مخنو ، ن. إ. ( Makhno, N.I. 1889 -
١٩٣٤ ) : فوضوي ومجالسـي ( سوفياتي ) وزعيم الحركة
المخنوية الفوضوية في اوكرانيا.
ولد إيفانوفيتش نستور مخنو من أبوين فقيرين في
مدينة غوليـاي – بوليـه الاوكرانية. توفي والده ولما
يتجاوز ١١ شهراً، فنشأ مع اخوته الأربعة برعاية امه
التي كانت تعمل لدى احد إقطاعيي المنطقة. بعد
الحرب الروسية – اليابانية (١٩٠٤)، ونتيجة فقره ، بدأ
تمرده وعصيانه. فالتحق باحدى الجماعات الفوضوية
(١٩٠٦). اعتقل وحكم عليه بالاعدام، وخفض
الحكم ، لصغر سنه ، فأمضى تسع سنوات في السجن
يطالع ويقرأ . في ١٩١٤ ، أيد الأمميين المناهضين
للحرب، وأطلق من السجن إبان أحداث ثورة آذار
۱۹۱۷ . بعد عودته الى مدينته بيوم واحد باشر نشاطه
السياسي فدعا الفلاحين الى انشاء مجلسهم الخاص
والى الاستيلاء على اراضي الاقطاعيين. وقد انشأ فلاحو
المنطقة مجلسهم، فتبعهم عمال الحديد والأخشاب.
وقاد مخنو ، بشكل مستقل عن البلاشفة ، اضراباً عمالياً
في المدينة، حصل العمال بعده على زيادة 100% في
الاجور، ثم قاموا بإدارة المعامل بأنفسهم بتحريض
من. استولى مخنو ومؤيدوه على اسلحة الشرطة في
المنطقة، واد ار بنفسه ما ستأه بالتجمع الزراعي ،
ووضعت التجمعات الفوضوية الأوكرانية الاخرى نفسها
تحت تصرفه. بعد استيلاء البلاشفة على السلطة في
موسكو (تشرين الأول (۱۹۱۷) قرر مخنو تأييدهم
ومساعدتهم ضد العصيان المضاد الذي قام به
الاوكرانيون الانفصاليون البيض، فانتصر عليهم مخنو
على رأس جيشه الصغير.
التقى مخنو بلينين في موسكو وأطلعه على ما أنجزه
في مدينة غوليـاي – بوليـه ، وعارضه في كثير من النقاط،
وقف قبل عائداً الى اوكرانيا، فوجد كل انجازاته قد أُلفيت
بفعل الاحتلال الالماني وتعاون الاوكرانيين البيض مع
الاحتلال وتصنيفهم لعدد كبير من الفلاحين . وخلال
فترة قصيرة، نظم صفوف المقاومة، وتمكن، في ايلول
۱۹۱۸ ، من تحرير مدينة غوليـاي – بوليـه ، واعاد تنظيم
سلطة المجالس ، ونظم مقاومة ضد الألمان والبيض
في كل اوكرانيا حيث وزع انصاره على ثلاث جبهات :
مواجهة الالمان ، مواجهة القوزاق، مواجهة الجيش
الابيض الروسي ... ونجح بانشاء جيش قوي مستقل
عن البلاشفة في موسكو وعن جيشهم الاحمر. وفي
شباط ١٩١٩ ، وافق مخنو على اقامة حلف عسكري مع
البلاشفة ، ثم انسحب المخنويون منه ( ايار ١٩١٩)،
وبدأت السلطة البلشفية تطاردهم. لكنهم اعادوا تنظيم
صفوفهم (٣٠ ألف مقاتل) ، وطردوا البيض من
اوكرانيا، وازالوا في الوقت نفسه كل مظاهر السلطة
البلشفية في اوكرانيا ، واطلقوا حرية الصحافة.
لم تدم قوة المخنويين طويلاً إذ انتشر وباء
التيفوس في المنطقة فقضى على عدد كبير منهم. ولما
رفضوا انزلوا بهم هزيمة قاضية وطاردوا فلولهم. قام
مخنو بمحاولة تمرد اخيرة فاشلة ضد البلاشفة اثناء
احداث كرونستاد (۱۹۲۱)، وبعد فشله، هاجر الى
رومانيا (٢٨) آب (۱۹۲۱)، ثم الى باريس (١٩٢٥) بعد
رحلة شاقة. قضى وقته في التأليف والكتابة، فشارك
بتحرير مجلة فوضوية ناطقة بالروسية وصدرت له عدة
كتب . وتوفي في باريس.
لم تنته الحركة المخنوية مباشرة بعد رحيل مخنو
إذ استمرت عملياً حتى ١٩٢٤. ورغم ان بعض
الجماعات المتفرقة قد تابعت نشاطها بعد ذلك، إذ
يذكر في اثناء الحرب العالمية الثانية ان بعض
الاشتباكات قد حصلت بين الجيش الروسي وجماعات
تحمل علماً اسود في منطقة اوكرانيا (العلم الاسود هو
علم الفوضويين). لكن هذه الجماعات ما لبثت ان
صُفِّيَت على يد الجيش الاحمر الروسي.