ما مقدار ما تم مسحه من كوكب الزهرة

 


"تُعد مهمة بيونير فينوس من أوائل المهمات الفضائية المخصصة لدراسة كوكب الزهرة بشكل شامل. وقد حققت هذه المهمة إنجازًا هامًا في رسم خرائط سطح هذا الكوكب الغامض الذي تحجبه سحب كثيفة ودائمة.

ففي فترة أقل من سنتين بدأت في عام 1978، تمكنت المركبة الفضائية بيونير فينوس، التي تضمنت مدارًا ورادارًا خاصًا، من رسم خريطة تفصيلية لما يقدر بنحو 93% من سطح كوكب الزهرة. هذه الخرائط تم إنشاؤها باستخدام تقنية الرادار المخترق للسحب، مما سمح للعلماء برؤية التضاريس المخفية تحت الغلاف الجوي الكثيف للزهرة.

الأمر المثير للدهشة والمقارنة يكمن في أن كمية الخرائط التفصيلية التي تم رسمها لكوكب الزهرة خلال هذه الفترة القصيرة كانت أكثر من مجموع الخرائط التفصيلية التي تم رسمها لكوكب الأرض منذ عام 1800 وحتى ذلك الوقت. يوضح هذا الفرق الهائل التقدم الكبير الذي أحرزته تكنولوجيا استكشاف الفضاء في الحصول على معلومات دقيقة وشاملة عن الكواكب الأخرى، مقارنة بالوتيرة الأبطأ لاستكشاف ورسم خرائط كوكبنا على مدى قرون.

لقد ساهمت خرائط بيونير فينوس بشكل كبير في فهمنا لجيولوجيا الزهرة، حيث كشفت عن وجود سهول شاسعة، ومرتفعات قارية، ووديان، وفوهات بركانية، وتضاريس أخرى تشير إلى نشاط جيولوجي معقد. كما قدمت هذه الخرائط معلومات قيمة للبعثات اللاحقة إلى الزهرة.

تُظهر هذه المقارنة قوة الاستكشاف الفضائي في تجاوز القيود التي تفرضها المسافات والأغلفة الجوية الكثيفة للكواكب الأخرى، وتقديم رؤى تفصيلية لم يكن من الممكن الحصول عليها بوسائل أخرى."

تعليقات