العنكبوتيات :
يتميز أفراد هذه الفصيلة بالاختلاف الكبير بينها من حيث الشكل والمقاييس والعادات ،
فهناك الرتيلاء الضخمة ( التاراتنية ) الشعراء ثم القرادة الصغيرة التي لا يمكن التمييز بين صدرها الرأسي
وبطنها ، فالعقارب السامة المتخصصة ثم العناكب الناسجة للعكاش أو
الشع وباستثناء القراديات الصغيرة المتطفلة على أجسام الانسان والحيوان والنبات ثم عناكب الماء ، فإن مساكن العنكبوتيات الأخرى توجد على
الأرض اليابسة . ومن أشهر نماذج هذه المجموعة العقارب والعناكب
بالاضافة إلى أقربائهما كالرتيلاء واللداغ
ويبلغ عدد أنواع العقارب المعروفة حوالي ستمائة نوع ، وهي ذات
جسم متخصص ، يحتوي على سبع سيات في البطن وستة في المنطقة
الخلفية ، وينتهي بتحدب متميز يحمل الغدد السامة . ويرتبط بهذه
الغدد الخطيرة ، منخس مستدق الرأس يحقن السم عند اللدغ
والعقارب ، على غرار العناكب ، من الخاتلات اللاحمة ، تستعمل
ملاقطها لاصطياد فريستها ، وهي قادرة على طحنها والفتك بها .
وتختبىء العقارب عادة تحت الحجارة أو غيرها من المخابيء خلال
النهار ، وتشرع في نشاط الصيد ابتداء من الغروب إلى غاية الليل
المظلم . وليست كل أنواعها قاتلة بالنسبة للانسان ، إذ هناك من
اللسعات ما يحدث فقط بعض الآلام التي تعالج دون مضاعفات
خطيرة . وعلى عكس ما هو شائع ، فإن حجم العقرب لا يدل على
درجة خطورتها ، فهناك أنواع كبيرة الحجم يكون سمها غير قاتل
للانسان ، بينما أنواع كثيرة أخرى بأحجام صغيرة تمثل خطورة كبرى على حياة الانسان ما لم يعجل بانقاذه
والعقارب من الحيوانات الولودة ، أي المتكاثرة بالنسل . الا أن
الطريقة التي ترعى بها الأنثى صغارها فريدة من نوعها وغاية في الغرابة .
ذلك أن الأجنة تنمو داخل جسم الأم ، وبعد انتهاء مرحلة النمو الأولى ، تخرج منه وتلتصق بظهر أمها التي تنقلها أينما
ذهبت ، محيطة إياها بالرعاية والصيانة . وهكذا تبقى صغار العقارب في هذه الحضانة خلال بضعة أسابيع تتعرض أثناءها إلى الانسلاخ الأول . وبعد انقضاء هذه الفترة ، تكون على استعداد للانفصال عن الجسم الأمومي
المواجهة حياة حرة مستقلة وتعيش العقارب بالأساس فوق الأرض ، وتفضل المناطق الحارة والجافة مثل الصحاري وهناك حوالي 40000 نوع من العناكب التي تشتهر بشعها العجيب الصنع الذي تصطاد به الحشرات . وتنسج شعها هذا بمهارة بين أغصان الأشجار وبين الحواجز وفي جميع الأماكن التي توجد بها دعامات لربط الخيوط والمادة التي تعتمد في صناعة الشع تفرزها أربع أو ست حليمات تعرف بعيون النسيج تلج في مؤخرة البطن ، ويكون السائل مبيضا - ولاعبا يتصلب عند اتصاله بالهواء . وما أن تسقط الفريسة في الشرك حتى يشل العنكبوت حركتها أو يفتك بها عن طريق تلقيحها بسم قاتل تفرزه غدة تقع عند الصدر الرأسي ، وبعد ذلك يقوم العنكبوت بامتصاص كل المواد الضرورية لتغذيته وحياته من جسم الحشرة وليست كل العناكب ناسجة للشع ، فكثير منها تطارد ضحيتها أو تتربص بها للفتك بها على بغتة . وفي أكثر الأحيان تقوم العناكب الفتية بإرسال خيوط مصلية متدلية تسمى ( خيوط العذراء ) لكي تتنقل بسهولة بواسطة الرياح