هل تم التعرف على إخوان الصفا أم مازالت جماعة مجهولة

 


إخوان الصفا جماعة سرية من المفكرين عاشت في البصرة بالعراق في النصف الثاني من القرن الرابع الهجري. وكان لها فرع في بغداد. سماها مؤسسوها إخوان الصفا وخلان الوفا. ويرى كثير من الدارسين أن هذه الجماعة باطنية إسماعيلية عملت على إشاعة مذهبها المتطرف وتثبيت أركان الدولة الفاطمية. ومن أجل الوصول إلى أغراضها وضعت هذه الجماعة رسائل جامعة لأنواع متعددة من المعارف عرفت برسائل إخوان الصفا تناولت

...العلوم الرياضية والدينية والكونية والفلسفية. وهذه الرسائل أربعة أقسام: الرياضة والمنطق وفيها ١٤ رسالة؛ العلوم الطبيعية ١٧ رسالة؛ الميتافيزيقا وعلم النفس ١٠ رسائل؛ التصوف والتنجيم والسحر ١١ رسالة. ورسالة أخرى خاصة بالجغرافيا، تضمنت بعض الملاحظات السديدة التي سبقت عصرها.

ومنهج إخوان الصفا في هذه الرسائل يقوم على الانتقاء، والعرض الميسر بعيدًا عن الموضوعات الصعبة، ولكنهم يقررون 1 أحيانًا ويستخدمون الرمز. وإخوان الصفا فرقة باطنية تقول بأن من يعرف الله حق معرفته يستغني عن الرسل، ويذهبون إلى إسقاط التكاليف الشرعية عن الخاصة (الواصلين) والمتدين عندهم انقياد كل مرؤوس لطاعة رئيسه.  

ولاشك أن العلماء الراسخين قد ناقشوا المنحرف من آراء إخوان الصفا كما فعل الإمام الغزالي (ت ٥٠٥هـ، ١١١١م). ولشيخ الإسلام ابن تيمية (ت ٧٢٨هـ، ١٣٢٧م) وقفات في نقد رسائل إخوان الصفا في مواضع من رسائله.

وتشير المصادر إلى خمسة يتنمون إلى هذه الجماعة ذكرهم أبو حيان التوحيدي (ت ٤٠٠هـ، ١٠٠٩م) حين سئل عنهم سنة ٣٧٣هـ، ٩٨٣م. ومنهم: أبوسليمان بن معشر البستي المقدسي، وهو الذي تولى صياغة الرسائل، ومنهم أبو الحسن علي بن هارون الزنجاني، وأبو أحمد المهرجاني، ويقال له المهرجاني، ومنهم أبو الحسن العوفي، وزيد بن رفاعة.

تعليقات