لماذا أراد لينين إزاحة ستالين؟

 

ستالين ، جوزف ( Stalin, J. 1879 -
١٩٥٣ ) : زعيم شيوعي بارز حكم الاتحاد السوفياتي
حكماً مطلقاً من ۱۹۲۸ الى ١٩٥٣. نشأ في ظل لينين
واستلم قيادة الحزب والدولة من بعده ، ففتك
بمعارضيه ، ودعم اسس الدولة السوفياتية وفق نظرية
الاشتراكية في بلد واحد ، وقاد بلاده نحو الانتصار
في الحرب العالمية الثانية ، وتقاسم مناطق النفوذ في
العالم مع الولايات المتحدة الاميركية من خلال مؤتمر
يالطا محولاً الاتحاد السوفياتي الى الدولة العظمى الثانية
في العالم.
إسم ستالين إسم مستعار (لقب) يعني «الرجل
الفولاذي» ، اتخذه لنفسه وعرف به . اما اسمه
الحقيقي : يوسف (جوزف) فيساريو نوفيـتـش
دجوغاشيفيلي. ولد في مدينة غوري بجمهورية
جورجيا ، في اسرة فقيرة ، إذ كان والده إسكافياً
فقيراً وسكيراً ، وكانت والدته متدينة تعمل منظفة
للشباب ، وكانت امنيتها ان يصبح ابنها كاهناً ، فالحقته
بمعهد تفليس الديني ، وسرعان ما طرد منه (۱۸۹۹)
بسبب آرائه ونشاطاته الثورية . انضم الى «حزب العمال
الاشتراكي الديمقراطي الروسي» ، وقاد ، تحت إسم
«كوبا»، الاضرابات والمظاهرات العمالية في القوقاز
(القففاس) ، وشارك في نشاط الألوية القتالية التي
استولت على بعض الاملاك لصالح الحزب . بعد
انشقاق الحزب للمرة الاولى (١٩٠٣) بين المنشفيك
والبلشفيك ، اتخذ جانب البلشفيك واستمر عليه.

تعرض للنفي مراراً، وكتب عدة مقالات لفتت اليه
انتباه لينين. استمر منفياً في سيبيريا من ١٩١٣ الى
۱۹۱۷ (الثورة وسقوط النظام القيصري). عضو المكتب
السياسي عشية هذه الثورة، شأنه شأن تروتسكي، رغم
الفارق في الدور بينهما، دور إنجاح الثورة، إذ كان
تروتسكي يتفوقه أهمية نظرية وممارسة. عين مفوضاً
لشؤون القوميات وكلف بمهام تنظيمية داخلية مكنته
من بسط سيطرته على الجهاز الحزبي ومن الوصول الى
منصب الأمين العام للجنة المركزية (3) نيسان ۱۹۲۲).
وتنبه لينين لهذا الخطأ في مركزية الصلاحيات المعطاة
لستالين، لكن بعد فوات الأوان. فكتب في وصيته
يقول: "إن الرفيق ستالين قد ركز في يديه قوة هائلة
عندما أصبح أميناً عاماً. ولست متأكداً من انه يعرف
كيف يستعمل هذه القوة بالقدر الكافي". وذهب لينين
الى ابعد من ذلك في ملحق وصيته، فنصح «بإزاحة
ستالين عن هذا المنصب، وتعيين رجل مكانه». لكن
ستالين نجح في ازاحة معارضيه عن طريقه، الواحد إثر
الآخر، خصوصاً تروتسكي الذي كان ألمع رجال الثورة
والحزب والسلطة فكراً وتنظيماً وممارسة بعد لينين
مباشرة. فنفاه (۱۹۲۹)، وارسـل مـن يغتاله في
المكسيك (١٩٤٠). اقام دكتاتورية لا تعرف حتى
التلميح بالرأي المخالف. فنظم بين ١٩٣٤ و ١٩٣٨
سلسلة محاكمات شهيرة عرفت بمحاكمات موسكو
كانت ذريعتها اغتيال معاونيه كيروف، وشملت كل
المعارضين، فأعدم الكاتب والأديب والسياسي
والشيوعي... بتهم مختلفة. وعلى رأس هؤلاء القادة
الذين سبق لهم وتعاونوا مع تروتسكي إبان الثورة
(۱۹۱۷) وفي سنوات الحرب الاهلية اللاحقة، حتى
ولو كانوا قد تبرأوا (كما فعل البعض) من تروتسكي
ووقفوا الى جانبه (أي ستالين). اجرى سياسة تصنيع
شاملة قائمة على التخطيط المركزي الصارم، وفرض
نظام التعاونيات، وتمكن من تحديث البلاد في فترة
وجيزة. ومع صعود النازية، سعى ستالين الى تأخير
التصادم بما ما أمكن فوقع حلف هتلر – ستالين الذي
لم يدم اكثر من ۲۳ شهراً (۲۳) آب - ۲۹ حزيران
٤١). فمع الغزو الالماني لأجزاء واسعة من الاتحاد
السوفياتي، استمر الانهيار في المواقع السوفياتية حتى
معركتي ستالينغراد (شتاء ١٩٤٢) وكورسك (صيف
١٩٤٣) اللتين اذتتا ببداية سقوط النازية. شارك في
مؤتمر طهران (١٩٤٣) الذي ضم الرئيس الاميركي
روزفلت ورئيس الوزراء البريطاني تشرشل، وفي مؤتمر
يالطا (١٩٤٥) الذي ضم الرؤساء الثلاثة ليعيدوا رسم

خريطة العالم على ضوء انهيار النازية والفاشية
والعسكرية اليابانية. وشارك في مؤتمر بوتسدام (٧ -
١٢ آب ١٩٤٥). وخرج الاتحاد السوفياتي بزعامة
ستالين من الحرب قوة عسكرية عظمى رغم العشرين
مليون قتيل سوفياتي ، وامتدت شهرته ، فلقب بـ "أبي
الشعوب" و "مهندس الشيوعية". ومع بداية الحرب
الباردة وخروج الرئيس اليوغوسلافي تيتو على السياسة
الستالينية (١٩٤٧) ، شن ستالين حملة تطهير دموية
جديدة في صفوف الاحزاب الشيوعية في اوروبا
الشرقية ، كما اتخذ موقفاً مؤيداً من تقسيم فلسطين.
وفي عهده ، امتلك الاتحاد السوفياتي (١٩٤٩) قنبلته
الذرية محطماً بذلك احتكار السلاح النووي، وفارضاً
نوعاً من الاستقطاب الدولي الثنائي وتوازن الرعب
النووي. توفي على فراشه وهو في قمة مجده، وبعد
قضائه على مؤامرة استهدفت حياته وقيل إن عدة اطباء
يهود كانوا قد تورطوا فيها. وقد تبع ذلك حملة تطهير
واسعة شملت العديد من الشيوعيين اليهود.

تعليقات