وحيدات المسلك: ثدييات بيوضة
ظهرت أحاديات المسلك على وجه البسيطة، خلال العهد الجوراسي، وقد تطورت تدريجياً انطلاقاً من بعض الزواحف التي خلفت لديها بعض خصائصها. ورغم كونها مغطاة بالأشواك كما هو الشأن بالنسبة للنضناد أو قنفذ النمل، أو بالزغب على نحو خلد الماء، فهذه الحيوانات تتوفر بالفعل على آليات تنظيم حراري غير مكتملة، حيث أن درجة حرارة أجسامها دون حرارة أجسام الثدييات التي تفوقها تطوراً. وعلى غرار الزواحف فهي لا تتوفر سوى على فتحة خلفية واحدة تتمثل في المذرق الذي يعمل بمثابة مخرج للبراز وثقب للتناسل، ولأجل هذه الخاصية سميت هذه الحيوانات بأحاديات المسلك. وفضلاً عن ذلك تعتبر أحاديات المسلك الثدييات الوحيدة التي تتكاثر عن طريق البيض رغم كونها ترضع صغارها.
فأنثى خلد الماء مثلاً، تضع في الغالب بيضتين تحضنهما خلال مدة تتراوح ما بين 15 و 20 يوماً تقريباً، تنفقسان بعدها عن صغيرين غير مستقلين يلتصقان بوبر الأم. وعلى هذا النحو يقتاتان في مراحل عمرهما الأولى حيث يرضعان من سائل شبيه بالحليب تفرزه غدد تحت جلدية، إذ لا يمكن الحديث بشأنها عن ثدي حقيقية.
ولا يوجد خلد الماء إلا في أستراليا حيث يعيش في مجاري الماء، وهو سباح ماهر بفضل جسمه الطويل المسطح المتوفر على أربع قوائم قصيرة ذات أقدام راحية مزودة بمخالب يستعملها للحفر واصطياد الحيوانات التي يقتات بها والمتمثلة إلى جانب النباتات في النمل والرخويات وحيوانات صغيرة أخرى.
وعلى غرار أسلافه، يتوفر خلد الماء على منقار مسطح وواسع يشبه منقار البط، ولا تتوفر الأسنان إلا لدى الجنين.