الاكتشاف البرتغالي كان الاكتشاف البرتغالي لأستراليا موضع جدل بين الخبراء لحوالي مائتي عام. ودار النقاش حول ما إذا كان البرتغاليون أول أوروبيين يكتشفون أستراليا. ويدلل الخبراء بأن البرتغاليين اكتشفوا أستراليا في القرن السادس عشر، قبل أن يقوم المستكشف الهولندي وليم جانسز بنحو مائة عام بأول مشاهدة موثقة للقارة عام 1606.
وأقوى حجة راهنة تؤيد الاكتشاف البرتغالي طرحها ك.ج. مكلفنتير في كتاب له صدر عام 1977م، بعنوان الاكتشاف السري لأستراليا. وقال مكلفنتير إن بحثه في الوثائق البرتغالية يوضح أن قبطاناً برتغالياً، يسمى كريستوفاو دي ميندونكا، قام برسم خريطة للساحل الشرقي لأستراليا، حتى وأرنامول في فكتوريا قبل نحو 1522م. ولا بد أن هذا الرسم الخرائطي حدث قبل نحو ٤٥٠ عاماً من زيارة جيمس كوك عام 1770م. وزعم مكلفنتير أيضاً أن خرائط الساحل الشمالي الغربي للقارة رسمت خلال الحملات البرتغالية التي أبحرت جنوباً من تيمور في أوائل القرن السادس عشر الميلادي.
ومن بين الحجج الأخرى التي قدمها مكلفنتير تلك المصنوعات اليدوية الأثرية التي عثر عليها في أستراليا ونيوزيلندا والتي ربما كانت ذات أصل برتغالي. ومن بينها مدفعان من البرونز عثر عليهما في خليج نايبر بيوم على الساحل الشمالي الغربي، وناقوس تاميلي والوخوذة الأسانية اللذان عثر عليهما في نيوزيلندا، وما يسمى بسفينة المهوقني وهي حطام سفينة يعود تاريخها إلى القرن السادس عشر. وشوهد الحطام في أوقات مختلفة على شاطئ وارنامبول بين عامي 1836م و1880م قبل أن يختفي في النهاية آمال الرمال المتحركة.
وأقوى حجة قدمها مكلفنتير هي رسم لكتلة أرض تشبه أستراليا، ضمن خرائط ديبي. وتم رسم هذه الخرائط في ديبي بفرنسا بين عامي 1537 و1566م، وهي بصفة عامة معترف بها على أنها برتغالية الأصل. وتقع كتلة الأرض المذكورة في خطوط عرض أستراليا الصحيحة ولكن على خطوط طول مختلفة. ويفسرن مكلفنتير بأن التقنيات القاصرة لرسم الخرائط في القرن السادس عشر هي المسؤولة عن الاختلاف، وادعي بأن تعديلات معينة على تلك الأساليب ستجعل كتلة الأرض الجنوبية تظهر بلا خلاف على أنها أستراليا.
ودحض علماء آخرون ادعاءات مكلفنتير، ومع ذلك، فإن الاكتشاف البرتغالي يظل احتمالاً وارداً في ضوء
العديد من الرحلات التي قام بها البرتغاليون خلال القرن السادس عشر الميلادي.