في الستينيات والسبعينيات من القرن الثامن عشر الميلادي أنتج ثلاثة مخترعين إنجليز هم: جيمس هارجريفز، والسير ريتشارد أركرايت، وصمويل كرومبتون سلسلة من الاختراعات مكنت العمال من غزل الخيوط بسرعة أكبر. فتوافر فجأة الخيوط لصانعي النسيج بكميات أكثر مما لديهم من نساجين وآلات نسيج لصنع القماش. ثم توصل مخترع إنجليزي آخر في أواسط الثمانينيات من القرن الثامن عشر الميلادي هو إدموند كارترايت إلى اختراع نول يدار بقوة البخار. وكانت هذه الآلة تنسج القماش بسرعة فائقة إلى الحد الذي مكن النساجين من مجاراة الكميات الكبيرة من الخيوط التي تغزلها آلات الغزل.
لقد مكنت الآلات الجديدة للغزل والنسيج صانعي المنسوجات من إنتاج كميات كبيرة من القماش القطني بتكاليف أقل. ونتيجة لذلك، تمكنوا من بيع القماش بأسعار منخفضة، الأمر الذي أدى سوقاً جديداً واسعاً له. وبالتالي، ازداد الطلب على القطن الخام، الأمر أنشأ مشكلة جديدة، فالقطن الخام يحتوي على بذور لابد من نزعها من قبل أن يغدو ممكناً استعماله في آلات الغزل. وكان العمال ينزعون هذه البذور بأيديهم، وهي عملية بطيئة لم يكن بمقدورها مجاراة حجم الطلب على القطن. وفي عام ١٧٩٣م، تمكن مخترع أمريكي يدعى إيلي ويتني من صناعة محلج القطن، وكان بوسع هذه الآلة نزع البذور من القطن بسرعة تعادل سرعة خمسين عاملاً يعملون بأيديهم. لقد مكن محلج القطن من الوفاء بمتطلبات آلات الغزل والنسيج من مادة القطن.
الحاجات العسكرية. لقد ظلت الحرب والأخطار المنذرة بها تحفز إلى الاختراع على الدوام. فالآلة التي هي حالة حرب تشجع مخترعيها ومهندسيها وعلماءها على إيجاد أسلحة جديدة تكون أكثر تدميراً لعدوهم. كما أدت الحرب أيضاً إلى اختراعات عديدة كان لها منافع وقت السلم.
أكدت الحرب العالمية الثانية (١٩٣٩ - ١٩٤٥م) أهمية البحث العلمي والاختراع أكثر من أية حرب أخرى. وقد أنتجت هذه الحرب أسلحة أكثر تدميراً مما عُرف في أي حروب أخرى في أي وقت من الأوقات، مثل قنبلة الذرية. وعلى الرغم من ذلك، برزت نتيجة هذه الحرب مخترعات عديدة أفادت الناس بصورة كبيرة. فالطاقة الذرية، التي استعملت لأول مرة في القنبلة الذرية،
الحاجات الاجتماعية. أدت حاجات المجتمعات إلى آلاف الاختراعات والاكتشافات التي حققت الكثير من الأخطار على الصحة فأزالت عمر الإنسان بمشيئة الله تعالى. والبعض الآخر منها أيضاً جعل الحياة أسهل وأكثر راحة.
ساعد العديد من المخترعين الناس في مقاومة الأمراض ومعالجتها، فمنها ما مكن الأطباء من تشخيص الأمراض، ومنها ما ساعد على اكتشاف عقاقير وتقنيات جديدة لمعالجة الأمراض. فلم يكن بمقدور العلماء أبداً أن يحققوا خطوات إلى الأمام ذات شأن في الكفاح ضد الأمراض المعدية من غير المجهر المركب. فقد اخترع صانع الأدوات البصرية الهولندي زاكريس جانسين المجهر المركب عام ١٥٩٠م. وفي عام ١٨٥٣م اخترع الطبيب الفرنسي شارل برافاز الحقنة تحت الجلدية التي تمكن الأطباء من إدخال الأدوية بسهولة تحت الجلد. وفي أواسط القرن العشرين، طور الطبيبان الأمريكيان جوناس سالك وألبرت بروس سابين لقاحات تساعد في منع الإصابة بشلل الأطفال.
تشمل المخترعات التي تجعل الحياة أسهل وأكثر راحة العديد من الأجهزة والمنجزات المتوفرة في منازلنا. فالمكنسة الكهربائية التي نال براءة اختراعها بضعة مخترعين هي واحدة