الإعدام بمحاكمة طريقة كانت شائعة في أمريكا في القرن الثامن عشر في بعض ولاياتها على يد جماعة ثائرة كانت تتحدى القوانين والأنظمة وتستخف بها. وضحايا هذا النوع من الإعدام يحرمون فرصة الدفاع عن أنفسهم. فالمحاكمة الثائرة تعد ضحاياها مذنبين سواء اعتقدت لهم محاكمة أم لا. وعلى الرغم من وجود تلك الجماعات الثائرة في بلدان كثيرة وفي مختلف الأزمنة، إلا أن هذا المصطلح قد اقترن بالقوانين المتحدة. وقد حاولت أغلب الولايات استصدار قانون لتجريم هذا العمل. فبعض الولايات تحاكم بموجب القانون ضد جرائم القتل، والاغتيال بالأمر والاغتصاب. وبعض الولايات لها قوانين إعدام خاصة بها. لكن النظم والضوابط القانونية لم تستطع القضاء على نظام الإعدام دون محاكمة قضاء نهائياً.
بدأ هذا النوع من الجرائم مع المستعمر الأمريكي تشارلز لينش، الذي عاش خلال القرن الثامن عشر في فرجينيا. تلاعب لينش وأتباعه بالقوانين وبدأوا يعذبون أصحاب الأفكار التقدمية وغيرهم ويسلبونهم ممتلكاتهم. وكان هذا المصطلح بادئ الأمر، يطلق على أنواع التعذيب البدني كالجَلد بالسياط وصبّ القطران وغير ذلك. حين بدأ الاستيطان الأمريكي يحل محل القبائل البدائية عند الأطراف الغربية لأمريكا، ظهرت عصابات إرهابية أخذت على عاتقها تنفيذ القانون نظراً لعدم وجود سلطة شرعية قوية لحماية وتنفيذ القوانين. وحين وجدت هذه السلطة ووضعت الضوابط القانونية في جميع أنحاء الولايات المتحدة، بدأت هذه العصابات في مهاجمة القوانين بدلاً من تعضيدها.
وقبل عام ١٨٩٠م، كان معظم ضحايا هذا النوع من الإعدام من البيض؛ ومنذ ذلك التاريخ أصبح يُمارس ضد السود. وقد بلغ عدد ضحايا هذا النظام ٤٧٥٢ شخصاً بين عامي ١٨٨٢ و ١٩٦٨م، بينهم ١٣٠٧ من البيض و ٣٤٤٥ من السود. وكان عام ١٨٩٢م هو العام الذي شهد أعلى معدل في هذه الجريمة، إذ بلغ عدد من أُعدموا ٢٣٠ ضحية. ومنذ عام ١٩٦٧ وحتى ١٩٦٨م لم يكن هناك سوى سبع ضحايا. ومنذ ذلك التاريخ لم تُسجل أي حالة إعدام بلا محاكمة. وتعد نيويورك المكان الوحيد في الولايات المتحدة الذي لم تحدث فيه حالة واحدة من هذا النوع.