ومع أن هذه المصطلحات قد بقيت متداولة في الاستعمال العادي ، فإن التصنيف المعمول به حاليا ، يخضع المقاييس مختلفة تماما عن مقاييس ليني ، إذ يقسم المملكة النباتية إلى مجموعات تقوم على أساس مركب من الخصائص التي يصعب في الغالب التعرف عليها ، عوض خاصية واحدة بارزة ، وذلك ما يعرف بـ «التصنيف الطبيعي» ، الذي يبين مختلف درجات التشابه و «القرابة» بين النباتات الشيء الذي يؤدي إلى إقامة «شجرة نسب» خاصة بالمملكة النباتية . والوحدة الأساسية التي يعتمدها هذا التصنيف هي النوع ، فإذا كان هناك عنصران يتوفران على نفس الخصائص الأساسية في مراحل تطورهما ، وعندما ينحدر كلاهما من عناصر مشابهة لهما ، ويمكن لهما التناسل لانجاب عناصر مشابهة لهما ، فإن مثل هذه العناصر تشكل نوعا واحدا . على سبيل المثال كل النباتات المعروفة بالذرة تشكل جنسا ، وكذلك الشأن بالنسبة للأشجار المسماة بالبلوط القوي . وهناك بعض الأجناس التي تتشابه إلى حد بعيد ، ويكون مبدأ التجانس هذا أساسا لتصنيف عدة أنواع في إطار مجموعة أكبر هي الجنس : فأنواع البلوط القوي والسنديان الأخضر والسنديان ذو الساق المعلاقية ، تمثل كلها جنس السنديان . وكان
وكما أن عدة أنواع متقاربة تشكل فيما بينها جنسا فإن عدة أجناس متجانسة تشكل أسرة ، ومجموعة أسر تشكل طبقة ، ومجموعة طبقات تشكل فرعا أو نموذجا أو عرقا . ويؤدي تجميع النماذج إلى توزيع كبير للأجسام الطبيعية على ثلاث ممالك أو عوالم ، وهي على التوالي
وفي جميع الحالات ، يطرح تصنيف النباتات مشكلا من التعقيد بمكان بحيث لم يتوصل العلماء بعد إلى الاجماع والاتفاق على طبيعة وعدد المقولات الواجب استعمالها . وفيما يلي نقدم تصنيفا يتوخى التبسيط والوضوح وهو مشتق من تصنيف المختصين الذي يشوبه التفصيل والتدقيق إلى درجة التعقيد .