اللاتويجيات :
تمثل اللاتويجيات أو اللابتليات أبسط شعبة في أسرة ذوات الفلقتين وأقلها تطورا . ولدى هذه النباتات يكون الكم منعدما أو مكونا فقط من عنصر واحد يكون دائما غير بارز وأخضر أو أسمر ، ولا يكون فاقعا إلا نادرا . وتشمل شعبة اللاتويجيات عدة فصائل ، نذكر فيما يلي أهمها
فالصفصافيات نباتات تتمثل في الجنبات أو الأشجار ذات أزهار بدون كم ، تجتمع في أزهرار على شكل سنبلة أو قدة وتسمى ثنائية المسكن أي أن أزهارها الأنثوية تكون على نبتة وأزهارها الذكرية على نبتة أخرى . والثمرة عبارة عن جرو أو عليبة تحتوي على بذور ذات باقة من الزغب . ونذكر من بين نماذج هذه الفصيلة السوحر وهو شجر ذو جذع مستقيم مكسو بلحاء رمادي ومجزع ، وأوراقه ذات حواشي مسننة ويكون أسفلها مغطى بزغب حريري يعطيها لونا أبيض متميزا . أما فصيلة البلوطيات المنتمية كذلك إلى رتبة السومليات والسنديانيات ، فتعد أشجارها من بين أكبر وأهم الأنواع الشجرية . وتتميز هذه الفصيلة بخاصية أساسية تتمثل في شكل ثمرتها المعروفة بالجوزة وهي جافة ومطبقة وتكون مغطاة بغشاء واق على شكل قبة . ومن بين الأنواع الشهيرة هناك السنديان ذو الساق المعلاقية ، وهو شجرة ذات كتلة هائلة وطويلة العمر . وقد يصل ارتفاعها خمسين مترا كما أن قطرها قد يتجاوز مترين عند القاعدة ويبلغ عمر بعض النماذج حوالي ألف سنة . ويكون جذعها مغطى بلحاء أملس ورمادي حين تكون فتية ثم يتحول إلى داكن وخشن مع التقدم في السن . ويتفرع
علية تتطور بدورها إلى تفرعات ثانوية عند ارتفاع معين سعة ومستديرة بعض الشيء . أما كثيرة ، وهكذا تظله
الأوراق فهي في الغالب مفلوقة أو مسننة ولكنها تتوفر دائما على سويقة . أما الثمرة المعروفة بالبلوطة فهي صغيرة وذات شكل مستطيل وتحميها عند قاعدتها قبة تشبه قدحا صغيرا ، تكون مكسوة بقشور منضدة بكيفية ضيقة . وتستعمل البلوطة عادة لتغذية الحيوانات ونذكر كذلك من بين أنواع هذه الفصيلة البلوط الأخضر
وهناك فصيلة ثالثة في هذه الأسرة تعرف بالبهش أو بلوط الفلين المنتشر بكثرة في المناطق المتوسطية الشمالية وخاصة بسردينية وعلى طول سواحل المغرب وإسبانيا . وأهم ما يميز أنواعه الارتفاع المتوسط لأشجاره ثم بالخصوص لحاؤه السميك واللدن والمجزع بعمق والذي يكون محمرا في الأماكن التي زالت منها الطبقة السالفة . أما الأوراق فهي بيضوية الشكل ومستطيلة وذات كثافة جليدية ، ولونها أخضر داكن في أعلاها ومبيضة في أسفلها . ويحتاج هذا النوع إلى أساس حمضي ومناخ رطب يكون معدل الأمطار السنوية به لا تقل عن 600 مم . وتم زراعته لما ينتجه من فلين ، ولذلك فهو كثير الانتشار بكيفية اصطناعية وخاصة في كل من البرتغال وإسبانيا والجزائر
وتضم رتبة القراصيات ثلاثة أسر وهي التوتيات والانجريات
القنبيات . والتوتيات نباتات عشبية أو ليفية تحتوي في الغالب على حلباب ( أو لين ) وافر ، على شكل مادة لزجة وكثيفة ذات لون مبيض تسيل من الجروح التي تصيب النبتة وله وظائف معروفة . وتتوفر هذه النباتات كذلك على أزهار مجتمعة على شكل رؤيس أو سنبلة . أما ثمرتها فهي جافة ومطبقة على نحو ثمرة كاذبة كثيفة اللب وبيضاء اللون تسمى بالتوت ، وهي ثمرة مشكلة من ثمار صغيرة مجتمعة فيما بينها . وتنتمي إلى رتبة مركزيات البزر ثلاثة أسر وهي القرنفليات
والصباريات والسرمقيات
والصباريات أسرة تضم نباتات كثيفة الأوراق تنتشر بكثرة في المناطق الجافة وتزرع لقيمتها التزيينية . وهي ذات مظهر متميز ، حيث تتوفر على سيقان خضراء ولحمة تصلح كخزان للماء ، وتقوم في كثير من الأحيان بوظيفة الأوراق وخاصة منها التخليق الضوئي . وفي بعض الحالات قد تتحول الأوراق بدورها إلى أشواك للحد من عملية التبخر . وتتفاوت أحجام هذه النباتات وكذلك أشكال سيقانها المتراوحة ما بين المستديرة والموشحة والسوطية وغيرها . وتكون أزهارها على العموم منفردة وبارزة وذات ألوان فاقعة ، ولها عطر قوي ولكنها قصيرة العمر ، حيث تتفتح أحيانا أثناء الليل ثم تموت بعد بضع ساعات .
وتشمل أسرة السرمقيات نباتات عشبية أو شجرية ذات أزهار
صغيرة مخضو ضرة مثل السبائخ أو شمندر السكر ، ويتميز شمندر
السكر بجدر وتدي غليظ ولب صلب أبيض بإمكانه احتواء نسبة 15
و 20 % من السكر ، ولذلك يزرع في عدة مناطق ذات المناخ
المعتدل البارد .
وتنتمي أسرة الفربيونيات إلى رتبة ثلاثية القشور وهي الأخيرة في
شعبة اللاتويجيات ، ويتعلق الأمر بنباتات عشبية أو خشبية ذات
انتشار واسع وخاصة في كل من أمريكا وإفريقيا الاستوائية . وهي ذات
أزهار متجمعة في فقاح ، وثمرتها جافة على شكل جرو ، وحين تصل
إلى مرحلة نضجها تتفتح الأخبية ( الكربلات التي تكونها ثم تفترق .
وتتضمن أسرة الفريبونيات عدة أنواع غزيرة الحلباب الذي تنتجه أنسجة
خاصة في الساق أو الجذع . وتكون أشكال هذه النباتات في الغالب
شبيهة بأشكال الصباريات حيث من السهل الخلط بينهما أحيانا .
وذلك شأن الفربيون الموجود في الصحراء الافريقية الكثير الشبه
بالصبار ، ولا يتعدى ارتفاع نباتاته مترا واحدا ، وهي ذات فروع
خضراء رباعية الزوايا وذات أشواك تنشأ عنها أزهار صغيرة صفراء ما
بين شهري ماي ويوليوز . وفي ظروف المناخ الجاف ، ينبت الفربيون
بسهولة على جبال الأطلس رغم تساقط الثلوج خلال فصل الشتاء هناك