الفيروسات أو الحمات :
إن الفيروسات تشكل طبقة خاصة من الأجسام المجهرية ، وهي ذات مقاييس بالغة الدقة لا ترى إلا بالمجهر الالكتروني . وهي بالتالي أصغر بكثير من البكتريات التي يمكن معاينتها بواسطة مجهر بصري عادي . وزيادة على ذلك فالفيروسات لا تتكاثر إلا داخل الخلايا الحية وهي بذلك كلها أشكال طفيلية لأجسام أخرى بما فيها البكتريات ، ومضرتها للأشكال الحياتية الأخرى تتجلى أيضا في تسميتها بالطفيلية ، ثم أن كلمة « فيروس » تفيد باللاتينية « السم » . والفيروسات معروفة جدا لدى مربي
الحيوانات ، وذلك لأن الأمراض التي تلحقها بالمواشي متعددة ، وتنتشر بسرعة فائقة حيث تخلق أحيانا أوبئة فتاكة ، ومنها على سبيل المثال داء الخنب والحمى القلاعية . والانسان بدوره لا يمتلك مناعة مطلقة ضد تأثير الفيروسات : فالكوارث المأساوية التي تمثلها أوبئة الجدري وشلل الأطفال قد أبادت في الماضي سكان مدن بأكملها . والفيروسات مسؤولة كذلك عن الأمراض الطفيفة مثل الزكام وبعض أمراض الأطفال كالحصبة والحمى القرمزية وغيرهما .