كيف كان نظام الحكم عند الإغريق

 


نظام الحكم

الدولة - المدينة: ظهرت معالمها في بلاد الإغريق في القرن الثامن قبل الميلاد. يدعي معظم المواطنين في الدولة المدينة أنهم ينحدرون من أعراق مشتركة، ويتكلمون اللهجة المحلية نفسها، ويتبعون العادات والتقاليد والممارسات الدينية نفسها. تمنح الدولة - المدينة سكانها إحساساً بالتبعية، لأنهم يعيشون كبناء أسرة كبيرة.
حكمت مجموعة قليلة من ذوي الثروة، معظم الدول - المدن في بلاد الإغريق، وعرف هذا النوع من الحكم بالحكم القلة (الأوليغارشية). وفي القرن السادس قبل الميلاد، مالت بعض الدول - المدن نحو الديمقراطية، ومنح المواطنون حق الاقتراع على سياسة الحكومة، وتولي المناصب السياسية والخدمة في القضاء، إلا أن الظروف الاقتصادية والاجتماعية وأعباء الحياة حالت دون إمكانية مساهمة الطبقات الفقيرة في أمور الحكم والسياسة، وبالإضافة إلى ذلك، لم يكن للمرأة والعبيد أية حقوق سياسية حتى في الديمقراطيات.
أصبحت أكثر الدول الديمقراطية نجاحاً في القرن الخامس قبل الميلاد، وأضحى بمقدور كل مواطن من الذكور أن يخدم في الجمعية التشريعية التي تقر وتخطط سياسة الحكومة. وكذلك اختيار زعماء أثينا. كان قوام المجلس خمسمائة عضو يجري اختيارهم سنوياً.
كانت أكثر الدول الأوليغارشية في الإغريق قوة. وقد شكل المواطنون فيها نحو ١٠٪ من مجموع السكان، بينما تشكلت الغالبية العظمى من الأتباع الزراعيين الذين انحصرت مهمتهم في زراعة الأراضي.
وكان نظام الحكم يتركز في الإيفور، وهو مجموعة مكونة من خمسة ضباط، والجيروسيا؛ وهو مكون من ثمانية وعشرين عضواً، بالإضافة إلى الملك. كانت فترة الإيفور تمد لمدة عام واحد، في حين أن أعضاء الجيروسيا كانوا ينتخبون مدى الحياة. وكان لأسبرطة جمعية وطنية، لكن لم يكن بمقدور المواطنين طلب مناقشة أية قضية فيها.
كانت القوة المسلحة، وكانت أسبرطة الوحيدة التي تملك جيشاً عاملاً، من بين جميع الدول - المدن الإغريقية. كان

الشباب في جميع الدول - المدن يتدربون على فن ومتطلبات الحرب، ويستدعى جميع الرجال القادرين على حمل السلاح زمن الحرب. وكان لدى أثينا أكبر قوة بحرية تضم المئات من السفن الحربية الكبيرة، كانت تزود كل واحدة منها بما لا يقل عن مائتي مجذف.

نظمت قوات الإغريق تشكيلاً قتالياً عرف باسم الفيلق. وبقي التشكيل الرئيسي قرابة ثلاثة قرون، فيما بين القرنين السابع والرابع قبل الميلاد. ولتشكيل الفيلق، يصطف الجنود المشاة كتفاً لكتف في صفوف متتالية، تفصل بين كل نسق وآخر عدة خطوات، وتتقدم الصفوف بهذه الهيئة نفسها لخوض الأعمال القتالية، حيث كانت تستخدم السيوف والرماح وغيرها. وكان يتوقف تحقيق النصر في المعارك على مدى النجاح في اختراق قلب القوات المعادية أو محاصرتها.

تعليقات