يرى معظم المؤرخين أن اللافتات الخارجية على المتاجر هي أول أشكال الإعلان. فقد استخدم البابليون - الذين عاشوا فيما يعرف الآن بالعراق - لافتات كهذه للدلالة على متاجرهم وذلك منذ عام ٣٠٠٠ ق.م. كما وضع الإغريق القدامى والرومانيون لافتات إعلانية خارج متاجرهم. وما كاد عدد الناس الذين يعرفون القراءة قليلاً فقد استعمل التجار الرموز المنحوتة على الحجارة، أو الصلصال، أو الخشب عوضًا عن اللافتات المكتوبة. فعلى سبيل المثال، ترمز حدوة الحصان إلى محل الحداد، والحلزون إلى محل صانع أحذية.
وفي مصر القديمة قام التجار باستئجار منادين يجوبون الشوارع معلنين عن وصول سفنهم وبضائعهم. وفي حدود القرن العاشر الميلادي أصبحت ظاهرة المنادين منتشرة في كثير من المدن الأوروبية. وهؤلاء كان يستأجرهم التجار لإرشاد العملاء إلى متاجرهم وإعطائهم فكرة عن سلع وأسعار المتاجر.
**تأثير اختراع الطباعة.** في حوالي عام ١٤٤٠م اخترع الألماني يوهانس جوتنبرج حروف الطباعة المتحركة. وقد أدى اختراعه إلى ظهور أول أشكال الإعلان المطبوعة، كالمنشورات المطبوعة والإعلانات الموزعة باليد، وإعلانات الصحف اليومية. وفي عام ١٤٧٢م أخرج وليم كايكستون - الذي أدخل الطباعة لأول مرة في إنجلترا - أول إعلان دعائي في إنجلترا، وهو ملصق تم تثبيته على أبواب الكنائس يعلن عن طرح كتاب في المكتبات.
وظهرت أول صحيفة مطبوعة منتظمة في إنجلترا عام ١٦٢٢م وكانت صحيفة أسبوعية. وفي السنوات التالية وبدء إصدار العديد من الصحف الإنجليزية، أصبح الإعلان هو السمة الرئيسية لكافة الصحف.
وفي هذه الفترة ظهرت في الولايات المتحدة الأمريكية إعلانات عديدة في الإعلانات التي لم تُعر الحقائق أي اهتمام، فالمعلنون كانوا يبالغون في الإطراء على سلعهم. وعلى سبيل المثال، فإن الإعلان عن دواء لا يتطلب وصفة طبية، كان يدعي أنه يشفي كافة الأمراض.
**ظهور وكالات الدعاية والإعلان.** في بداية ظهورها كانت شركات الدعاية والإعلان تعمل شركات وسيطة، أي أنها كانت تشتري الصفحات مساحات بسعر
مخفض ثم تعيد بيعها للجهات التي ترغب في الإعلان. وتعد الشركات المعلنة الإعلان بنفسها أو تستأجر مصممي إعلان للقيام بإعداده.
وفي عام ١٨٧٥م بدأت وكالة إن دبليو آير وولده - وهي وكالة إعلان أمريكية مقرها في ولاية فيلادلفيا - في إبراز خدماتها الإعلانية للمعلنين تدريجيًا. فقد وظفت الشركة محررين ورسامين، ونفذت حملات إعلانية متكاملة لعملائها. وهكذا أصبحت إن دبليو آير وولده أول وكالة إعلان حديثة.
صاحب تنامي الإعلان في مختلف أنحاء العالم منذ الخمسينيات في القرن العشرين انتقاد للممارسات الإعلانية. وانصب أكثر النقد على استعمال الأساليب النفسية في الإعلان. وفي عام ١٩٥٧م أصبح كتاب فانس باكارد واسمه المؤثرون في الخفاء أكثر الكتب رواجًا. حاول باكارد في كتابه إثبات استخدام الجهات المعلنة لأساليب نفسية لحمل الناس على شراء سلع غير ضرورية لأسباب يجهلونها تمامًا. وأصبح التعبير المؤثرون في الخفاء مرتبطًا بصناعة الإعلان.