لماذا تم اضطهاد الأبرشانيون وطردهم من الجامعات

 





الأبرشانيون أعضاء في جماعة البروتستانت الدينية، يعتقدون أن لجميع النصارى مدخلاً مباشراً إلى الله عن طريق المسيح. وأنهم، نتيجة لذلك، متساوون - وهم خلاف الطوائف النصرانية الأخرى - يرفضون التحكم الخارجي من قبل الأساقفة والمجالس ويعتقدون أنه يتعين على كل طائفة أن تتولى شؤونها بنفسها ويشمل ذلك اختيار الكهنة.

والكاهن عندهم مسؤول عن عبادات الكنيسة وإدارة الطقوس المقدسة والتعاليم ورعاية الكنيسة، ولكن عليه أن يقوم بهذه الواجبات بالاشتراك مع كل أعضاء الكنيسة، والقاعدة في ذلك أن أي عمل يقوم به الكاهن يمكن أن يقوم به عضو الكنيسة من غير أن يكون كاهناً.   

في العقائد والعبادة، يؤسس جماعة الأبرشانيين معتقداتهم على الإنجيل ولا يقبلون أي عقيدة نصرانية أخرى أو أي تصريح مذهبي آخر على أنه أمر ملزم.

وفي العبادة، يستعمل الأبرشانيون أشكالاً ميسرة من الصلوات العامة دون الطقوس الدينية الرسمية. انظر: الطقس الديني.   

وتتألف الصلوات العامة لديهم أساساً من ابتهالات الناس وقراءاتهم من الإنجيل وتراتيلهم ومواعظهم، ويلتزمون بتعميد المولود والبالغ، وبالعشاء المقدس للعشاء الرباني. وفي تلك الشعيرة يؤكدون عنصر المشاركة أكثر مما يؤكدون مظهر التضحية. انظر: العشاء الرباني.

نبذة تاريخية. بدأت الحركة الأبرشانية في شكلها الحالي في عهد الإصلاح الديني في القرن السادس عشر الميلادي. وكان أول قادة الحركة الأبرشانية من الإنجليز، ومنهم روبرت براون وروبرت هاريسون وهنري تشيرش. ولقد اعترض الأبرشانيون على طقوس معينة في كنيسة إنجلترا، وعارضوا فكرة الكنيسة القومية ورغبوا في مزيد من الإصلاح الجذري. 

وحينما اضطهدتهم السلطات، هاجر بعضهم إلى البر الرئيسي لأوروبا. وفي عام ١٦٢٠م، أبحر آخرون إلى أمريكا الشمالية على سفينة مايفلاور. وفيما بعد استقر عدد أكبر من الأبرشانيين في أمريكا الشمالية وعملوا على إنشاء حكومة تكون فيها الدولة والكنيسة شيئاً 1 واحداً. كان للمبادئ الأبرشانية أثر دائم على الحياة الدينية والثقافية في الولايات المتحدة الأمريكية. فقد أُسس الأبرشانيون في الولايات المتحدة جامعة هارفارد في عام ١٦٣٦م وجامعة ييل في عام ١٧٠١م. 

وقد كان لهم بعض القوة السياسية أثناء ظهور رابطة الشعوب البريطانية (الكومنولث) وظهور نظام الوصاية في الحكم في إنجلترا في الفترة من ١٦٤٩م حتى ١٦٥٩م. وحينما عادت الملكية في عام ١٦٦٠م، اضطهدوا مرة ثانية. وفيما بعد، سمح لهم بحرية العبادة بموجب صك التسامح الديني الصادر في عام ١٦٨٩م.

ولقد استبعد الأبرشانيون من معظم الجامعات البريطانية ومن بعض الوظائف المدنية حتى عام ١٨٢٨م، وذلك بسبب معتقداتهم الدينية.

وفي عام ١٧٩٥م، أسس الأبرشانيون جمعية لندن التبشيرية التي ظلت الجمعية التبشيرية الرئيسية للحركة الأبرشانية حتى عام ١٩٦٦م، حينما اتحدت جميع الجمعيات الأبرشانية التبشيرية.

اندمجت الكنائس الأبرشانية في جميع أنحاء العالم، وفي كثير من البلدان، مع طوائف مماثلة لتكوين كنائس متحدة.

تعليقات