ما أول الأسماك وكيف كان شكلها

 



**الأسماك الأولى.** ظهرت أولى الأسماك على الأرض منذ نحو ٥٠٠ مليون عام. وتسمى هذه الأسماك صدفيات الجلد. وقد كانت بطيئة الحركة وتعيش على القاع. وكانت تغطي أجسامها من الرأس إلى الذيل دروع ثقيلة من صفائح عظمية أو قشور. وكانت صدفيات الجلد عديمة الفكوك كالجريث والجريث الموحودين حالياً، وكانت زعانفها ضعيفة التكوين. ولهذا السبب يصنف العلماء الجلكي والجريث وصدفيات الجلد معاً. ولم تكن صدفيات الجلد أولى الأسماك فحسب، ولكنها أيضاً كانت أول الحيوانات الفقارية. ويعتقد معظم العلماء أن من الممكن تتبع تاريخ الفقاريات الأخرى جميعها عبر صدفيات الجلد.

ومن المحتمل أن تكون صدفيات الجلد قد بلغت أوج تكوينها منذ نحو ٤٠٠ مليون عام. وقد كانت مجموعتان في طور النشوء في الوقت نفسه تقريباً هما؛ الشوكيات وصفيحات الجلد. وقد أصبحت الشوكيات أولى الأسماك الفكية المعروفة. وكانت صفيحات الجلد كبرى الأسماك حتى ذلك الوقت. وقد نما بعض أعضاء مجموعة صفيحات الجلد والمسمى دينيتشثيز حتى بلغ طوله تسعة أمتار. وكانت له فكوك قوية وصفائح عظمية حادة استخدمت أسنانًا.

**عصر الأسماك.** يقصد به الفترة من تاريخ الأرض التي تطورت فيها الأسماك بشكل ملموس. ويطلق العلماء على تلك الفترة العصر الديفوني. وقد بدأ منذ نحو ٤١٠ ملايين

عام واستمر نحو ٥٠ مليون عام. وقد سادت خلال معظم هذه الفترة صدفيات الجلد الضخمة البحار. وقد ظهرت أولى الأسماك العظمية في وقت مبكر من العصر الديفوني. وكانت غالبيتها العظمى صغيرة أو متوسطة الحجم، ومثل كل أسماك تلك الحقبة كانت مغطاة بدروع عظمية أو قشور. وقد نمت تلك الأسماك العظمية المبكرة إلى مجموعتين رئيسيتين هما: الساركوبتريجين (لحميات الزعانف) والأكتينوبتريجين (شعاعيات الزعانف).

وقد كان للساركوبتريجين زعانف لحمية مفصلة. بل إن أسماكاً قليلة تعيش حالياً ما زالت لها صلة بتلك المجموعة. إن أسماك السيلالاكانت والأسماك الرئوية هي الوحيدة الباقية من الساركوبتريجين، ويضيف بعض العلماء سمكة البِشْرِير الإفريقية إلى هذه المجموعة، ويعتقد بعضهم الآخر أن الأسماك الرئوية من بين الأسماك التي تعد أشد صلة وعلاقة بالفقاريات على اليابسة. وللأكتينوبتريجين زعانف مشعة بلا فصوص لحمية عند القاعدة. ومن بين الأكتينوبتريجين المبكرة كانت الكوندروستين (العظميات الغضروفية) التي تختلف في نواحٍ كثيرة عن الأسماك الحديثة ذات الزعانف المشعة، وقد كانت الكوندروستين أسلاف ذوات الزعانف المشعة الحالية، والتي تكون ما يقرب ٩٥٪ من أنواع الأسماك جميعها. والأسماك الجدافية وسمك الحفش (الأسترجون) هي الأسماك الوحيدة التي ما زالت موجودة من الكوندروستين، ويعتقد معظم العلماء أن سمكة البِشْرِير من أشد الأسماك صلة بها.

وقد ظهر أول القرش خلال العصر الديفوني وكان يشبه إلى حد كبير بعض القروش الموجودة الآن. وقد ظهر

أول شفنين بعد نحو ٢٠٠ مليون عام من القروش الأولى. وبحلول نهاية العصر الديفوني، انقرضت كل الأسماك الفكية تقريباً. وكانت أسلاف الجلكي والجريث التي تعيش حالياً هي الاستثناء الوحيد. وقد بقي بعض الشوكيات وصفيحات الجلد خلال العصر الديفوني، ولكن هذه الأسماك ماتت بمرور الزمن.

**أولى الأسماك الحديثة** (أو التليوستات)، ظهرت خلال العصر الترياسي (الثلاثي) الذي بدأ منذ ٢٤٠ مليون عام. وقد نشأت عن العظميات الغضروفية التي عاشت في العصر الديفوني مجموعة أخرى من الأسماك العظمية البدائية هي الهولُوستين (كاملات التعظم) وبدورها، أصبحت الهولُوستين أسلافاً للتليوستات. والأسماك الوحيدة التي بقيت إلى الآن من الهولُوستين هي أسماك البوفن وأسماك أبو منقار التي تعيش في المياه العذبة.

فقدت التليوستات درعها الثقيل الذي كان يغطي أجسام الأسماك القديمة. وفي البداية، كان لكل الأسماك العظمية زعانف ذات أشعة لينة. وقد نشأ عن تلك الأسماك؛ سمك القط والمنوه وغيرهما من الأسماك ذوات الزعانف الليبية الموجودة حالياً. وقد ظهرت الأسماك الأولى ذات الزعانف الشوكية خلال العصر الطباشيري الذي بدأ منذ نحو ١٣٨ مليون عام. وكانت تلك الأسماك أسلاف الأسماك الحالية ذوات التكوين العالي مثل؛ الفرخ والتونة. ومنذ العصر الطباشيري، كانت الأسماك العظمية إلى حد بعيد المجموعة السمكية الأكثر أهمية. انظر المقالات الخاصة بكل نوع من أنواع الأسماك المذكورة في المقالة.


تعليقات