أين ينتشر الأقزام وما أصلهم

 

الأقزام

الأقزام أناس صغار الأجسام، وكلمة قزم مصطلح عام يطلق على أي شيء صغير، وأحياناً يشار بها إلى أحد أفراد جماعة ضمن 15000 إفريقي. وهذه المقالة عن الأقزام الأفارقة، وهناك الأقزام الآسيويون، الذين يعيشون في مناطق من آسيا، وبعض جزر الفلبين الهندي والهادي

أنظر: الأقزام الآسيويون. يعيش الأقزام الأفارقة في الغابات الاستوائية الكثيفة المطيرة، ويعتقد كثير من الدارسين أنهم اتخذوا موطنهم في أماكن أواسط إفريقيا. ويعيش معظم الأقزام اليوم في مناطق من بورندي والكميرون والكونغو والجابون وزائير. وهم يشغلون مساحة أصغر مما كانوا عليه من قبل. ومعظم أفرادهم الذين يتكلمون لغات البانتو (مجموعة لغات إفريقية)، استولوا على أراضي الغابات وأزالوا منها الأشجار وزرعوا بدلاً منها المحاصيل وأقاموا القرى. ويواصل الأقزام الأفارقة الاستيلاء على أراضي الغابات لإنشاء الطرق والمدن. وفي العقود الأخيرة تحدد الأقزام الذين يتمتعون نمط الحياة القزمي يتضاءلون سريعاً.

خصائص الأقزام. يتراوح طول معظم الأقزام ما بين 1.2 و 1.4 م، ولون بشرتهم بني ضارب إلى الحمرة. والشعر كثيف مجعد بني اللون، ورؤوس معظمهم مستديرة بأنوف مفلطحة عريضة، وأرجلهم قصيرة وأذرعهم طويلة، وبطونهم بارزة. ولا أحد يعرف بالتحديد لماذا ظلت أجسامهم صغيرة هكذا، ويعتقد بعض العلماء أن السمات الجسمية للأقزام تطورت على مدى آلاف من السنين؛ لتمكنهم من التكيف مع بيئاتهم. فالسمرة السوداء تؤدي دوراً مظهراً للتسوية في الغابات، كما أن صغر الحجم والتكوين الجسمي الضئيل يمكنهم من التنقل بسرعة واطمئنان. وتشير بعض الدراسات العلمية إلى أن الافتقار الأقزام للقدر العادي من المواد الكيميائية يؤثر على نموهم الجسمي كثيراً. كما يعتقد بعض العلماء أن الأقزام يتمتعون حركياً إلى سلالة إفريقية، بينما يصفهم علماء آخرون كسلالة منفصلة.

أنماط معيشة الأقزام. تقوم حياة الأقزام التقليدية على الصيد والجمع. فالرجال يصيدون الظباء والطيور والجاموس والأفيال والقردة وغيرها من الحيوانات. وينصب معظم الصيادين الشراك لتلك الحيوانات بشكل بدائي ثم يقتلونها بالرماح، والبعض يصيد الحيوانات الصغيرة بالسهام المسمومة. أما النساء فيجمعن الفطر والمكسرات والجذور. وبحب الأقزام العسل غذاء لهم. يعيش بعض الأقزام في زمر صغيرة تضم كل زمرة أقل من خمسين عضواً. ولكل زمرة منطقتها الخاصة بها في

الغابة، حيث يقيمون مخيمات مؤقتة في الأماكن التي تحتوي على بقايا الأشجار، ويبنون أكواخهم من الشجيرات وفروع النباتات. وعندما تقل إمدادات الغذاء تنقل المجموعة مخيماتها إلى منطقة جديدة. وليست للأقزام زعامات تقليدية رسمية. فالأعضاء يتخذون القرارات ويحلون النزاعات بالمناقشات العامة. ويتزوج معظمهم من زمر أخرى، كما تربط العلاقات الأسرية والصداقة بين مختلف الزمر. وتستطيع أية أسرة أن تترك زمرتها لتعيش مع زمرة أخرى في أي وقت.

أما من حيث اللغة فإن الأقزام يتحدثون لغات البانتو نفسها مثل جيرانهم من الزراعيين، ويتاجرون معهم في اللحوم والسكاكين والأدوات المعدنية والمنتجات الزراعية مثل الموز والذرة والأرز.

وينظر الأقزام إلى الغابة باعتبارها الواهبة لكل حياتهم، حيث تزودهم بالملابس والطعام والمأوى. وفي مقابل ذلك لا يحاولون الإضرار بالغابات، ويقيمون حفلاتهم المنوعة للحفاظ على علاقات الصداقة مع كل العوالم الطبيعية وفوق الطبيعية.

الأقزام الآسيويون

الأقزام الآسيويون أناس صغار الأجسام يعيشون في مجموعات صغيرة منعزلة، في آسيا وشمال أستراليا، وينتشرون في جزر أندامان من المحيط الهندي إلى شبه جزيرة الملايو والفلبين وإندونيسيا وغينيا الجديدة وأستراليا. والأقزام الآسيويون مثل الأقزام الأفارقة، لهم بشرة سوداء وشعر بني مجعد بإحكام وطول قاماتهم أقل من 1.5م. ويعيشون على الصيد وجمع النباتات والفواكه. أما اليوم فقد أصبح كثيرون منهم يعيشون كما يعيش سكان المجتمعات الأكثر تعقيداً.


تعليقات