السرخسيات :
إن السرخسيات المعروفة كذلك تحت إسم الخناشير تمثل الرتبة
الأوفر عددا في مجموعة مستورات الزهر ، وهي منتشرة في جميع أرجاء المعمور وتشتهر بكثرة أنواعها ورشاقة أشكالها ، وقد تظهر على شكل أعشاب أو أدغال أو جنيبات أو أشجار حقيقية . وفي كل هذه الحالات تكون مجزأة إلى جذور وساق وأوراق
والشيء المثير في هذه النباتات هو شكل أوراقها ، فهي كبيرة ويصل مقياسها عند بعض الأنواع عشرة أمتار طولا ، وهي أوراق متقابلة تندرج كل واحدة منها في عقدة أحد الفروع . وقد تكون متوفرة على سويقات أو مجردة منها . ويمكن الطرف هذه الأوراق أن يظهر مقطعا على عدة أشكال : فهو إما ريشي عند الأنواع النموذجية ، حيث يكون على نحو صفين طولانيين من الوريقات . وتقع عند الطرف الأسفل من الأوراق الضامات ، وهي صغيرة ومستديرة وذات لون أسمر أو أصفر
وتتميز الأوراق الصفر بكونها ملتفة على ذاتها على شكل لولبي ، تشبه في ذلك قبضة عكازية
ويستخلص من وفرة البقايا المتحجرة أن السرخسيات عرفت في عهود قديمة جدا انتشارا واسعا . وهي في الوقت الراهن تكثر في المناطق المدارية والمعتدلة وتتطور بالخصوص في الظل وخاصة في الترب العضوية الغنية بالدبال ، وهناك أيضا أنواع مائية تعيش ملتصقة
بالأساس أو طافية بحرية على سطح الماء .
أما الأنواع الشجرية ، أو الشبيهة بالأشجار ، فهي مدارية فقط ، ونذكر منها أشكال الديكسونية المتنوعة ذات الساق المكسوة بزغب طويل وتنتهي بباقة من الأوراق . ويذكر الجهاز النبوتي لدى هذه السرخسيات بجهاز بعض أنواع النخيل ، وقد يصل ارتفاعه عند بعض الأنواع خمسة عشر مترا وقد يتجاوز طوله مترين . وهناك نوع آخر يعرف بالسرخس الذكر وحجمه صغير جدا ويتكون من ساق تحارضية مغطاة كلها بقشور تنطلق منها أوراق ريشية متجمعة على شكل باقة ، قد يصل طولها مترا ونصفا . وينتشر هذا النوع في أمريكا وأوروبا وأفريقيا وخاصة في الأماكن المظللة بالمناطق الجبلية . وهو يزرع بالخصوص لقيمته التزيينية ، بالاضافة إلى ما يستخرج من ساقه من مادة مضادة للديدان الطفيلية