الاختزال العربي
نبذة تاريخية. الاختزال ابتكار حديث لم يُعرف في الحقب الماضية. وقد شاع هذا الاصطلاح عندهم بمعنى الإضمار أو الاختصار وورد، مثلاً، ثماني مرات في عشر صفحات متوالية من كتاب سيبويه. وقد حاول العرب
اختصار بعض الكلمات العربية كسراً للزمن وذلك باختيار حرف أو حرفين من الكلمة أو جملة شائعة الاستعمال. وفيما يلي أمثلة لذلك:
«أهـ» انتهى، «إلخ» إلى آخره، «انـ» انظر، «بتـ» يقال، «جلـ» أول، «جـ» جمع، «جمـ» الجمع، «شرعـ» شرح، «صلعمـ» صلى الله عليه وسلم، «رضـ» رضي الله عنه، «رحـ» رحمه الله.
لم يذكر المؤرخون شيئاً عن ممارسة الاختزال في البلاد العربية عبر العصور الذي ذكره ابن النديم في كتابه الفهرست في القرن الرابع الهجري؛ فقد قال «جامع من يملك رجل متطيب زعم أنه يكتب الساميا فإذا هو كلما تكلمنا عشر كلمات أصغى إلينا ثم كتب كلمة واحدة فاستعدناه كلمتنا فأعادها بألفاظنا».
ولم يُعرف فن الاختزال العربي إلا في أواخر القرن الماضي، وكان أول من عني بأمره العالم اللبناني المشهور سليمان الستاني.
قدم الستاني عنه زيارته لمصر عام ١٣٠٤ هـ، ١٨٨٧ م تقريباً فن الاختزال إلى الخديوي توفيق بمصر فأحاله إلى يعقوب أرتين (باشا) وكيل نظارة المعارف في ذلك العهد. فأعجب بايداعه دُرر الكتب.
يرجع الفضل للستاني الذي استطاع بتقريبه هذا الفن ظهرت آثار الناطقين بلغة الضاد إلى هذا النقص، حيث ظهرت عدة طرق للاختزال العربي خلال ربع قرن من الزمان ولكن هذه الطرق لم تُمارس لصعوبة تعلمها.
وضحت الحاجة إلى الاستعانة بالاختزال العربي عام
وفيما يلي بيان بطرق الاختزال العربي التي تم طبعها:
- سليمان الستاني
(عام ١٣٠٤ هـ، ١٨٨٧ م) - الاختزال أو الاستغرافيا - طبع في مصر عام ١٣٤٠ هـ، ١٩٢١ م. - عبد الرزاق عوض (١٣٢٩ هـ، ١٩١١ م) - اختزال الكتابة الخطابية - طبع في مصر عام ١٣٤٩ هـ، ١٩٣١ م.
- راؤُول الكردي (١٣٣١ هـ، ١٩١٣ م) - طبع، هو كغيره مودعاً الدار الكتب المصرية.
- إميل عريان (١٣٤٢ هـ، ١٩٢٣ م) - اختزال الكتابة العربية - طبع في مصر عام ١٣٥٥ هـ، ١٩٣٦ م.
- راؤُول الكردي (١٣٤٢ هـ، ١٩٢٣ م) - طبع، هو كغيره «نسخة معدلة».
- علي عباس (١٣٤٦ هـ، ١٩٢٧ م) - نشرة بديعة في الكتابة السريعة - طبع في تونس عام ١٣٤٦ هـ، ١٩٢٧ م.
- فؤاد واكد (١٣٦٧ هـ، ١٩٤٧ م) - طبع في مصر عام ١٣٦٣ هـ (أصدر الطبعة الخامسة خلال العشرين سنة الماضية).
وفيما يلي بعض الذين تقدموا بمحاولاتهم إلا أنها لم تر النور:
- فريد عبده محمد (١٣٤٢ هـ، ١٩٢٣ م) - لم يُطبع.
- مصطفى عبده محمد (١٣٤٢ هـ، ١٩٢٣ م) - لم يُطبع.
- السيد والي (١٣٤٢ هـ، ١٩٢٣ م) - لم يُطبع.
اختزال واكد. عكف الأستاذ فؤاد واكد، مصري الجنسية، على دراسة ما ظهر من طرق الاختزال العربي، وعمل على معالجتها، وتجنب أخطاءها عند وضع الطريقة الخاصة به ونجح في ذلك. وقام بنشر كتابه اختزال واكد عام ١٣٦٧ هـ، ١٩٤٧ م. وقام بتدريس طريقته المبتكرة في مصر وفي بعض البلاد العربية. وقد نالت طريقته إعجاب كل من استعمل بها، حيث عمل على تبسيط رموزها واختصار قواعدها.
جاز الأستاذ فؤاد واكد الميدالية الذهبية في مسابقة الاختزال التي أُجريت في هذا المجال. ونجح اختزال واكد نجاحاً باهراً وأخذ به في عدد من معاهد السكرتارية بمصر والسودان وبعض الدول العربية الأخرى. تتميز طريقة اختزال واكد ببساطتها ودقة رموزها، بحيث يستطيع الدارس أن يتعلم طريقة اختزال واكد دون معلم.