معركة بلاط الشهداء. كانت في رمضان من عام ١١٤ هـ الموافق أكتوبر ٧٣٢م. ووقعت بين مسلمي الأندلس بقيادة عبدالرحمن الغافقي والنصارى والفرنج في سهول فرنسا، على ضفاف نهر اللوار، بين مدينتي بواتييه وتور، وكان من أسبابها ما يلي: لم تلبث أسبانيا (الأندلس) أن اضطربت بالفتن الداخلية ومقاومة النصارى للحكم الإسلامي. فوقعت معركة تولوشا (تولون) عام ١٠٢ هـ الموافق ٧٢٢م بين المسلمين والنصارى، ولم ينتصر فيها المسلمون وقتل قائدهم السمح بن مالك، فتقهقروا إلى سبتمانيا واضطرب أمرهم إلى أن عين عليهم عبدالرحمن ابن عبد الرحمن بن عبد الله الغافقي سنة ١١٣ هـ الموافق ٧٣١م، الذي ضبط أمرهم. وأراد عبد الرحمن أن يؤمن الولايات الشمالية الأندلسية ويحبط مؤامرات أورو دوق فرنسا لزعزعة أمن المسلمين في الأندلس. لذا دخل فرنسا سنة ١١٤ هـ الموافق ٧٣٢م، واستولى على مدينة أرل على نهر الرون ثم على ولاية أكوتين، ثم بوردو بروال، ثم ليون ويزنصون، ووصل حتى صائفص قرب العاصمة الفرنسية باريس ثم سار غرباً إلى ضفاف اللوار ليتم فتح هذه المنطقة، ثم يقصد إلى باريس. وهنا استشعر الفرنج الخطر، فحشد قائدهم شارل مارتل جيشاً ضخماً، فاجأ به المسلمين عند مدينة بواتييه وتور. ودارت المعارك بين الجانبين، وتمكن الفرنج من قتل الغافقي، مما شل حركة الجيش الإسلامي ثم انسحابه إلى قواعده في سبتمانيا، سنة ١١٥ هـ الموافق ٧٣٣م. وأخذ الفرنسيون في تأمين حدودهم من المسلمين، فاستولوا على قاعدتهم سبتمانيا وأجلوا المسلمين عن فرنسا. ولم يستقر الوضع في الأندلس حتى انتهت الخلافة الأموية ذاتها في المشرق عام ١٣٢ هـ الموافق ٧٥٠م. وتمكن أحد أفراد الأسرة الأموية - عبد الرحمن بن معاوية - من الخروج إلى الأندلس، وتولى أمرها بعد هزيمة مناويه في معركة المسارة الشهيرة قرب قرطبة سنة ١٣٨ هـ الموافق ٧٥٧م، واستقر وضع المسلمين - بعد ذلك - فترة من الزمن.