ما رأي الإغريق في الأخلاق

 

الإغريق والرومان. إن أشهر الفلاسفة الأخلاقيين من الإغريق والرومان هم - بعد سقراط - أفلاطون وأرسطو والأبيقوريون والرواقيون. فسقراط كان أول من عني بقضايا السلوك وقيل فيه (إنه أنزل الفلسفة من السماء إلى الأرض) ولقد رسم أفلاطون صورة مشوقة عن سقراط حيث اعتبره النموذج المُشخَّص للفلاسفة الأخلاق، وقال بأنه يجب أن يتخذه لهم قدوة وأن يستخلصوا مادته من الأحكام الخلقية ومن مواقف الحياة اليومية وأن يلتزموا بالتساؤل المستمر من أجل التوصل إلى تحديد الشخصية الفاضلة. يرى أفلاطون أن الإنسان في إمكانه أن يضع ضوابط السلوك الخُلُقي وذلك بالسير في طريق الخير الذي سوف يفضي به إلى ما وراء الظواهر المادية، حيث يوجد العالم المثالي. أما كلمة إيْخِكس - في اللغات الأوروبية - أي الأخلاق فقيل إن واضعها هو أرسطو الذي سمى أحد كتبه الأخلاق النيقوماشية، الذي أهداه لابنه نيقوماكوس حيث أوضح ما في سعي كل الناس لتحقيق السعادة من دلالة أخلاقية. هذا الأمر يشير مشكلة الهدف أو الخير الحقيقي الذي تُعتبر السعادة إحدى مقوماته الأخلاقية الأساسية.  

ويرى أرسطو أن أعلى درجات السعادة تتمثل في انشغال العقل بالتأمل، وأن الخصال التي ينبغي أن يتخلق بها الفرد هي الحذر والاعتدال والشجاعة والعدل.  

أما أثناء الاضطراب الاجتماعي الذي تميز به العصر الهيلينستي (اليوناني) والعصر الإمبراطوري الروماني فقد صارت الأخلاق أكثر أقسام الفلسفة شعبية، وذلك أن الناس مالوا إليها للتسلي واكتساب شخصية قوية. فهذا أبيقور ومن نحا نحوه ركزوا على الفرد، وقالوا إن الخير كله يتمثل في اللذة. وقد ميز الأبيقوريون بين أنواع من اللذة وفضلوا لذات العقل على لذات الجسد.  

إن زعماء المدرسة الرواقية - زينون وسينيكا وإبيكتيتوس وماركس أوريليوس هم بدورهم دافعوا عن أهمية راحة البال التامة. لكن هذه الراحة لا تتم إلا بالتوحيد بين الفرد والمبدأ الإلهي المتمثل في الكون. ومن آرائهم أيضاً أن جميع الناس ينتمون إلى معشر واحد هو معشر البشرية. انظر: الفلسفة الرواقية

تعليقات