**نبذة تاريخية.** عثر علماء الآثار على بقايا حمامات بين أنقاض كثير من الحضارات القديمة بما في ذلك
الحضارة البابلية والحضارة المصرية. وساد الاعتقاد بأن أنقاض الحمامات العامة التي تم اكتشافها في مونتهجو - دارو وهي قرية من لركانا بالباكستان تعود في تاريخها إلى نحو ٢٥٠٠ سنة مضت. انظر: حضارة وادي السند.
وفي روما القديمة، كان الأثرياء فقط هم الذين يمكنهم اقتناء حمامات خاصة بهم؛ إلا أن الرومان شيدوا حمامات عامة في كل مدينة من مدن الإمبراطورية تقريبًا. وكانت مباني الحمامات تحتوي على مرافق لحمامات دافئة وباردة، وحمامات البخار، وغرف لتدليك، ويحول الحشريات قبل الملاءة، وأصبحت تلك الحمامات مكانًا للتجمعات الاجتماعية، وكانت أرضياتها مغطاة بالرخام و بها أعمدة وأسقف مجلدة بالصور، وكذلك الكثير من التماثيل. كما ضمت الحمامات العامة بين جنباتها الحدائق وصالات الألعاب والمكتبات وقاعات الاجتماعات والمسارح. وكان بإمكان حمامات كراكالا في روما التي بنيت في السنوات الأولى من القرن الثالث الميلادي أن تستوعب ١٦٠٠ معتزل في المرة الواحدة.
وفي أوروبا خلال العصور الوسطى، تراجعت شهرة الحمامات، وكانت الحمامات العامة تدعى بالقذر الساخن وكانت عملية الاغتسال تدعى بالغليان في القدر وذلك لأن المغتسلين يجلسون في ماء ساخن.
وبحلول القرن الخامس عشر الميلادي، تحولت الحمامات العامة في أوروبا لتصبح مركزًا للبغاء. ولهذا تبدل معنى الحمام الساخن وأصبح يرمز إلى بيت الدعارة. وبذلك أصدرت كل من الكنيسة والسلطات الرسمية قوانين تحرم الاغتسال العام، وكان الناس نادرًا ما يغتسلون في البيوت أيضًا، وكانوا يستخدمون العطور لإخفاء روائح الجسد الكريهة.
كذلك حرمت حركة البيورتانيين (التطهريون) وهي جماعة من أصل إنجليزي بروتستانتي أسست مستعمرات نيوإنجلاند في أمريكا، حرمت هذه الجماعة الاغتسال أيضًا وكانوا يؤمنون بأن التعرّي يقود إلى الرذيلة حتى ولو كان ذلك التعرّي للاغتسال. إلا أنه مع نهاية القرن الثامن عشر الميلادي وبداية القرن التاسع عشر استعاد الاغتسال شهرته في أوروبا وفي شمال أمريكا. وقد أحضر رجل الدولة بنيامين فرانكلين معه من أوروبا إلى الولايات المتحدة حمامًا للاغتسال يعرف باسم حمام الحطب وقد صمم هذا الحمام بشكل بسيط كما صمم ليحرق جسد المغتسلين من الداخل. وفي القرن التاسع عشر الميلادي، كان قليل من البيوت مزودًا بمياه جارية أو كانت تمتلك حمامًا منفصلاً، رغم أنه كان لبعض العائلات حمامات من المعدن وكان
يمكن ملؤها باليد. وكذلك بدأ الناس استخدام الدش الذي كان يعمل بطريقة يدوية.
كان المغتسلون يجلسون على كرسي بلا ظهر أو ذراعين ويبدأون في تحريك رافعة يدوية أو دواسة قدمية تضخ الماء فوق الرأس، وكان بالإمكان في بعض الحالات القيام بتحريك فرشاة غسيل للظهر.
ولكن حتى هذه الإمكانات البدائية للاغتسال في البيت كان ينظر إليها على أنها ترف إلى بداية القرن العشرين الميلادي. أما المغاطس ذات الصنابير الذاتية التي كانت أسطحها مغطاة بالخزف الصيني المطلي المحلى، فقد بدأ إنتاجها بشكل تجاري نحو عام ١٩٢٠م. وفي الوقت الحاضر، فإن المغاطس تُصنع وبشكل متزايد من مواد بلاستيكية خفيفة إلا أن لها قدرة على التحمل أيضًا. يعتبر الحمام اليوم عنصرًا مهمًا من عناصر البيت العصري.