في المناطق التي لم يكن بها حواجز بناها الرومان، في المناطق التي لم يكن بها تخوم طبيعية، وبحلول عام ١٠٠م، كانوا قد انتهوا من بناء خط من الأسوار فيما يعرف الآن برومانيا وألمانيا. وتلا ذلك بناء جدار هادريان، وسور أنطونين بطول الحد الشمالي لمقاطعة بريطانيا. وقد سُمي السوران باسم اثنين من أباطرة الرومان، هما هادريان وأنطونينوس بيوس. ويُعد السوران أشهر الأسوار الرومانية.
وقد عاقت الأسوار الغارات والثورات. ولكن الغرض الأساسي منها كان تذكير القبائل المقاتلة الموجودة على الجانبين بأن الرومان هم السادة. كما سهّلت الأسوار للرومان التحكم في التجارة وتحصيل الضرائب.
تم بناء جدار هادريان في العشرينيات من القرن الثاني الميلادي. وكان يمتد مسافة ١١٧ كم من مصب نهر تاين إلى مصب سولواي الخليجي. وما تزال أجزاء من السور قائمة حتى الآن. وكان اتساع السور نحو ثلاثة أمتار عند القاعدة، وارتفاعه ستة أمتار. وكان نصف طول السور مبنياً من الحجارة كلياً، أما النصف الآخر فكان من الحجارة والطين. وكانت الحصون تبعد مسافة ٦,١ كم
على امتداد السور، مع وجود أبراج مراقبة كل نصف كيلومتر. وكان أمام السور خندق، ومن خلفه خندق آخر أكثر اتساعاً عمقه ثلاثة أمتار. ومن أشهر الحصون ذلك الحصن الذي يقع في هاوستدز، قريباً من هيكسهام، في مقاطعة نورث همبرلاند بالمملكة المتحدة. وقد كشف علماء الآثار عن قرية سكنية تسمى فندولاندا بنيت قريباً من الحصن.
تم بناء سور أنطونين في الأربعينيات من القرن الثاني الميلادي شمالي جدار هادريان، وهو أبسط منه. وقد شُيّد من الطين، ويبلغ طوله ٦٠ كم.
وحافظ الرومان على جدار هادريان من السقوط حتى عام ٢١١م، عندما عجزوا عن حماية سور أنطونين من غارات البقط التي انطلقت مما يُعرف الآن بجنوبي أسكتلندا. وأعادوا بعد ذلك بناء جدار هادريان بعناية، ثم أعادوا بناءه مرتين أخريين في القرن الرابع الميلادي، ودافعوا عنه إلى ما يقرب من عام ٤٠٠م.