لماذا هجر الروائي أندرسون أسرته وحياته السابقة

 



أندرسون، شيروود (١٨٧٦- ١٩٤١م). روائي أمريكي وكاتب قصة قصيرة. في عام ١٩١٢م، هجر أسرته وعمله الناجح كمدير لمصنع الدهانات في إيليريا (أوهايو)، ليبدأ حياة جديدة بوصفه كاتباً. وهو في نظر الكثيرين من النقاد رمز لرفض القيم المادية للطبقة الوسطى استمساكاً بقيم الفن. ومن أوهايو ذهب أندرسون إلى شيكاغو ونشر هناك روايته الأولى: ابن وندي ماكفيرسون (١٩١٦م) التي تصف هجران رجل معين للحياة التقليدية وقيمها. كتب أندرسون روايات عديدة أخرى عبرت عن سأم وتلف الأفراد الذين يعيشون ضمن أنظمة اجتماعية أو صناعية تقليدية. ومن هذه الكتب: الرجال السائرون (١٩١٧م)، الأبيض المسكون (١٩٢٠م)، زيجات كثيرة (١٩٢٣م). وفي الضحكة السوداء (١٩٢٥م)، يقارن أندرسون الحياة السعيدة غير المعقدة التي ظن أنها تتمثل في حياة زنوج عصره من الأمريكيين بالحياة المادية العقيمة التي تتمثل في حياة الأمريكيين البيض.

وقد كان أندرسون ناجحاً جداً وذا تأثير بوصفه كاتب قصة قصيرة. وتُعد مجموعته القصصية الأولى واينزبيرغ - أوهايو (١٩١٩م) أهم أعماله. وتتمثل الأهمية البالغة لهذه القصص في أنها أطاحت

بالمعايير التقليدية للقصة القصيرة الأمريكية، تلك المعايير التي ركزت على الحبكة والحدث. الواقع أنه، في واينزبيرغ- أوهايو، عالج، من الناحية الأساسية، ضيق الأفق الذي شاهده في حياة البلدة الصغيرة في وسط غرب أمريكا، خصوصاً إحباط الشباب والمنعزلين. وقد كان أندرسون يضفي على قصصه قوة عاطفية عارمة بدلاً من تطوير الحبكة.

وفي تصويره للشخصيات في مجموعة واينزبيرغ - أوهايو، كان أندرسون واحداً من أوائل الكتاب الأمريكيين الذين استخدموا الرؤى النفسية، خصوصاً مفاهيم سيجموند فرويد في علم النفس.

تعد شخصيات أندرسون وحيدة وحزينة بسبب إحباط البيئة المحيطة ولأنها تميل إلى أن تجعل من نفسها، حسب تعبير المؤلف، كائنات غريبة ومضحكة. ويعتقد أندرسون أنه كان هناك مئات من الحقائق الجميلة، لكن الناس يحاولون أن يبنوا حقيقة واحدة فقط وينسبوها لأنفسهم. ففي اللحظة التي يأخذ فيها الإنسان حقيقة واحدة من الحقائق، وينسبها لنفسه، ويحاول أن يعيش عليها، فإنه يصبح غريباً وتصبح الحقيقة التي يؤمن بها ضرباً من الزيف.

تشمل المجموعات القصصية الأخيرة لأندرسون، والمنشورة بعد واينزبيرغ- أوهايو: انتصار البضة (١٩٢١م)، خيول ورجال (١٩٢٣م)، الموت في الغابة (١٩٢٣م). وقد جمعت آراؤه حول التأليف القصصي والحياة في عدد من الكتب: قصة راوي قصص (١٩٢٤م)، ملاحظات شيروود أندرسون (١٩٢٦م)، مذكرات شيروود أندرسون (١٩٤٢م)، ونشرت الطبعة الموسعة من هذه المذكرات عام ١٩٦٩م.

ولد أندرسون في كأمدن بولاية أوهايو.


تعليقات