لبناء أعشاشها
ويظهر صيوان الأذن على شكل ثقب جانبي بسيط ، يكون في
أكثر الأحيان مغطى بالريش وتصعب رؤيته . وبالرغم من المظهر
البسيط للبنية السمعية فإن مسمع الطيور غاية في الحدة والحساسية .
فهي قادرة على إدراك الأصوات وتغريد الطيور الأخرى على بعد
مسافات كبيرة جدا .
أما الحواس الأخرى ومنها الشم والذوق ، فهي أقل تطورا من
السمع والبصر .