والقطانيات أو القرنيات أو السنفيات أو الفراشيات أسرة من النباتات العشبية المنتشرة في مجموع أنحاء العالم . وتنتج ثمرة متميزة تعرف بالسنفة أو القرن . وتتكون السنفة من مصراعين توجد البذور بداخلهما . وعند الوقت المحدد ، ينتفح المصراعان لتخرج البذور ، وهكذا فالسنفة تعتبر من الثمار المطبقة ، وتتخذ أزهار القطانيات شكل فراشة ، ومن ذلك تسميتها كذلك بالفراشيات : فمن بين
التويج الخمس التي يتكون منها التويج ، تنتصب أطول تويجة من بين الأخريات وتسمى بالتويجة الحاملة للعلم ، وتتخذ إثنان وضعا جوفيا ، وهما في أغلب الأحيان ملتحمة ببعضها حيث تشكلان الكظر أو الزروق الذي يحتوي بداخله على المدقات والأسدية ، أما التويجتان الأخيرتان والمسميتان بالجناحين فتتخذان شكلا أفقيا . وتتكون الأوراق عادة من نوع من الزوائد الجانبية ذات الوظائف المتنوعة وخاصة منها الوظيفة الدفاعية والوقائية . أما الساق فهي ليفية إلى حد ما ومتينة وغالبا ما تكون ملتفة وتحتاج إلى عنصر دعامة لكي تبقى مستقيمة . وتتميز جذور القطانيات بتوفرها على عساقل ناتجة عن وجود بكتيريا عضوية الشكل تقوم بتثبيت الأزوت
ويبلغ عدد أجناس القطانيات حوالي خمسمائة نوع ، أغلبها مزروع ، وذلك أن السنف الأكيلة لدى بعض الأنواع غنية جدا بالبروتينات ولذلك تعد من المواد الغذائية الهامة . ونذكر منها الجلبان والعدس والفول والحلوة أو الوستارية والفول السوداني أو فستق العبيد - الذي تنمو ثماره تحت الأرض بعد أن ينفذ المبيض هناك بعد عملية التلقيح - ، ثم الفاصولياء والسوس ) الذي تعطي جذوره عرق السوس ) الشهير والوزال والترمس أو البسيلة وغير ذلك من الأنواع الكثيرة
ومن بين أنواع أسرة الحجازيات نذكر القطن ، وهو نبتة عشبية
تكثر في المناطق الحارة والمدارية وشبه الاستوائية . وهو ذو أوراق
مقصوصة وأزهار صفراء باهتة تنتج ثمرة ذات جرو ( عليبة ) توجد
بداخله ست أو ثمان بذور مغلفة في زغب ناعم يسمى بالقطن
المندوف أو السبيخ وهو ما يعطي « القطن الرمادي » الشهير
وعندما تصل الجراء أو العليبات إلى مرحلة نموها القصوى ، تتفتح
وتخرج منها ندائف القطن التي تلف البذور . وبعد جني القطن
المندوف يتم غزله ليستخرج منه القطن المعروف . وقديما كان الجني
يدويا ، أما اليوم فهناك آلات خاصة لانجاز عملية الجني . ويمكن
الحصول على قطن رديء الجودة باستعمال تلك الآلات لأن الجني
عندما تكون العليبات ما زالت منطبقة بينما الألياف لم يجب أن يتم تنضج بعد ...
وتنتمي شجرة الكاكاو بدورها إلى أسرة الخبازيات ، وأصلها من
جنوب أمريكا ، وهي تزرع حاليا بكثرة في كل من إفريقيا الغربية
والأنتيل وسيلان والهند . ولا يتجاوز ارتفاع هذه الشجرة ثمانية أو
عشرة أمتار ، ولكن جذورها غاية في العمق . وتتميز سيقان أوراقها
على تمفصلات خاصة تمكنها من التوجه بكيفية ملائمة نحو مصدر
الضوء
أما أزهارها فهي بيضاء أو مصفرة تنبت مباشرة على الجذع أو
الأغصان . وتعرف ثمرتها بكوزة الهند ، وهي عنبية بيضوية الشكل
طولها عشرة أو خمسة عشر سنتيمترا ، وتزن ما بين 300 و 500
غراما ، ولها لون يتراوح ما بين الأصفر والأخضر والمحمر وذلك حسب
الأنواع ، كما أن سطحها يتميز بخشونة خاصة . وتندمج العنبية ، على
غرار الزهرة ، في الجدع والأغصان الرئيسية بواسطة سويقة . وتكون
البذور موردة ومسطحة وعددها ما بين عشرين أو خمسين داخل لب
الثمرة الرخوة والمبيضة . ويتم الحصول على الكاكاو المسحوق عن طريق
تحميض وطحن البذور ، وهو ذو قيمة غذائية وهضمية عالية ،
ولذلك فهو كثير الاستعمال في صناعة الحلويات
وضمن رتبة البطميات نذكر أسرة الليمون المشتملة على أشجار
ليفية تنتج ثمارا ذات تناسق شعاعي غالبا ما تكون عطرة . ومن أهمها
شجرنا الليمون الحامض والبرتقال . وثمارها من الصنف المطبق حيث
تتكون من جزء خارجي وهو القشرة وتكون صفراء لدى الليمون
الحامض وبرتقالية لدى البرتقال ، وهي غنية بالدهن النباتي ، وتوجد
تحتها منطقة مبيضة وأسفنجية ، كما تتكون الثمرة من جزء آخر باطني
يتألف من لب غزير العصارة ينقسم إلى عدة قطع ، تحتوي كل واحدة
منها على عدد معين من البزور . وتستعمل الأدهان المستخلصة من
هذه الثمار ومن باقي أنواع الحوامض كاليرغموت أو الليمون الاجاصي
مثلا ، في صناعة العطور .
وهناك أسرة أخرى تعرف بالكرميات ، وهي ذات أهمية اقتصادية
بالغة ، وتنتمي إلى رتبة النبقيات ونذكر منها الكروم الخمرية وهي
نباتات ليفية ذات جذع معقوف ومكسو بلحاء يقتلع على شكل
أشرطة ، وهي منتشرة بكثرة في أوروبا الوسطى والجنوبية وفي إفريقيا
الشمالية . وهي في حاجة إلى عنصر دعامة للبقاء عمودية ، أو
للاتكاء على نباتات أخرى مجاورة أو دعامات اصطناعية تتسلقها
بواسطة حوالق . وأوراقها شديدة التقطيع وهي مفصصة وغالبا ما
تكون صغيرة الحجم . أما أزهارها المتجمعة على نحو إزهرارات عنقودية
فهي قليلة البروز وفي أكثر الحالات تكون صغيرة جدا ومخضرة
وخنثى . وتتكون كل زهرة من كأس دقيقة تحمي التويج المكون من
خمس تويجيات ملتحمة في أعلاها على نحو تشكل به كمة . وتقوم
الأسدية ، عندما تنمو وتتمدد ، بالضغط على الكمة من الداخل
لكي تنتهي إلى التفتح والسقوط تاركة الأسدية عارية تماما . وثمرة
الكرمة هي العنب ، وتتكون من بذور على شكل عنيبات تارة ( أي
غزيرة العصارة ذات لون متغير تتجمع في عناقيد على غرار الأزهار .
وبعد جني العنب يمكن استهلاكه كفاكهة على حالة نضجه أو
تخميره لتصنع منه الخمور
وأخيرا يمكن ذكر أسرة الخيميات التي تتمثل في شعبة هامة
تتضمن حوالي 3000 نوعا مقسمة إلى 150 جنسا . وهي موجودة
في جميع أنحاء المعمور باستثناء المناطق الاستوائية . والخيميات هي
إجمالا نباتات عشبية تدوم كل سنتين أو دائمة الاخضرار . وكثيرا ما
تتقلص سيقانها خلال فصل الشتاء عند جزئها الملامس للأرض إذ
يموت الجزء المتبقى منها .
وترجع تسمية هذه الأسرة إلى الشكل الذي يحاكي المظلة المميز
لازهراراتها المكونة عادة من العديد من الأزهار . وتستعمل أنواع كثيرة
من الخيميات للتغذية ومنها البقندوس والكرفس والشمرة أو الشمار .
وإلى جانب هذه النباتات هناك أنواع أخرى غاية في الخطورة والتسمم
ومنها أنواع الشوكران