وتختلف أنواع الثدييات اختلافا كبيرا من وجهة نظر مظهرها الخارجي ونمط سكناها ومعيشتها، ولكنها تشترك أيضا في مجموعة من الخصائص تميزها عن باقي المجموعات الحيوانية. وترجع تسميتها بالثدييات أو الضرعيات أو اللبونات إلى كون أنثاها تتوفر على ثدي، والثدي أعضاء متفاوتة التطور حسب الأنواع تكون مرتبطة بالغدد الثديية التي تفرز الحليب وهو غذاء ضروري للمواليد الجدد. إلا أن ما يميز الثدييات عن باقي الحيوانات الأخرى لا ينحصر فقط في توفرها على ثدي، بل وليست هذه الخاصية هي الأساسية في تصنيفها في عالم الحيوان. ولهذا لابد من الوقوف في مرحلة أولى عند دراسة مجموع الخصائص التي تميز الحيوانات الثديية وهي على النحو التالي:
1- فإذا استثنينا الحوتيات وهي الثدييات البحرية، فإن جلد الثدييات مغطى، كليا أو جزئيا، بالزغب أو الوبر أو الشعر، وهي تشكلات قرنية على غرار القرون والمخالب والقشور، تنشأ في تجويفات بشرية تحمل إسم الجريبات، وفي بعض الأحيان، كما هو الشأن لدى الشيهم يتحول الزغب إلى أشواك. وإذا كانت للزغب وظيفة وقائية ضد البرد والتقلبات الطقسية، فالأشواك تمثل بالخصوص آلية دفاعية.
2- ويتميز جسم الثدييات بتماثله الحراري، أي أن حرارته مستقرة، لا تتأثر بالبيئة المحيطة. فلدي الإنسان مثلا تبقى الحرارة العادية ما بين 36 و 37 درجة.
3- وباستثناء وحيدات المسلك وهي أقدم الثدييات، التي تبيض، فكل الثدييات الأخرى ولودة أي أنها تتمخض عن صغار تشبهها.
4- كل الثدييات تتوفر على فكين يحملان أسنانا. ويتغير شكل وحجم وعدد هذه الأسنان حسب الأنواع وحسب
الاستعمال المخصص لها والعادات الغذائية. فهناك القواطع والأنياب والأضراس والأضراس الأمامية.
5- وتتشابه أجهزة وأنظمة الثدييات في خطوطها العريضة حيث تتماثل مع ما يتوفر منها لدى الإنسان نفسه. فالدورة الدموية مزدوجة ومتكاملة والتنفس رئوي. أما الهضم فيشترك فيه كل من الفم والأسنان للمضغ والبلعوم والحنجرة والمعدة والأمعاء بالإضافة إلى مختلف التشكلات الغدذية. وتجدر الإشارة إلى أن الثدييات اللاحمة لها معدة بسيطة وأمعاء قصيرة بالمقارنة مع معدة العاشبات المزدوجة وأمعائها الطويلة. وينقسم الجهاز العصبي إلى جهاز مركزي يتكون من النخاع الشوكي والدماغ والجهاز العصبي المحيطي المكون من الأعصاب. وللثدييات كتلة دماغية أكثر تطوراً بالنسبة لباقي الحيوانات الأخرى وهي ذات سطح محزز به تلفيفات مخية تعكس تطور وذكاء الحيوان.
وبغض النظر عن هذه العناصر المتماثلة لدى الثدييات، فهذه الأخيرة تختلف اختلافات كبيرة من حيث شكلها وحجمها ومظهرها وعاداتها وغير ذلك من العناصر التي ما زالت تطرح عدة مشاكل بشأن تصنيفها ضمن رتب متمايزة.