فالأسماك اللجية تعيش في المناطق المحيطية ا
لتي مازالت مجهولة لدى أغلبية الناس ، لكون النور لا ينفذ إليها ولأن حرارتها تقع ما بين درجتين أو ثلاث درجات . كما تنعدم بها النباتات العضوية والتغذية المتوفرة على اليخضور ، إلا أنه تكثر بها أجسام مجهرية كالبكتريات والفيروسات . وتتوفر الأسماك اللجية على جلد داكن وتختلف ، من
حيث شكل جسمها عن الأسماك الأخرى ، إذ تفتقر إلى الخفة والرشاقة . ويظهر كل من الجذع والذيل وكأنهما مجرد زوائد للرأس الضخم ذي الفم الكبير والأسنان القوية . وهذه الأسماك من النوع اللاحم نظرا لانعدام النباتات في
محيطها
ورغم كبر ونتوء عينيها فإن قدرتها البصرية ضعيفة إلى أبعد حد . ولتعويض هذا النقص ، تتوفر بعض الأنواع على خيوط طويلة توجد على طول جسمها ، وتنتهي أطرافها بأعضاء ضوئية ، هي بمثابة صنّارات حقيقية تقبض بها على فريستها . ونظرا لعيشها الدائم وسط الظلام ، فقد طورت الأنواع الأخرى منها أعضاء مضيئة تشبه مصابيح المناجم ، تتوفر عليها الأفراد البالغة بالخصوص ، وتستعملها للاغراء والاجتذاب الجنسي ، وهي تسهل التقاء الذكور والاناث في فترة التناسل . وتجدر الاشارة في هذا المجال إلى إزدواجية الشكل الذي يميز الجنسين : فالذكر يكون أصغر من الأنثى ويلتصق بها عن طريق الفم بحيث يمتص منه القوت
الذي يحتاج إليه . وهكذا يكون الذكر بمثابة طفيلي إزاء الأنثى التي بدونها لا يمكنه أن يعيش .