والوسط الحيوي هو مجموع الظروف والعوامل الخارجية التي تمكن الأجسام الحية من الحياة والنمو والتطوّر داخل مجال طبيعي محدد . وتعرف هذه الظروف والعوامل الخارجية بالعوامل البيئية التي تنقسم إلى عوامل طبيعية وعوامل حيوية أو بيولوجية
فالعوامل الطبيعية تتمثل في كل من الحرارة والرطوبة والملوحة وتأثير الماء والهواء وغير ذلك من العناصر الطبيعية . أما العوامل الحيوية فهي نتاج التعودات والتخصصات التي تتم خلال آلاف السنين بالنسبة للكائنات الحية . وهكذا يمكن اعتبار التشكلات العظمية والهيكلية الخاصة ولون وكثافة وصلابة المعطف وعادات
النوام والاصطياف ثم المهاجرة ( بالنسبة للطيور والقواطع )
والتجمعات وغير ذلك من العادات والطبائع ، كلها عناصر حيوية.
وباستثناء المناطق القطبية وقمم الجبال الشامخة
وأعمق الحفر المحيطية ، فأغلب نقط الكرة الأرضية مكونة
من البيئات والمجالات الحيوية . وسوف نرى أن الفجوات
المتخلّلة لأشكال الحية نفسها تتجمع فيما بينها لكي تنشأ
عنها أنظمة حيوية تشمل نباتات وحيوانات متميزة.
ورغم أن مصطلحي «نباتات» و «حيوانات»
يستعملان عادة للحديث عن منطقة جغرافية محددة فهما
يدلان كذلك على مجموع الحيوانات والنباتات بشكل
عام. وهكذا، فالحيوانات البرية تتمثل في سائر الأجسام
الحية، بدءًا بأصغر أحاديات الخلية إلى أضخم الحيتان،
في حين يبقى كل وسط حيوي وكل منطقة جغرافية
منفردين بأصناف وأشكال حيوانية خاصة ومتميزة تعيش
وتتطور بفضل الظروف البيئية الخاصة بها والتي تميزهما عن
غيرهما من المناطق والأوساط.
وتمثل الحيوانات والنباتات التي تنتشر بالأراضي
الطافية ما يعرف بالحياة الأرضية التي تقسم عادة إلى
فوأرضية وتحأرضية (ناووس). فالحيوانات والنباتات
الفوأرضية تنمو وتزدهر فوق السطح، بينما تعيش مثيلاتها
التحارضية في العالم الديماسي وداخل الكهوف والمغاور.
وتضاف إلى هذه الأخيرة الحيوانات المتقلبة المتمثلة في
الطيور والحشرات المجنحة.
ومقابل الحياة الأرضية الحياة المائية التي تمثلها