الأَحْوَص (؟ - ١٠٥ هـ، ؟ - ٧٢٣ م). عبد الله بن محمد بن عاصم بن ثابت الأوسي، وجده عاصم بن ثابت هو الذي حمته الدبر يوم الـرَّجيع، ولُقِّب بالأحوص لضيق كان في مؤخر عينيه. وهو من طائفة شعراء الغزل في الحجاز في العصر الأموي.
والأحوص من الشعراء المجودين، فقد سُئل الفرزدق لما قدم المدينة عن شعرائها فقال: رأيت بها شاعرين وعجبت لهما: ابن هرمة والأحوص. وجعل ابن سلام الجمحي الأحوص في الطبقة السادسة من الإسلاميين مع ابن قيس الرقيات، ونصيب، وجميل بن معمر.
قال أبو الفرج عنه: «والأحوص لولا ما وضع به نفسه من دنيء الأخلاق والأفعال لكان أشد تقدماً منهم عند جماعة أهل الحجاز وأكثر الرواة، وهو أسمح طبيعاً، وأسهل كلاماً، وأوضح معنى، ولشعره رونق وديباجة صافية، وحلاوة وعذوبة ألفاظ، وكان قليل المروءة والدين، هجاءً للناس».
والأحوص مقدم عند حماد الراوية في النسيب على غيره من الشعراء، وكان يُشبب بنساء أهل المدينة، فتأذوا منه، فشكاه قومه إلى سليمان بن عبد الملك أو الوليد بن عبد الملك، فكتب إلى عامله بالمدينة أن يضربه مائة سوط،
وينفيه إلى دهلك، وهي جزيرة بين اليمن والحبشة حارة ضيقة، وكانت منفى لبني أمية، فبقي الأحوص فيها إلى ما بعد وفاة عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، ثم رده يزيد بن عبد الملك، فقدم إليه بدمشق، ومات فيها. وديوانه مطبوع.
ومن مشهور قصائده قوله:
أدور ولولا أن أرى أم جعفر بأبياتكم ما درت حيث أدور أزور البيوت اللاصقات ببيتها وقلبي إلى البيت الذي لا أزور وما كنت زواراً ولكن ذا الهوى إذا لم يزر لابد أن سيزور
ومن أبياته السيارة قوله:
إذا أنت لم تعشق ولم تدر ما الهوى فكن حجراً من يابس الصخر جلمدا
وكذلك قوله:
وما هو إلا أن أراها فجاءة فأبهت حتى ما أكاد أجيب لك الله إني واصل ما وصلتني ومثن بما أوليتني ومثيب أبثك ما ألقى وفي النفس حاجة لها بين جلدي والعظام دبيب