**الأصمعي** (١٢٣ - ٢١٥هـ، ٧٤٠ - ٨٣٠م). أبوسعيد عبدالملك بن قريب الباهلي. ولد في البصرة، ونشأ فيها، وتوفي في مرو (خراسان). اشتغل باللغة. ومصطلح اللغة يعني في تلك الفترة جمع النصوص والعمل المعجمي والرواية. وقد اشتهر بروايته المحفوظة من أشعار العرب ونوادرهم. يعد من أوائل من تفرغ لهذا العمل، وكان لما جمعه من مادة لغوية دور كبير في تأليف المعاجم العربية الأولى التي كانت أساس الموسوعات المتأخرة مثل القاموس المحيط ولسان العرب.
ينتمي إلى مدرسة البصرة، أخذ عن أبي عمرو بن العلاء وعيسى بن عمر وخلف الأحمر ويونس بن حبيب والخليل بن أحمد. ومن تلامذته أبو حاتم السجستاني وأبو عبيد القاسم بن سلام والرياشي والسكري. واستفاضت شهرته في خلافة هارون الرشيد، حتى إنه استقدمه إلى بغداد وعهد إليه بتأديب ابنه الأمين. وكان أبو عبيدة أكبر منافسيه، وغالباً ما يقدم عليه الأصمعي في بلاط الخلافة وعند علية القوم لشدة لباقته.
كان يتقن أن يفسر الحديث والقرآن. تناظر هو وسيبويه، وكان يونس بن حبيب لسيبويه، لكنه اعترف بغلبة لسان الأصمعي. له من المؤلفات: غريب القرآن؛ خلق الإنسان؛ الأجناس؛ الأنواء؛ الهمز؛ المقصور والممدود؛ الصفات؛ خلق الفرس؛ الإبل؛ الخيل؛ الشاء؛ الميسر والقداح؛ الأمثال؛ فعل وأفعل؛ الاشتقاق؛ ما اتفق لفظه واختلف معناه؛ الفرق؛ الأخبية؛ الوحوش؛ الأضداد؛ الألفاظ؛ السلاح؛ اللغات؛ مياه العرب؛ النوادر؛ أصول الكلام؛ القلب والأبدال؛ جزيرة العرب؛ معاني الشعر؛ المصادر؛ الأراجيز؛ النخلة؛ النبات؛ نوادر الأعراب. ويمكن تقسيم مصنفاته إلى قسمين: الأول يدخل ضمن الكتب الموضوعية في اللغة (المعاجم التي تحتوي على الألفاظ المتعلقة بشأن من شؤون الحياة أو ببعض الحيوانات)، والثاني يعنى بموضوعات اللغة؛ كأمور الكتابة والصرف والدلالة.