كيف بدأت الدبلوماسية وهل كان القنصل جاسوساً ؟

 



نبذة تاريخية. تطورت الخدمة الدبلوماسية عندما بدأت الدول تقيم العلاقات فيما بينها، وتبحث عن طرق للتبادل الفكري والتجاري السلمي. وكان القصد من إصدار جوازات السفر أصلًا، هو حماية حقوق المسافرين إلى الخارج. لقد كان السفراء يُرسلون إلى قصور الملوك أحيانًا، للترتيب لزواج ما، أو للتفاوض على تحالف ما. وعمومًا فقد كان الوزير مهمًّا في مثل هذه المفاوضات. كما كان التجسس جزءًا من أهداف الخدمة الخارجية. وكان على السفير في غالب الأحيان أن يدفع تكاليف السفر من نفقته الخاصة وأن يعد مسكنه بنفسه.  

أقامت عدة حكومات في أوروبا وأماكن أخرى من العالم بدءًا من القرن التاسع عشر الميلادي خدمات خارجية، كما اعتبر الأشخاص الذين يعملون في الخدمة الخارجية، موظفين مدنيين، وكانت تدفع لهم الرواتب. كذلك تطورت فكرة الحصانة الدبلوماسية، مما يعني أن الدبلوماسيين صاروا يتمتعون بمزايا خاصة. فلا يمكن، على سبيل المثال، اعتقالهم، كما اعتبرت بيوتهم أماكن يلجأ إليها المطلوبون سياسيًا حتى يكونوا في مأمن من الاعتقال. ومع مرور الزمن أصبح من المألوف في عدة بلدان أن يكون معظم العاملين في الخدمة الخارجية، من..

"الموظفين المدنيين المحترفين الآخرين الذين لا يغيرون حكوماتهم في أحيان كثيرة، ولا تتغير مناصبهم عندما تتغير الحكومات.

لم يكن للبلدان التابعة للإمبراطورية البريطانية خدمات خارجية خاصة بها خلال فترة الاستعمار. فالأستراليون، مثلاً، كانوا يتبعون السياسة الخارجية البريطانية، ولذلك لم يكن لديهم دبلوماسيون في الخارج، سوى ممثلين عنهم في بريطانيا. وفي عام ١٩٣٥م أنشأت أستراليا القسم الشؤون الخارجية، ليدير سياستها الخارجية الخاصة، وفي عام ١٩٤٠م أرسلت أستراليا أول دبلوماسييها إلى اليابان والولايات المتحدة. أما في الوقت الحاضر فتتمتع كل الدول الأعضاء في الكومنولث بخدمات خارجية خاصة بها.  

لقد فقد السفير أو القنصل، في الخدمات الخارجية الحديثة، كثيراً من حريته في التصرف الفردي؛ وذلك بسبب التقدم السريع للاتصالات عبر الموجات اللاسلكية، والهاتف، بين السفارة والحكومة المركزية. فاليوم يلتقي رؤساء الدول وجهاً لوجه، فيما يعرف بمحادثات القمة، أو في لقاءات دورية، كاجتماعات رؤساء دول الكومنولث. كما صارت المفاوضات أقل سرية. ومع ذلك مازالت تستغرق أشهراً من المحادثات وراء الكواليس، التي قد تسبق أي تحرك دبلوماسي، كمحادثة تجارية جديدة، أو حل سياسي لنزاع حدودي.  

تعتبر إدارة الشؤون الخارجية اليوم، شعبة حكومية ذات نفوذ. فهي تساعد في رسم السياسة الخارجية وتسهيل الأمور الحياتية اليومية للأمم. لكن التغيرات في السياسة الخارجية تؤثر في دور الخدمة الخارجية. فعلى سبيل المثال، فقدت إدارة الشؤون الخارجية البريطانية دورها في إدارة الإمبراطورية الواسعة. وبدلاً من ذلك، فإن سياسة بريطانيا الخارجية تركز أكثر فأكثر على أوروبا، وعلى إيجاد مواقف مشتركة، إزاء القضايا الدولية مع أعضاء آخرين من المجموعة الأوروبية.

وفي الوقت الحاضر، وبعد أن بدأت دول مثل أستراليا والهند في إضفاء طابعها الخاص على بريطانيا، اتجهت الخدمات الخارجية لتلك الدول نحو الاهتمام بشكل متزايد بقضاياها الإقليمية. ويشكل تطوير الروابط التجارية والروابط الأخرى مع دول الجوار جزءاً كبيراً ومهماً من ذلك الاتجاه. ويستطيع موظفو إدارة الشؤون الخارجية اليوم، أن يعملوا في أقسام ووكالات أخرى، بالإضافة إلى عملهم داخل وزارة الخارجية في بلادهم. فقد يتضمن عملهم إدارة الشؤون الخارجية مساعدة وتطوير بلادهم وراء البحار ومساعدتها زراعياً وتجارياً وصناعياً وأيضاً في مجالات السفر



تعليقات