ما دور الساق للنبتة

 





وتمثل الساق الجزء الرئيسي من جسم النباتات الراقية ، وتنطلق منها الأغصان والأوراق

وفي شكلها النموذجي ، تنمو الساق عموديا على سطح التربة لتحمل الأوراق نحو الأعلى وتمكينها من أخذ أكبر قدر ممكن من الضوء

وللساق على غرار الجذور قدرة على التوجه خلال فترة النمو حسب قوة الجاذبية . وهذه الخاصية معروفة بالاستئراضية أو الانتحاء الأرضي : ذلك أنه إذا كانت نبتة ما منحرفة عن وضعها الطبيعي ، أي عندما تكون الساق موجهة نحو الأعلى والجذور نحو مركز الأرض ، فإن أجزاءها المختلفة تنمو بكيفية « تصحح » معها الانحراف باستعادة الظروف العادية للنمو

ومن الوظائف المهمة الأخرى التي تؤديها الساق ، ربط مختلف أجزاء النبتة بعضها ببعض ، مما يحقق تبادل المواد المغذية التي تتنقل داخل الأحزمة الوعائية التي سبق ذكرها . وتوفر الساق بالخصوص توزيع المحولات المائية للأملاح المغذية التي تمتصها الجذور ، وكذلك سير ودوران المواد العضوية التي تعدها الأوراق

وتنشأ الساق عند الجزء السنمي للرشيم ، المعروف بالفسل ، وعند بلوغها مرحلة النمو ، تواصل استطالتها بفضل نشاط الخلايا الخاصة الموجودة في أطراف الأغصان ، والتي تشكل النسيج الانشائي للساق كما هو الشأن بالنسبة للجذور

ويسمى هذا النمو بالشكير الرأسي . فعلى طول الساق المخروطية أو الأسطوانية ، المتفاوتة الأشكال والتفرعات ، توجد العقد وهي نقط اندماج الأوراق . وتسمى المجالات الموجودة بين عقدتين بالمجالات البيعقدية . أما الزاوية العليا الواقعة بين

الورقة والساق فتسمى الابط ، وهي النقطة التي تحمل فيها الساق برعما ، أي فرعا في مرحلته الابتدائية ، يكون مغطى بوريقات . وتنمو بعض هذه البراعم كل سنة لتصبح أغصانا صغيرة أو زهورا . أما البراعم الأخرى المعروفة بالنائمة ، فتبقى ساكنة مدة سنوات قبل أن تستيقظ فجأة نتيجة إحدى العوامل الخارجية ، ومنها عملية التشذيب التي يقوم بها الانسان ، أي تقليم الفروع العالية ، مما يتيح لبراعم الفروع السفلية أن تنتج بسرعة فروعا وأزهارا جديدة . وتتكون الأنسجة المختلفة التي تتشكل منها الساق من الاختلافات التدريجية التي يعرفها نسيج جنيني بدائي في مراحل نموه . فكلما تقدمت النبتة في النمو كلما أنتج نسيج الساق خلايا جديدة تترتب على شكل دائري حول الخلايا التي سبقتها إلى الوجود ، مما يجعلها تظهر وكأنها حلقات يتضاعف سمكها مع مرور الزمن . وتتخذ هذه الحلقات مظهرا متغيرا حسب الظروف التي انتجت فيها . ففي الفترات التي تكون فيها النبتة منهمكة في نشاط مكثف خاص ، كنقل الماء خلال فصل الربيع مثلا ، تكون الحلقات ذات مقاييس كبيرة والجدران أكثر رهافة مما هي عليه في فترات تكون فيها عملية نقل الماء بطيئة

وهكذا تتكون كل سنة على الساق دائرة أو عدة دوائر متباينة الخصائص ، تعتبر دليلا على نوعية النشاط الذي مارسته النبتة وعلى الظروف البيئية التي تم فيها . وبالفعل ، فتقدير عمر النبتة يقوم على إحصاء عدد مثل هذه الدوائر ، وهو من بين الأساليب الشائعة وبموازاة مع هذه التحولات العميقة للنسيج الباطني ، ينمو اللحاء بدوره ويتضخم بفضل نشاط خلايا خاصة

تعليقات