الليوموريات: قردة متميزة
تعرف الليموريات كذلك بالحيوانات المقدمات وهي من أقرباء
القردة. وتتفاوت مقاييس هذه الرتبة حيث تتراوح ما بين ثلاثين
سنتيمترا كحد أدنى ومتر واحد كحد أقصى بالنسبة لطول
جسمها. وهي ذات عادات وطبائع ليلية وتفضل بالخصوص العيش
فوق أغصان الأشجار وسط الغابات الكثيفة. وفي بعض الحالات
تشترك مع حيوانات أخرى في مجموعة من المميزات والخصائص
فالأيأي الذي يعيش فقط بغابات مدغشقر يتوفر على أذنين
مستقيمتين ومسنتين تحاكيان أذنى الفأر، وخطم مسنن كذلك على
نحو خطم الثعلب، وعلى قواطع متطورة كقواطع القوارض. وله جسم
مغطى بفروة سميكة وناعمة يختلف لونها حسب الأنواع، بين الرمادي
والمحمر والمصفر، وتنتهي بذيل طويل، وعيناه كبيرتان، أما ضرع
الأنثى فليس بالضرورة صدريا، إذ يستجيب لمتطلبات الظروف البيئية
والعادات الخاصة بكل نوع، حيث يكون كذلك إما بطنيا أو أربيا.
ومما يثير الانتباه لدى هذه الحيوانات، ويشكل في نفس الوقت خطوة
في سلسلة تطورها، هو إمكانية تعارض الابهام والأصبع الكبير بالنسبة
للأصابع الأربعة الأخرى، لكون الابهام أخاذا وهذه الإمكانية تخول
للحيوان قدرة على إمساك وتداول الأشياء بكيفية فعالة.
ونذكر من بين أنواع الليموريات التي مازالت موجودة لحد
الآن، الترسيس الذي يعيش في الفيلبين، ويتغذى بالجرادين
والحشرات، ويعود إسمه إلى تشكل هيكله العظمي وخاصة عظام
الرسغ التي تمكنه من إنجاز قفزات طويل
ة.