الأوليات
تنقسم الكائنات الحية الحيوانية إلى حيوانات أولية أو أحادية الخلية وحيوانات متعددة الخلايا أو التوالي . والحيوانات الأولية هي كل الأجسام المكونة من خلية واحدة تتم بداخلها كل الوظائف الحيوية من التغذية إلى إفراز المواد الغير النافعة والمضرة ، ومن الحركة إلى التناسل إلى غير ذلك من الوظائف . وهي بذلك أجسام غاية في التعقيد على عكس ما كان معتقدا في القديم ، إذ كان الاخصائيون يظنون أن الأمر يتعلق بالأشكال الأولى للحياة الحيوانية التي ظهرت على وجه الأرض . والحيوانات الأولية ذات المقاييس المجهرية التي لا تتعدى طول بعض أنواعها ميلمترا أو ميلمترين ، تعيش في الأوساط المائية كالماء المالح أو العذب أو سوائل أخرى كالدم حيث تستقر وتسبب بعض الأمراض . وهي كذلك قادرة على العيش مؤقتا في الوسط اليابس وتعيش هذه الكائنات إما حياة فردية أو اجتماعية حين تتحد خليتان متساويتان ، أو تكافلية حين ترتبط بأجسام متعددة الخلايا ويجب التمييز بالنسبة لهذه الأخيرة بين أساليب الحياة : فهي إما على شكل طفيلي حينما يكون الحيوان الأولي مضرا بالفرد الذي يحمله ، أو على شكل تعاوني يستفيد منه الجسمان معا . وتنقسم الحيوانات الأولية إلى مجموعتين وهما الهدبيات والدمويات . وتتكون مجموعة
الدمويات بدورها من السوطيات والهيوليات العقلية ( أو بروتوبلازم الخلية
العضلية والبوغيات ( أو الغبيريات )
وتنتمي إلى مجموعة الهدبيات الهدبيات وحدها وتسمى هكذا نظرا
لأن غشاءها يحتوي على أهداب متحركة تجعلها قابلة للحركة . وهي
فضلا عن ذلك تتميز بتوفرها في باطنها على نواتين أو أكثر تختلفان من
حيث وظيفتهما . فهناك نواة كبيرة أو عدد من النوى الكبرى ذات
وظائف غذائية وإنجاعية ، إلى جانب نواة صغيرة ( أو نوى صغيرة )
تتدخل في النشاط التوالدي والتكاثري للخلية
أما الحيوانات الدموية ( الدمويات ) ، فتتوفر بداخلها على نواة أو
عدة نوى من نفس النوع ، أي ذات نفس الوظائف . وهي تنقسم
إلى ثلاثة أنواع تختلف من حيث شكل الجسم الخلوي . وأجهزة
التحرك . فهناك السوطيات ذات الجسم المستطيل والمتحركة بواسطة
زائدة أو أكثر تعرف بالسياط ، والهيوليات العقلية التي لا تتميز
بشكل محدد ، لها حركة ملتوية تفرضه حدبات بلا شكل محدد
وانتقالية تسمى الشوايا الكاذبة وهي من النماذج الشهيرة ضمن هذه
الفصيلة الأميبية أو المتمورة . وهناك أيضا البوغيات أو الغييريات
المتوفرة على غشاء سميك ومتين ، ومجردة من القدرة على الحركة
المستقلة ، ذلك لأن وجودها مرهون بالأجسام الأخرى ، أي أنها ذات
حياة طفيلية