لماذا يتم حرق الموتى بدلاً من دفنهم؟ وما هي غرائب عالم الحرق والدفن

 



إحراق جثث الموتى

إحراق جثث الموتى متبعة في بعض الدول الغربية وبعض دول آسيا كالصين واليابان والهند وغيرها. والمعروف أن حرق جثث الموتى تصبح رماداً. والمعروف أن الدفن أو اللحد هو الطريقة الشائعة للتصرف في جثث الموتى عند المسلمين خاصة، ومعظم بلدان العالم، تكريماً للإنسان الذي كرمه الله على سائر مخلوقاته. لكن أسلوب إحراق جثث الموتى في بلدان كثيرة منتشر خصوصاً عند الهندوس والبوذيين وعامة الوثنيين وغيرهم. ويرى الذين يدفنون الموتى في مقابر أن حرق جثث الموتى أسلوب غير كريم. والدفن هو الطريقة المثلى لحفظ إنسانية الميت، وهو أسلوب يسير وفق النهج الرباني الذي قضى بأن أصل الإنسان التراب وإليه يعود. 1 ﴿مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَىٰ﴾ [طه: ٥٥]. ويرى آخرون أن دفن الموتى في مقابر فيه تضييع للأرض

وهي حجة واهية لأن الأرض لم تضق بقبور الأمم السابقة. وتعطيل بقبور الأم السابقة.

ويقوم المختصون في إعداد مراسم الجنازات - لدى هؤلاء - بوضع الترتيبات اللازمة لإحراق جثة الميت. وقد تتم مراسم الجنازة قبل أو بعد إجراء الإحراق. وتتم عملية الإحراق هذه في مبنى يطلق عليه المحرقة، حيث توضع الجثة في نعش أو أي حاوية أخرى، ويتم إحراقها في فرن خاص، وتستمر هذه العملية فترة تتراوح بين ساعة وأربع ساعات. وبعد ذلك، يتم سحق ما بقي من العظام حتى يصبح رماداً، ويوضع الرماد في جرة (إناء لحفظ رماد الموتى)، ويسلم لأقارب المتوفى. وقد يحتفظ الأقرباء بالرماد، ويدفنونه في مقبرة أو يضعونه في مدفن. ويطلب بعض الأشخاص أن يذر رماد الجثث في مكان محدد، مثل إحدى البحيرات التي يحبونها.  

ومن المعروف أن أسلوب إحراق الجثث كان يمارس في جميع العصور. لكن لم يستخدمه الصينيون القدماء أو المصريون، بل مارسه الإغريق والرومان القدامى. وكانوا يعتقدون أن إحراق الجثة يطهر الروح، ويحررها من شكلها الأرضي. وقد اعتقد النصارى الأوائل باتحاد الجسد والروح، ولذلك عدلوا عن إحراق الجثث شكلاً من أشكال التحقير.  

ظل إحراق جثث الموتى غير شائع في البلدان النصرانية حتى القرن التاسع عشر الميلادي. لكن الاهتمام باستخدام الأرض في المناطق الحضرية وتزايد المعارضة لتعاليم الكنيسة، ساعد على إحياء الاهتمام بإحراق جثث الموتى. وجدير بالذكر أن أول محرقة قانونية لاستخدام الجماهير تم افتتاحها في ميلانو، بإيطاليا، عام ١٨٧٦م. وفي الوقت الحاضر، يتم التصرف في نحو ٥٠٪ من المتوفين في أستراليا بإحراق جثثهم، وفي نحو ٧٠٪ في المملكة المتحدة، وحوالي ٤٥٪ في الولايات المتحدة. وإحراق جثث الموتى من الممارسات الشائعة في اليابان، حيث يتم إحراق ٩٥٪ من جثث الموتى. 

معلومات إضافية وغريبة:

  • حرق الجثث في الفضاء: تخيل أن يتم إرسال رماد شخص ما إلى الفضاء! بعض الشركات تقدم خدمة إطلاق رماد المتوفين إلى مدار الأرض، أو حتى إلى القمر. هذه فكرة حديثة وغريبة بالتأكيد.
  • تحويل الرماد إلى ألماس: تقنية أخرى ظهرت حديثاً وهي تحويل رماد المتوفى إلى ألماس صناعي. يمكن للعائلات الاحتفاظ بذكرى أحبائهم على شكل قطعة فريدة من المجوهرات.
  • "الحرق الأخضر" أو "التحلل المائي القلوي": بدلاً من الحرق التقليدي بالنار، هناك بدائل صديقة للبيئة. إحدى هذه الطرق تسمى "التحلل المائي القلوي" أو "الريسوميشن"، حيث يتم وضع الجثة في محلول قلوي تحت ضغط ودرجة حرارة عالية، مما يؤدي إلى تحللها ويبقى منها هيكل عظمي يمكن طحنه ليصبح مسحوقاً. يعتبر هذا الأسلوب أقل استهلاكاً للطاقة وانبعاثاً للكربون.
  • مهرجانات حرق التوابيت المعلقة: في بعض الثقافات القديمة، مثل شعب "إيجوروت" في الفلبين، كانت هناك ممارسة غريبة تتمثل في تعليق التوابيت على جوانب المنحدرات. يعتقد البعض أن هذا كان لجعل أرواح الموتى أقرب إلى السماء. على الرغم من أنها ليست عملية حرق، إلا أنها طريقة دفن فريدة وغير تقليدية.

حول الدفن:

  • مقابر تحت الماء: هناك مشاريع لمقابر تحت الماء، حيث يتم وضع رفات الأشخاص في هياكل مصممة لتكون جزءاً من البيئة البحرية، وتشجع على نمو الشعاب المرجانية. هذه فكرة تجمع بين ذكرى المتوفى والحفاظ على البيئة.
  • الدفن في الأشجار: بعض الشركات تقدم فكرة "الدفن الشجري" حيث يتم دفن رماد المتوفى مع بذرة شجرة. ومع نمو الشجرة، تصبح بمثابة نصب تذكاري حي للشخص المتوفى.
  • مقابر "الحدائق الأبدية": هي مفهوم حديث للمقابر يركز على تحويل أماكن الدفن إلى حدائق جميلة وهادئة بدلاً من الحقول التقليدية من شواهد القبور.
  • الدفن العمودي: في بعض الأماكن التي تعاني من نقص في المساحة، يتم التفكير في حلول دفن عمودية متعددة الطوابق لتوفير أكبر قدر ممكن من أماكن الدفن.

معلومات ثقافية غريبة:

  • أكل الموتى: في بعض الثقافات القديمة أو القبلية المعزولة، كانت هناك ممارسات غريبة مثل أكل أجزاء من جسد المتوفى. كان يُعتقد أحياناً أن هذا ينقل قوة أو روح المتوفى إلى الحي. هذه الممارسات نادرة جداً ومحظورة في معظم أنحاء العالم.
  • طقوس جنائزية معقدة: بعض الثقافات لديها طقوس جنائزية معقدة للغاية تستمر لأيام أو حتى أسابيع، وتشمل ممارسات غريبة مثل الرقصات الخاصة، والأزياء التنكرية، وتقديم القرابين.
تعليقات