وتنتمي أغلب الحافريات إلى فصيلة مزدوجات الأصابع وهي
تشمل حوالي 190 نوعاً، وتتميز بعدد أصابع أقدامها. ومزدوجات الأصابع كلها عاشبة ومعظمها من المجترات وبالتالي ذات معدة مقسمة إلى أربعة أجزاء.
وتتوفر هذه الحيوانات على أسنان غير متكاملة حيث تنقصها الأنياب العلوية والقواطع. وهي تقتات بالعشب وأوراق الأشجار والتبن الذي تبتلعه دون مضغ. والسيرورة التي يتحول فيها خليوز النباتات إلى مادة قابلة للهضم هي ما يعرف بالاجترار.
وتنقسم فصيلة مزدوجات الأصابع إلى ثلاث تفرعات وهي:
- مثنيات الأرجل ومنها الأبليات أو الجمليات كالجمل واللاما والألبكة وهي من المجترات كذلك.
- الخنزيريات وهي ليست مجترة ومنها الخنزير البري الذي يتمثل نموذجه المدجن في الخنزير، ثم البرنيق أو فرس النهر.
- المجترات فتمثلها الأيليات كالأيل والأيل الأسمر، ثم الزرافيات كالزرافة والأكاب، والبقريات ومنها الثور والبقر والقطاس أو القوتاش.
وفيما يلي أهم خصائص الجمل والجمل ذي سنامين وهما النموذجان لفصيلة مزدوجات الأصابع المجترة. فالإبل تتميز بالخصوص:
بأسنمتها. فالجمل الذي يعيش في الصحراء وفي إفريقيا على العموم لا يتوفر سوى على سنام واحد يعلو ظهره بينما يتوفر الجمل الأسيوي الذي يعيش في صحاري آسيا الوسطى وسيبيريا على سنامين. وفي كلتا الحالتين يعتبر السنام نتاج سيرورة تتكيف مع الحياة الصحراوية والسهبية الشاقة. والأسنمة عبارة عن خزانات دهنية وطاقية تمكن الحيوان من البقاء والصبر أياماً عديدة دون أكل وشرب.
ويغطي جسم الجمال في سطحه بوبر ناعم متوسط في بعض الأماكن وهو يقيها من الحرارة اللاسعة في النهار ومن البرد أثناء الليل وتتراوح حرارة أجسامها ما بين 34 درجة مئوية ليلاً و 40 درجة مئوية في الأوقات المرتفعة الحرارة نهاراً، وذلك لكي لا يتأثر الجسم بالتفاوت الحراري ما بينه وبين المحيط الخارجي. وتتوفر جفونها على أهداب طويلة ومناخيرها على عضلات بإمكانها الانغلاق بإحكام، وهاتان الخاصيتان من الاحتياطات التي يتمتع بها الجمل لمواجهة مشاكل الحياة في الصحاري كزوابع الرمال مثلاً.
ويصل علو جسم الجمال عند الكتف مترين أحياناً وقد يبلغ وزنها ربع طن. وهي حيوانات ذات حركات بسيطة متوازنة نظراً لنمط تنقلها المعروف بالهملجة، الذي يتم برفع الرأس وساقي نفس الجانب في آن واحد. وهي قادرة كذلك على الإسراع في المشي بفضل قوائمها الطويلة القوية.