الاستمطار عملية لإسقاط المطر من السحب بطريقة كيميائية بحتة تجرى على السحب المتكونة في الجو. ويسمى أيضاً تطعيم السحب. يستخدم الناس هذه الطريقة، لزيادة كمية المياه لمنطقة معينة، أو لتوفير المياه للري، أو لتوليد الطاقة الكهرومائية من المحطات الكهرومائية. وتستخدم أيضاً لمنع سقوط الأمطار الغزيرة، في المناطق الزراعية خوفاً من تلف المحاصيل. ويمكن للخبراء في بعض الأحيان تخفيض شدة العواصف بتطعيم السحب قبل وصولها إلى تلك المناطق. وقد قام العديد من العلماء في الولايات المتحدة، الذين يعملون بصفة مستقلة، بتطوير أساليب الاستمطار وطرقها خلال الأربعينيات من القرن العشرين.
طرق الاستمطار. يحدث المطر عندما يتكون بخار الماء في السحب بلورات ثلجية، أو قطرات ماء ضخمة وثقيلة بالقدر الكافي للسقوط على الأرض. يمكن في بعض الحالات، زيادة سقوط المطر بإضافة مواد تعرف بـ عوامل التطعيم إلى السحب. وتعمل عملية التكوين بصورة أفضل في السحب التي يكون احتمال سقوط الأمطار منها كبيراً. وتعتمد المادة المستخدمة في عملية التطعيم على درجة حرارة السحب.
وعند درجات حرارة أعلى من الصفر المئوي، فإن عامل التطعيم الرئيسي المستخدم سائل مكون من نترات الأمونيوم واليوريا. وتسبب جسيمات هذا العامل تكون بخار الماء حوله. ويرش عامل تطعيم السحب من الطائرات على أسفل السحب.
وتحتوي السحب على مياه فائقة البرودة عندما تكون درجات الحرارة تحت الصفر. ويمكن أن يبقى هذا النوع من الماء غير متجمد في درجة حرارة تصل إلى -٤٠°م. وتؤدي برودة الماء الشديدة إلى تكوين بلورات ثلجية، ومن ثم يصبح الماء ثقيلاً بما فيه الكفاية ليسقط على الأرض. ويمكن إنتاج بلورات الثلج باستخدام عوامل تطعيم كالثلج
الجاف، أو بلورات يوديد الفضة. وعندما تتكون بلورات الثلج تسقط في اتجاه الأرض في صورة كتل جليدية رقيقة وعندما تدخل منطقة تكون درجة حرارتها فوق درجة الصفر تنصهر مكونة المطر.
تبلغ درجة حرارة الجليد الجاف (وهو غاز ثاني أكسيد الكربون) حوالي -٧٨°م تحت الصفر، وتقوم كرات الثلج الجاف عند إسقاطها على السحب من الطائرة بخفض درجة حرارة الماء فائق البرودة. وعندما تنخفض درجة الحرارة يتحول الماء إلى بلورات من الثلج. وتشبه بلورات يوديد الفضة بلورات الثلج، وهي التي تؤدي بالماء فائق البرودة إلى تكوين بلورات الثلج حولها. وتستخدم أجهزة تسمى الشعلات والمولدات، لإنتاج وتوزيع بخار يحتوي على بلورات يوديد الفضة. ويُحقن هذا البخار بحرق يوديد الفضة مع مواد أخرى. ويتم توزيع البخار عن طريق الطائرة كما يمكن استخدام المولدات أيضاً لتوزيعه على الأرض.
تسببت عملية تطعيم السحب في كثير من الخلافات والمناقشات. فالعلماء لم يكونوا قادرين على إثبات تأثيرها العملي في كل الحالات. ويضاف إلى ذلك اعتقاد بعض الناس بأن زيادة سقوط المطر في مناطق معينة، قد يؤدي إلى نقصه في مناطق أخرى.