الأسماك :
تعد رتبة الأسماك أهم مجموعة فقرية من حيث عدد
أنواعها . إذ تم إحصاء حوالي ثلاثة وعشرين أو خمسة
وعشرين ألف نوع موزعة
في جميع الأوساط المائية العذبة
منها والأجاجة والمالحة ، وتتميز بتنوع كبير في مقاييسها
وأشكالها وألوانها وقدرتها الحسية وعاداتها وغير ذلك من
الخصائص
وقبل دراسة مفصلة لبعض أهم الأنواع ، نلقي نظرة
على الاطار العام للخصائص المميزة للأسماك على العموم
ويتميز شكل الأسماك بطبيعته الهيدرودينامية الفائقة ، وهو
في الغالب مغزلي يمكنها من التنقل السريع مع توفير بالغ
للطاقة . وهناك أسماك ذات شكل طويل وأسطواني كما هو
لدى الأنقليس والشاقة ، أو مسطح كما هو الشأن بالنسبة
طلشفين البحري وسمك موسى ، أو مستدير ومنتفخ كما هو
لدى الضُّحمة ، أو غريب وشاذ كما هو لدى حصان
البحر أو بشع ومتنافر كما هو الشأن بالنسبة لهلوق البحر ،
أو مخيف ومزعج كما هو لدى الشوليودوس ، ويكون جسم
الأسماك عادة مكسوا بقشور على شكل دوائر متراكزة يمكن
انطلاقا منها تحديد عمر الحيوان : فكلما كثر عدد قشور
النمو كلما كان سن السمك متقدما . وليست جميع الأنواع
ذات جسم مغطى بالقشور ، فهناك أنواع مثل هلوق البحر
تكسو جسمها صفائح عظمية مما جعلها تعرف بالأسماك
المدرعة ، وهناك أنواع أخرى مجردة من كل غطاء ، ومنها
الرعادة .
وتتوفر الأسماك على زعانف ، وهي أعضاء التنقل
وتنقسم إلى زعانف صدرية وزعانف بطنية تستعمل
كسكان للغوص ، ثم زعانف ظهرية وشرجية ذات وظيفة
الاستقرار والتثبيت ، ثم زعانف ذيلية تعمل بمثابة العضو
الدافع .
وتنقسم بنية جسم الأسماك إلى جزئين وهما الرأس
والجذع الذي يشتمل على الزعانف . ويقع الفم في الرأس
ويشتمل على لسان ناقص وأسنان مصطفة على خط
واحد ، وهي متجددة لأنها بدون جذور .
وتقع أغلب الأعضاء الحسية في الرأس : فحاسة
الشم جد متطورة لدى بعض الأنواع مثل القرش الذي
يستطيع موضعة فريسته على بعد كبير دون حاجة إلى
رؤيتها . وتوجد الأعضاء الذوقية داخل الفم في البلعوم
والمريء وبعض الأجزاء الجانبية من الجسم . وتقع العينان
عادة على جانبي الرأس ولكنها قد توجد لدى بعض الأنواع
فوق الظهر كما هو الشأن بالنسبة لشفنين البحر ، أو تقع
العينان معا على نفس الجانب كما هي لدى سمك موسى .
أما عضو السمع فهو جانبي كذلك ويتمثل في أذن واحدة
باطنية تلتقط الأصوات والدبدبات التي تنقل عبر الماء ، كما
تدرك حركات الأجسام القريبة كالأسماك والطحالب
وغيرها ، وهي فضلا عن ذلك عضو مهم يضمن التوازن
والتوجه . ويعد الخط الجانبي الشهير الذي يميز الأسماك بالغ
الأهمية لكونه يمكنها من إدراك اهتزازات الماء وتغيرات
الضغط ، مما يساعد على الاحساس بالحواجز الطارئة ثم
تجنبها . أما المثانة السباحية فهي عضو مهم آخر تنفرد به
الأسماك التي تعيش في الأعماق واللجح البحرية . وهي على
شكل جراب يقوم مقام عضو هيدروستاتي ( خاص بالتوازن
والضغط المائيين يستعمل للطفو بفضل ما يداخله من غاز
شبيه بالهواء تفرزه غدة خاصة تعرف بالجسم الأحمر :
وكلما كانت هذه المثانة ممتلئة ، كلما صعدت السمكة إلى
السطح والعكس بالعكس . ولدى بعض الأنواع ، تقوم
المثانة السباحية كذلك بوظيفة التنفس حيث تمكن
السمكة من البقاء حية مدة من الزمن خارج الماء .
وتتنفس الأسماك بصفة عادية من خلال خياشمها
ذات المظهر الصفيحي الموضوعة على جانبي المنطقة
الرأسية . أما من حيث التناسل ، فالأسماك على جنسين
منفصلين على العموم رغم تواجد بعض المجموعات الخنثى
المتوفرة على مناسل ذكرية وأخرى أنثوية في نفس الوقت .
وهكذا فالتكاثر جنسي بالأساس . ويتم بأساليب مختلفة
حسب الأنواع . فالأسماك السروءة أو البيوضة تبيض بينما
الأسماك الولودة تحضن داخل جسمها جنينا إلى أن يكتمل
نموه ، أما الأسماك السرلودة البيوضة الولودة فتحضن
بيضها داخل جسمها إلى غاية ميلاد صغارها التي تقتات من المح الموجود داخل البيض نفسه