- يجبر الأهالي على قتل أطفالهم من شدة الجوع
- تعلن طبقة النبلاء كل سنة الحرب على الطبقة المطحونة لتصفية أي متمرد.
- الأراضي الزراعية ملك للدولة والمواطن يعمل كرقيق الأرض.
- يمنع الشعب من ممارسة أي عمل غير الزراعة.
- يؤخذ الطفل بالقوة من سن السابعة، وينضم للجيش
المكان. كان السكان ينتمون إلى ثلاث طبقات. الأرسقراطيون أنفسهم كانوا ينحدرون من الدوريين، وهم شعب كان قد اكتسح شبه جزيرة اليونان نحو القرن الثاني عشر ق.م. وهؤلاء كانوا الطبقة الحاكمة في أسبرطة وهم الوحيدون الذين كانت لهم حقوق المواطنة الكاملة. وكانوا يستعبدون الشعوب الإغريقية الأخرى مثل اللاكونيين والأهاليين والأيونيين. هؤلاء المستعبدون الذين أطلق عليهم هيلوتس كانوا يتفوقون عدداً على الأسبارطيين. هرب بعض اليونانيين من غير الأسبارطيين من العبودية، وهؤلاء لم يكونوا مواطنين، ولكنهم عاشوا في أسبرطة مواطنين أحراراً. هذه المجموعة كانت تعرف باسم البريويكيين، وكانت أعداد الطبقات الثلاث تختلف بشدة خلال تاريخ أسبرطة الطويل. كان هناك نحو ٢٥٠٠٠ مواطن، وعدد غير معروف من البريويكيين وعدد قد يصل إلى ٢٥٠٠٠٠ من الهيلوتس.
أنماط المعيشة. كان مسموحاً لمواطني أسبرطة بالاشتغال في الزراعة فقط. وكان عدد قليل من الطبقة الأرستقراطية يمتلكون أراضي خاصة بهم، إلا أن معظم المواطنين كانوا يعملون في أراض تملكها الدولة. أما المواطنون الذين لم يوفروا عائداً كافياً من ضيعتهم للإنفاق على أسرهم ودفع ما عليهم من ضرائب فكانوا عرضة لضياع أراضيهم وإعطائها لشخص آخر قادر على أن يجعلها تفي بما عليها من التزامات. وهؤلاء كانوا يفقدون شرف المواطنة. ولذلك كان من المجازفة تكوين ثروة كبيرة. كان الأسبارطيون أحياناً يتركون الأطفال غير المرغوب فيهم في كهف عميق في الجبال ليموتوا. ولأنه لم يكن مسموحاً للمواطنين بأن يعملوا في الصناعة أو التجارة، فإن طبقة البريويكيين كانوا يزاولون تلك المهن، لذا أصبح بعضهم أغنياء.
قامت طبقة الهيلوتس بالزراعة وكان عليهم أن يقدموا جزءاً ثابتاً من محصولهم لأسيادهم. أما الجزء المتبقي منه، وهو عادة قليل، فكان يذهب إلى الهيلوتس أنفسهم. استاء الهيلوتس بمرارة من أحوالهم، وكانت الاضطرابات شيئاً عادياً. كان الأسبارطيون يعلنون الحرب رسمياً مرة كل عام على طبقة الهيلوتس حتى تتوفر لهم فرصة قتل أي شخص كان يشتبه بأنه من الثائرين دون أن يخترقوا القانون الذي يمنع القتل.
وكان كل مواطن أسبارطي ملكاً للدولة منذ ولادته. وكان الولد يترك تحت رعاية أمه حتى يصبح عمره سبع سنوات، حيث ينضم إلى جماعة من ١٥ عضواً، يبقى
جميعهم تحت نظام صارم. ومن سنّه السابعة كان على كل ولد أن يتناول وجباته مع جماعته في قاعة طعام عامة. وكان أشجع ولد في الجماعة يعين قائداً لها. وعلى باقي أفراد الجماعة أن يطيعوا أوامره ويتحملوا العقوبات التي يقرر تطبيقها عليهم.
وعندما يصل الأولاد إلى سن الثانية عشرة فإن ملابسهم الداخلية تؤخذ منهم ويعطون بدلاً منها رداء خارجياً واحداً كل عام. وكانت أسرتهم تتكون من سيف ذات النصل التي كانوا يحملونها بأيديهم دون منجل أو سكين. لم يعتبر الأسبارطيون القراءة أو الكتابة ضرورياً. فالأولاد كانوا يتعلمون الإيلاء وأناشيد الحرب والدين، إلا أن القفز والجري والمصارعة واستخدام السلاح بمهارة ودقة كانت أموراً أكثر أهمية. كان رجال أسبرطة ممن هم بين أعمار ٢٠ و ٣٠ يخدمون طائعين في العشر المرات في دوريات بوليسية في البلاد، وكانوا يراقبون طبقة الهيلوتس للتأكد من تنفيذهم لنظام وطاعتهم له.
كان الرجل الأسبارطي في سن الثلاثين يصل إلى كامل المواطنة، ويسمح له عندئذ بالتزوج بحقوق وواجبات المواطنة. فكان في إمكانه أن يتزوج، ويحضر اجتماعات المجلس، وأن يشغل مركزاً عاماً. في سن الستين، ينتهي مستقبله العسكري ويعمل إما في الشؤون العامة أو في تدريب الصغار.
ونتيجة لهذا النظام فقد أصبح الرجال الأسبارطيون أشداء، فخورين، منضبطين ومعروفين بالمحافظة العنيدة وقلة الحديث. كانت حياتهم منذ طفولتهم تجربة واحدة متواصلة من التحمل والكبت لكل مشاعرهم الرقيقة. أما النساء الأسبارطيات فقد عشن حياة حرة أكثر من أي نسوة في اليونان. فكانت البنات يمارسن الألعاب الرياضية، أما النسوة فكن يدبرن شؤون منازلهن. وكن يستطعن بالأعمال، وأصبحت الكثيرات منهن من الثريات وذوات النفوذ. يحكي أرسطو بأن النساء كن يمتلكن خمسي الأراضي في أسبرطة.
نبذة تاريخية. امتدت سيطرة الدوريين الذين استقروا في أسبرطة في جميع أنحاء لاكونيا في تاريخ مبكر. في القرن الثامن ق.م. اجتاحوا ميسينيا، تلك المنطقة الزراعية الغنية في غربي جبل تايجيتوس. وبالرغم من أن أسبرطة فشلت في غزو مدن أركاديا إلا أنها أجبرتهم على الدخول معها في الحلف البيلوبونيزي. وكان على دول الحلف أن تنضم إلى أسبرطة عند الحرب في عام ٥٥٠ ق.م. وقد ضم هذا الحلف معظم المدن في جنوب ووسط اليونان. هزمت أسبرطة أثينا، قائدة الإمبراطورية اليونانية القوية، في الحرب الأيونية الشرسة، في عام ٤٠٤ ق.م.
أجبر الأثينيون على قبول معاهدة سلام مهينة. غير أن القيادة التي حققتها أسبرطة لم تدم طويلاً. إذ إن الأسبارطيين كانوا يحكمون الدول اليونانية الأخرى بقسوة لدرجة أن تلك الدول ثارت وتخلصت من القيد الأسبارطي. وفي معركة ليوكترا في عام ٣٧١ ق.م. فقدت أسبرطة إلى الأبد دعواها للسيادة في اليونان، إلا أنها ظلت قوة لمائتي عام تالية. في عام ١٤٦ ق.م أصبحت أسبرطة تحت حكم روما.
توجد حالياً مدينة حديثة تسمى أسبرطة يبلغ عدد سكانها ١١.٩١١ نسمة بالقرب من موقع المدينة القديمة. أنشئت نحو عام ١٨٣٥م وأصبحت عاصمة للتقسيم السياسي الحديث لمقاطعة لاكونيا. أجريت حفريات في الموقع القديم واكتشفت مواد قيمة كثيرة من التاريخ الأول للمدينة.