العلاقات بين المجموعات العرقية
تأخذ العلاقات بين الأغلبية المسيطرة والأقليات، أشكالاً معينة في التعامل فيما بينها. وتؤدي الجماعات المهيمنة دوراً كبيراً في نمط هذه العلاقات وتطورها. وتشمل أشكال العلاقة النماذج التالية:
التدرج العرقي أو العنصري. يحدث هذا النمط من العلاقات حين تقوم الجماعات المسيطرة بتقسيم المجتمع إلى شرائح وطبقات، مرتكزة على أسس ثقافية وعرقية. وفي هذا النمط تسند للأقليات أدنى الوظائف في السلم الاجتماعي. ويمكن الاستشهاد في هذا الصدد بكيفية تعامل الأمريكيين البريطانيين، والمجموعات التي استوطنت أمريكا في مرحلة سابقة مع الأقليات، إذ أسندت للأيرلنديين والإيطاليين والأفارقة من المهجرين أدنى الوظائف. ولقد رزحت هذه الأقليات تحت نير التفرقة العنصرية والعرقية والفقر مدة طويلة.
المماثلة. تتطور عملية التماثل بين الجماعات المهيمنة والأقليات بعد انقضاء فترة من التعايش والتكيف، مما يمكن من قبول الأقلية في المجتمع. يتمخض عن هذه العملية نمطان من أنماط التماثل، يكتملان بسرعات مختلفة، يطلق على النمط الأول المماثلة، أو الاندماج الهيكلي، حيث يسمح كليًا أو جزئيًا للأقليات في هذه المرحلة بعقد صداقات، والانخراط في المؤسسات
الاقتصادية السائدة. أما النمط الثاني للمماثلة، والاندماج في صلب المجتمع، فتعكسه عملية الاندماج الثقافي، حيث تفقد الأقلية الكثير من سماتها الثقافية نتيجة لاكتسابها الكلي لثقافة الجماعات المسيطرة. ويمكن الاستشهاد في هذا السياق بكيفية تخلي الأمريكيين المنحدرين من أصل إسكندنافي عن تراثهم الثقافي، أثناء عملية اندماجهم وتكيفهم مع المجتمع الأمريكي. وفي الجانب الآخر، يحافظ اليهود على ثقافتهم، مما يشكل عائقاً أمام ذوبانهم الكلي في المجتمع.
الاستعمار الداخلي. تحدث هذه المرحلة عندما تنال المجموعات العرقية تدريجياً المساواة السياسية والاقتصادية مع المجموعات الأخرى. وقد يعترض تحقيق هذه الأهداف بعض المعوقات. ويمكن القول إن هذا النمط من العلاقات قد يستمر حقباً تمتد سنوات طويلة وأحياناً قروناً. وقد رزحت الأقليات غير البيضاء في العالم الغربي فترات طويلة تحت الاستعباد وأعمال السخرة أعقبتها سنوات طويلة من التمييز العنصري. وعانت مجموعات الأمريكيين السود
والأقليات غير الأوروبية والنساء حقباً طويلة من التمييز في المجالات الاقتصادية والسياسية والتعليمية. ورغم أن الولايات المتحدة الأمريكية قد وضعت التشريعات التي تمنع التفرقة، فما تزال توجد بعض الممارسات العنصرية ضد الأقليات.