لماذا تقرض القوارض دائماً

 




القوارض

تشمل مجموعة القوارض حوالي 1800 نوعًا وتمثل طبقة من الحيوانات المتجانسة والمتشابهة فيما بينها من حيث الشكل وتركيب الأعضاء الباطنية، الشيء الذي لا يتوفر لدى الرتب الأخرى. والقوارض كلها ذات مقاييس صغيرة باستثناء الكابياء أو خنزير الماء الذي يزن 55 كلغ. وقوائمها تتوفر في الغالب على خمسة أصابع ذات براثن. وهناك بعض الأنواع يتراوح عدد أصابع قوائمها الخلفية بين ثلاثة وخمسة أصابع.

وتتميز القوارض بقدرتها الإنجابية الخارقة، فلدى كل ولادة، تضع الأنثى ما بين خمسة وعشرة صغار وقد تكرر وضعها عدة مرات في السنة الواحدة. إلا أن أهم خاصية تميز القوارض في الحقيقة والتي جعلتها تلقب بالقوارض، تتمثل في أسنانها الذي يتشكل من إثني وعشرين سنًا موزعة إلى أربع قواطع غاية في التطور ومتواصلة النمو. وهذه الخاصية تفسر كون الحيوان يضطر دائمًا لقرض كل ما يجده أمامه، إذ يلزمه أن يحك أسنانه ويدعها تنمو من جديد لكي تحافظ على فعاليتها. وقواطعها مغطاة بميناء في جزئها الخارجي فقط، وتصلح للقطع والقضم وتفتيت كل مادة كيفما كانت صلابتها.

وقد تكيفت القوارض مع جميع الأوساط والبيئات، إذ تنعدم

في مناطق القطب الشمالي، وأغلب الأنواع برية، وهناك أنواع مائية

كالقندس، وأنواع تحأرضية كالفأر الطوبين، وأخرى ساكنة أشجار

ومنها القرقدون الياباني، كما أن هناك أنواعا جوية مثل السنجاب

الطائر.

وهذه الحيوانات كلها مضردة بالاقتصاد الانساني، فهمها

يدفعها إلى إتلاف الزراعة حيث تقضم وتلتهم جذور النباتات.

وفضلا عن ذلك توجد من بينها أنواع كالفئران مثلا تنقل أمراضا تكون

أحيانا خطيرة، ورغم ذلك فبعض القوارض كالأرنب والقواع البري

توجد ضمن الحيوانات الداجنة التي يربيها الانسان لأكل لحمها

والاستفادة من فوائها. وفيما يلي دراسة لبعض النماذج المتميزة من

القوارض.

جسم مكسو بالزغب يبلغ طوله ما بين فالفأر المنزلي، ذو

ثمانية أو عشرة سنتيمترات، أما قوائمه فهي مقشرة وكذلك ذيله. وله

خطم مسنن توجد به عينان كبيرتان ضعيفتا البصر حيث لا يكاد

يبصر بهما بالنهار لكنهما مكيفتان مع الظلام. وبالمقابل فسمعه

وشمه غاية في التطور والحدة

أما القواع البري فهو شبيه بالأرنب، ويتوفر على أذنين طويلتين

وقوائم متطورة ومكيفة مع السباق والركض إذ يمكن أن يقطع بها

مسافات قصيرة بسرعة ستين أو سبعين كيلمترا في الساعة. وعلى

غرار الأرنب، فهو لا يعرف المشي والجري العادي، بل يتنقل قفزا.

تعليقات