تعتبر فضلات طيور الغاق، المعروفة باسم "الغوانو"، من أثمن الأسمدة الطبيعية في العالم، حيث تفوق في قيمتها الغذائية سماد المزارع التقليدي بنحو 30 ضعفًا. ويرجع ذلك إلى التركيز العالي للعناصر الأساسية لنمو النبات، مثل النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم.
على مدى حوالي 50 مليون عام، تراكمت كميات هائلة من غوانو طيور الغاق على طول ساحل بيرو الجاف، حيث وفرت الظروف المناخية القاحلة بيئة مثالية للحفاظ على هذه المادة العضوية الغنية. وتشير التقديرات إلى إزالة حوالي 5.5 مليون عش من أعشاش هذه الطيور على امتداد الجرف الساحلي. ونتيجة لهذا التراكم الهائل عبر العصور، تشكلت طبقة سميكة ومذهلة من الغوانو، وصل سمكها في بعض المناطق إلى 50 متراً.
وقد عرفت حضارات الإنكا القديمة في بيرو قيمة الغوانو واستخدمته كسماد للزراعة. وفي القرن التاسع عشر، اكتشف العالم الغربي هذه الثروة الطبيعية، مما أدى إلى ازدهار تجارة الغوانو. وكانت بيرو المصدر الرئيسي لهذه المادة الثمينة، حيث تم تصدير ملايين الأطنان إلى أوروبا وأمريكا الشمالية لتلبية الطلب المتزايد على الأسمدة عالية الجودة. وقد ساهمت هذه التجارة بشكل كبير في الاقتصاد البيروفي في تلك الفترة.
ومع تطور صناعة الأسمدة الكيميائية في أوائل القرن العشرين، تراجع الاعتماد على الغوانو تدريجياً. ومع ذلك، لا يزال الغوانو يحظى بتقدير كبير في الزراعة العضوية والمستدامة لفوائده العديدة في تحسين خصوبة التربة وتعزيز نمو النباتات بشكل طبيعي.