ما هي الأشن وكيف تتعاون الفطريات مع الطحالب

 



إن الأشن أشكال حياتية من نوع خاص. فهي نتاج تجمع تكافلي بين فطر وطحلب ، يؤدي في أغلب الحالات إلى إيجابيات متبادلة . فالطحلب بفضل الوظيفة اليخضورية يحقق تخليق المادة العضوية ، بينما الفطر يساهم في التكافل بامتصاص الماء والأملاح المعدنية من البيئة كالبرد أو الحرارة المرتفعة أو التشمس المفرط . وهكذا فمساهمة كل من الجسمين غاية في الأهمية ، إذ يؤدي هذا التكامل المثالي إلى جعل الأشن أشكالا نباتية شديدة المناعة . وتنتشر هذه الأجسام المتصلبة في كافة المناطق المناخية التي يتعذر على أغلب النباتات العيش بها كالمناطق القطبية مثلا . كما أن بإمكانها أن تستقر على أسس جرداء وفقيرة كالصخور العارية والجدران والأسلاك الحديدية ، وهي ظروف يتعذر للطحالب ولا الفطور النمو فيها وبمعزل عن بعضها البعض . وقد سميت الأشن « بالنباتات الرائدة » نظرا لقدرتها الفائقة على التكيف مع جميع الطروف ومقاومتها القساوة الطقس . وبالفعل فهي على غرار الرواد تستعمر المناطق القاحلة وتكون بها أساسا أوليا تستقر عليه أشكال حياتية أكثر تطورا .

وبالنظر إلى انتشارها في جميع أنحاء العالم ، فإنه من الطبيعي أن تتطور الأشن إلى عدد كبير من الأشكال

المتنوعة التي تختلف حسب نوعية الخصائص التي تفرضها البيئات المختلفة .

ومن الناحية الشكلية يمكن تصنيف الأشن إلى ثلاث فصائل مختلفة وهي الأشن القشرية التي تلتصق كلية بالأساس وهي متفاوتة الانتظام والأشن الوريقية التي لا

تلتصق بالأساس إلا عند بعض أجزاء المشرة فقط ، ثم الأشكال الشجرانية التي لا تلتصق بالأساس إلا عند القاعدة في حين يكون الجزء المتبقى من المشرة منتصبا أو متدليا . وتتنوع ألوان الأشن بدورها إلى سلسلة من المفارقات تتراوح ما بين الرمادي المخضر أو الأزرق الباهت والأصفر البرتقالي وبين الأسود والأزرق الداكن . وتتطور الأشن بكيفية بطيئة ولكن بإمكانها تشكيل غطاءات نباتية سميكة تمتد أحيانا على مساحة آلاف الكيلومترات المربعة . وذلك ما نشاهده في التوندرات القطبية الشمالية وهي مناطق مسطحة تكون أرضيتها في أغلب الأحيان مكسوة بالثلوج ، وتشكل بها الحزازات إلى جانب الجنيبات والطحالب الغطاء النباتي الوحيد . وترتبط منفعتها ان بدونها تغدو المنطقة قاحلة ومفتقرة إلى النباتات ، حيث تشكل بها أهم مصدر غذائي بالنسبة للحيوانات . ويعتبر نوع كلادونيا نموذجا شهيرا في هذا المجال : وهو أشنة وريقية أو شجرانية متفرعة ذات مفارقات لونية تتراوح ما بين الرمادي الأزرق واخضر والأسمر والمبيض والمحمر . وهناك نوع آخر يعرف بأشنة الرئة وهو مصدر القوت الوحيد في مناطق القطب الشمالي بالنسبة لقطعان الرنة ويسمى كذلك كلادونيا رانجيفرنا .

وهناك أراضي قاحلة أخرى تنتشر فيها أصناف فصيلة شحمة الأرض وهي أشنة ذات مشرة قشرية تلتصق بالحجارة وبلحاء الأشجار . أما شحمة الأرض الفروينية فهي نوع آخر ينتشر في الصحاري ويوجد بكثرة في كل من افريقيا الشمالية واسيا الغربية .


تعليقات