هل تعتبر القرود آخر السلم الحيواني وأنها أذكى الحيوانات

 




المقدمات

تتمثل القردة آخر رتبة في التصنيف الحيواني، وهي كذلك

الرتبة الأكثر تطورًا ضمن مجموعة الثدييات. ومن خصائصها

الأساسية كونها أخمصية السير وتوفرها على إبهام وأصبع أخاذين، ثم

انعدام الزغب تقريبًا في أيديها وأرجلها. وأغلب أنواع القردة لها

عادات وطبائع نهارية وتعيش فوق الأشجار على شكل مجموعات

أسرية صغيرة أو تجمعات متفاوتة الأعداد. إلا أن أهم عنصر يميزها

في الواقع عن غيرها من باقي الحيوانات يتمثل في تطور دماغها المنفلق

إلى نصفي كرة مركزيين.

ونقتصر هنا على وصف مقتضب لمختلف المقدمات، ذلك

لأن أهم خصائص هذه الرتبة قد سبق تعميقها في الفصول المخصصة

لنشأة الإنسان في هذه الموسوعة.

فانطلاقًا من مجموعة خاصة من المقدمات وهي القرود السفلية

المنخرين، نشأت القردة الشبيهة بالإنسان، وهي تتميز ببنيتها

التشريحية المعقدة ونظامها الفيزيولوجي المحكم بازدياد حجم الكتلة المخية

وبالتالي بسعة القحف. ويكاد الذيل يكون منعدمًا لدى هذه

الحيوانات، بينما يتجلى لديها ميل ملحوظ إلى المشي على قائمتين.

وهناك عديد من الخصائص المشتركة بين الإنسان وهذا

الصنف من القردة، ومن أهمها تطور العضلات الوجهية وجهاز الشم

القليل التطور ثم عري بعض أجزاء الجسم كالكفين والقدمين والوجه،

بالإضافة إلى العادات الاجتماعية والأسرية التي تتمثل بالخصوص في

رعاية الصغار وحمايتها خلال سنوات نموها.

والسعلاة أو إنسان الغاب يعيش حاليًا في غابات بورنيو

وسومطرة. ويبلغ طول قامته وهو منتصب واقفًا مترين ومتر ونصف.

فقط في وضعها العادي . وله زغب طويل محمر اللون

جدا ومتوفر في جانبيه على إنثنائين جلديين وشحميين تجهل لحد الآن

وظيفتهما ، ثم على جراب تحت الحنجرة يعمل بمثابة صندوق رنين

وصدى حينما يطلق الحيوان صيحاته . وجهه عريض.

ويعد الغوريلي أو الغول أكبر القردة حجما ، حيث بإمكانه أن

يتجاوز مترين من الطول . وجسمه مغطى بفرو أسود أو قائم . وهو

حيوان أليف المزاج لكنه قد يكون خطيرا عند إزعاجه أو عندما ينتابه

الخوف والرعب . وله حس حاد إزاء العيش داخل أسرته ، إذ لوحظ

لديه اعتناء فائق وحماية قصوى لأفراد مجموعته المكونة من بعض

الغينونات ومن صغاره . وأثناء الليل ينام تحت الأشجار التي توجد بها

أماكن بين الأغصان تأوي إليها الغينونات والصغار لتنام مطمئنة تحت رعايته.

وهناك قرد يشتهر باقترابه من الإنسان من حيث خلقه ومظهره

وهو البعامة أو الشمبانزي القابل للتدجين ، حيث تجري عليه منذ

سنين طويلة تجارب ودراسات معمقة تخص بالأساس قابليته للتكيف

مع بيئة الإنسان وإمكانية تدريبه على الكلام إلى غير ذلك من

المحاولات التي مازالت قيد التجربة .

ويعيش الشمبانزي بالخصوص في الأدغال الوسطى والجنوبية

بإفريقيا ، وهو يمشي عادة على قوائمه الأربع . وهو قارت يقتات

بالحشرات والحيوانات الصغيرة وبأوراق الأشجار وجذورها وثمارها ،

ويعتبر التين البري والموز من مواده الغذائية المفضلة.

تعليقات