من هم الأسينيون وما مخطوطات ديرقمران الذي تحاول اسرائيل اخفائه

 


١ – دير قمران ومخطوطات البحر الميت بعض التوسع في هذا الموضوع لا بد منه، وذلك لفيض ما بحث فيه وكتب ونشر، ولأهميته العقدية البالغة الخطورة حيث البداية الأكثر جدلاً للمسيحية وعلاقة هذه البداية باليهودية أو بإحدى فرقها المسماة «الأسينيون» أو «جماعة قمران». والغرب والشرق (خصوصاً الفلسطينيون، ولبنان وسوريا والأردن والعراق) ينشغل الباحثون المختصون فيهما انشغالاً كثيفاً في كل ما يتعلق بمخطوطات دير قمران أو البحر الميت، فصدر في السنوات الثلاث الماضية (أي حتى أواسط ١٩٩٣) كماً كبيراً من الكتب والأبحاث حاولت «الحياة»، في ملحقها «آفاق» (٢٧ حزيران ١٩٩٣) استخلاص أهم ما جاء فيها عبر أقلام مؤرخين اختصاصيين اخترنا منهم: – شفيق أبو زيد، «الأسينيون خرجوا على اليهودية وتأثروا بالرهبنة الرافدية ثم انقرضوا بعد ظهور المسيحية». – كميل الخباز، «من يفرض الرقابة على مخطوطات البحر الميت؟». – الياس القطار، «مخطوطات قمران في الدراسات العربية». وقد قدمت «الحياة» لملفها هذا (بتوقيع «آفاق») بالعبارات التالية : «تكمن أهمية هذا الكشف في ان المخطوطات

هي أقدم الوثائق المكتوبة التي يعثر عليها من أسفار التوراة العبرية، إذ يعتقد ان تاريخ كتابتها يتراوح بين القرن الثاني ق. م. والقرن الثاني بعده. وذلك يعني اضافة الى قدمها – انها تلقي أضواء جديدة مهمة على المرحلة التي عاش فيها السيد المسيح، وهي مرحلة يكتنفها الغموض الشديد نظراً الى التحريفات الواسعة التي أدخلت على عمليات التسجيل الديني في القرون التي أعقبت انتشار الرسالة المسيحية. لكن الابعاث الجديدة في الدراسات لا تتعلق فقط بأهمية المخطوطات، بل ثمة عوامل سياسية ولاهوتية (منها صراع جزويتي – بروتستانتي – يهودي) ساهمت في اطلاق اتهامات بـ «مؤامرة» لإخفاء بعض من المخطوطات التي تخالف أو تناقض جوانب من التقاليد اليهودية والمسيحية. ووصل الحد بأحد الباحثين الى الحديث عن «مؤامرة فاتيكانية» لحجب المخطوطات واخفاء الحقائق. غير أن اقدام احدى المكتبات الأميركية على نشر كامل المجموعة المتوفرة التي تملكها للمخطوطات وضع حداً مبدئياً للحديث عن «مؤامرة الصمت» تلك، لكن لتبدأ حجة أخرى تتعلق بمعنى محتويات المخطوطات، وعلاقة اليهودية بالجامعة المسيحية الأولى، وغير ذلك من مسائل لاهوتية تمس في الصميم المفاهيم اليهودية والمسيحية كما نعرفها اليوم". الاسينيون خرجوا على اليهودية وتأثروا بالرهبنة الرافدية ثم انقرضوا بعد ظهور المسيحية: أورد اسم الاسينيون للمرة الأولى في التاريخ الفيلسوف الاسكندري الذي عاش في القرن الميلادي الأول. ثم ذكرهم في ما بعد المؤرخ يوسفوس والمؤرخ بلينيوس والمؤرخ هيبوليتوس. وجميعهم يصفون الاسينيين بأنهم جماعة يهودية منشقة عن اليهودية الكلاسيكية ولها استقلاليتها التنظيمية والعقائدية. وبذلك عرف الناس خلال العصور ان الاسينيين هم «خوارج» اليهودية، وقد اضمحل وجودهم مع دمار اورشليم سنة ٦٧ ميلادية وتفرق اليهود في العالم. هذه الفكرة عن الاسينيين بدأت تتبلور وتتغير جذرياً مع اكتشاف مغارة قمران (سنة ١٩٤٦) الواقعة شمال غرب شاطىء البحر الميت في فلسطين. فهذه المكتشفات أظهرت هوية الاسينيين على حقيقتها، وما

برح العلماء والباحثون حتى الآن في جدل دائم حول فهم عقيدة الاسينيين، خصوصاً بعدما كشف الستار أخيراً عن مخطوطات بقيت طي الكتمان لعقود من الزمن. عقيدة الاسينيين: وضع الكثير من الكتب حول الاسينيين وعقيدتهم، ولن أكرر ما قد كتب، انما أود ان أوجز سريعاً (الكلام للباحث شفيق ابو زيد) نقاطاً رئيسية في روحانية الاسينيين لعبت دوراً كبيراً في جعلهم حلفاء المسيحية الأولين، كما انها زادت الأمور تعقيداً وغموضاً لأنه لا يمكن مطلقاً ان تكون جذور عقيدة الاسينيين كلها يهودية. يعتبر الاسينيون أنفسهم انهم حركة تصحيحية لليهودية كما تعلن عنها كتب التوراة اليهودية، ولذلك هم يتمسكون بحرفية التوراة وتعاليم الأنبياء ويتهجون اليهود وكهنتهم بأنهم منحرفون قد ضلوا عن طريق الله وخلطوا تعاليم الله بتعاليم الوثنية المخاطئة. لذلك يرى الاسينيون انهم هم اليهود الحقيقيون الذين يعملون على تصحيح الاعوجاج بالعيش كما تنص التوراة اليهودية بحرفيتها. هكذا جعل الاسينيون ذواتهم أعداء لكهنة اليهود ولمعظم الشعب اليهودي الذي – على ما يبدو ملماً أكثر بتشددهم في أداء الواجبات الدينية التي نص عليها موسى. حتى ان الاسينيين اعتبروا هيكل اليهود مدنّساً وباتوا في انتظار المسيح الذي سيقضي على كل فساد ويطهر الهيكل من كل دنس. إذن فالاسينيون ليسوا سوى يهود متشددين في اتمام شريعة موسى وبالتالي ناقمين على فساد الكهنة اليهود ومن حولهم من الشعب. بالاضافة الى هذه العقيدة الأصولية انقسم الاسينيون الى جماعتين رئيسيتين: جماعة الرهبان المشتركون كالرهبان المسيحيين في وقتنا الحالي، وجماعة المتزوجين الذين عاشوا بشكل عام في المدن والقرى كبقية الناس انما ضمن التزام روحي صارم في أداء الواجبات الدينية. أصل الاسينيين: نعود الآن لنقطة البداية للبحث في أصل الاسينيين، هل هم يهود أم دخلوا على اليهودية وهذوا فيها بعد؟ ندر من شك في عقيدة الاسينيين اليهودية، وهذا أمر أناقضه كلياً لسبب رئيسي لا مجال لنقضه وهو ان التنظيم الرهباني الذي كان بشكل العمود الفقري لوجود الاسينيين وهو حتماً غير يهودي، وقد كان السبب الرئيسي الذي جعل معظم اليهود ينفرون من الاسينيين، خصوصاً رجال الدين

الذين حاربوهم وناصبوهم العداء منذ بدء وجودهم وحتى الآن. جاء في «قانون دمشق» الاسيني الذي احدى مخطوطات الاسينيين، ان الحركة الاسينية بدأت مسيرتها في اليهودية في «عصر الغضب» أي عندما دمر نبوخذ نصر، الامبراطور الاشوري، اورشليم سنة ٣٩٠ قبل المسيح ونقل اليهود إلى العراق كسجناء حرب. عند ذلك، تقول مخطوطة «قانون دمشق»، قام «معلم الحق» بين اليهود ليعلمهم طريق الله الحقيقية لانهم قد أذلوا على يد نبوخذ نصر بسبب خطاياهم وفسادهم. وما «معلم الحق» بالنسبة الى المخطوطة سوى المؤسس الحقيقي للحركة الاسينية. وليست الغاية هنا البحث عن اسم «معلم الحق» وذكر تفاصيل بداية ثورته الروحية على فساد شعبه اليهودي، بل ما أريد ذكره، وهو في غاية الأهمية، ان الحركة الاسينية ولدت يهودية بعد غزو نبوخذ نصر لليهود وجلائهم الى العراق ، وفي العراق بالتحديد تعرّف قسم من اليهود على التنظيم الرهباني الذي هو دخيل حتماً على اليهودية. جاء في نقوش بابل وأشور ان العراق عرف قبل المسيح بحوالي الفي سنة جماعات رهبانية شبيهة الى حد بعيد بالاسينيين والرهبان المسيحيين الحاليين. وكان في بابل وسيبار ونينووا وغيرها من مدن العراق القديمة فتيات تكرسن للمعبود شمس ومردوك غيرهما ضمن البتولية والحياة المشتركة في بيت كبير شبيه جداً بأديرة الاسينيين في قمران. وأشهر هذه الجماعات العراقية «الرهبانية» جماعة نساء «نادوينو» اللواتي ورد ذكرهن في بعض النقوش القديمة ، خصوصاً في شرائع حمورابي. وكانت مهمة «راهبات النادوينو» الصلاة للمعبود من أجل شعبهن وعدم الزواج بل الحفاظ على بتوليتهن والعيش تحت سلطة رئيسة واحدة وادارة واحدة لكل «دير». مما لا شك فيه ان رئيس الاسينيين الأول الذي يدعى «معلم الحق» تأثر الى حد بعيد بـ«نادوينو» العراق، وعنهن أخذ المفهوم الرهباني الذي غير به الاسينيون ، كما أخذ مفهوم البتولية كعقد يدوم مدى الحياة ويكون التزاماً لا فردياً فقط، بل ضمن جماعة منظمة نسميها اليوم «الجماعة الرهبانية». ان «معلم الحق» الاسيني كان بارعاً جداً بعقد زواج غريب عجيب ما بين العقيدة اليهودية التوراتية وعقيدة «الحياة الرهبانية» التي وجدها في العراق القديم. واعتبر هذا الزواج غريباً وعجيباً لأن التوراة اليهودية ترفض مطلقاً حياة البتولية المكرسة كما عاشها الاسينيون وبعدهم الرهبان المسيحيون، وتعتبر أيضاً ان البتولية الدائمة هي

نقد صريح وواضح لإرادة الله الذي خلق الانسان للإنجاب والتوالد. وقد يكون الاسينيون كلهم من العنصر اليهودي، انما عقيدتهم من دون ادنى شك مزيج واضح من الروحانية الاشورية «الرهبانية» والعقيدة التوراتية اليهودية. الاسينيون والمسيحية: كثير من العلماء والباحثين ما برح يعتقد ان الاسينيين كانوا على علاقة متينة مع المسيحية الاولى، وقد يكون لهم الفضل في ارساء بعض قواعدها والمشاركة في انتشارها. والشيء الأكيد ان يوحنا المعمدان الذي بشر بقدوم المسيح وحضّر له كان من الاسينيين الرهبان وقد عاش وبشر قرب دير الاسينيين في منطقة قمران. والشيء الأكيد أيضاً ان بعض تلاميذ يوحنا المعمدان كان حتماً من الاسينيين، وهم أصبحوا من تلاميذ المسيح بعد موت يوحنا المعمدان. وحسب بعض المصادر التي لم يحسم أمرها علمياً بعد فإن بعض الوجوه البارزة التي التقت حول يسوع في رسالته التبشيرية في فلسطين كانت من الاسينيين، خصوصاً اليعازر الذي كان موضوع احدى معجزات المسيح. ومهما كانت الآراء والتحاليل حول التقاف المسيحيين حول المسيح، فالشيء الأكيد ان البعض منهم كان في عداد تلاميذه الاولين. كما ان قساوة يسوع المسيح مع رجال الدين اليهود تتفق كثيراً مع موقف الاسينيين المعادي لمعظم الكهنة اليهود. ومما لا شك فيه ان بعض الاسينيين، لكن ما برحنا نجهل نسبتهم المئوية، وجدوا في يسوع الناصري المسيح المنتظر الذي جاء ليطهر اليهودية من أدناسها ويحقق ملكوتاً سيراً على كلمة الله الحقة. وبعض الشذرات في مخطوطات قمران يوحي بان الاسينيين انقسموا الى تيارين على الأقل: تيار تمثل بروحانية يوحنا المعمدان الداعية الى الاعتراف بيسوع الناصري المسيح المنتظر، وتيار تحجر وانحرف في مفاهيمه في أصوليته وطالب باستعمال العنف والقوة لتصحيح الأمور في الشعب اليهودي. وقد يكون أصحاب حركة «الغيوريين» الذين حاربوا حتى الموت في ماسادا ضد الرومان من اتباعهم. لكن الأكيد ان يسوع المسيح الذي قبل بين تلاميذه بعض الاسينيين بقي مستقلاً عنهم ولم يكن يبشر برسالتهن بل برسالته الخاصة. وهذا الأمر واضح في الجماعة المسيحية الأولى التي أعلنت استقلاليتها التامة عن اليهودية في انطاكية عاصمة سورية أيام الرومان. وهذا الأمر تثبته الوثائق المسيحية الأولى التي لم تذكر اسم الاسينيين، لا سلباً ولا إيجابياً، بل تكلمت بوضوح عن المسيحيين

اليهوديين الذين حاولوا ارضاع المسيحية للشراع اليهودي، فكان الرفض من التيار المسيحي الناشىء خصوصاً في سورية. وهكذا اختفى اسم الاسينيين من التاريخ اليهودي الذي رفضهم منذ البداية ، ومن التاريخ المسيحي الذي اعتبر رسالة يسوع المسيح مستقلة تماماً عن أي تيار يهودي او غير يهودي. استمرارية الاسينيين انقرض اسم الاسينيين من التاريخ بعد خراب اورشليم، لكن لم تنقرض رسالتهم. انقرض دير «راهبات» أشور وبابل أي نساء الـ «ناديقو» ولم ينقرض حضورهن في وطنهن الأم بالذات أي العراق. ننقل لنا الوثائق المسيحية في سورية والعراق ان أول ظهور للرهبان المسيحيين كان في العراق في نهاية القرن الثالث مع يعقوب الذي عاش في مدينة نصيبين. ثم كثر عدد النساك في سورية والعراق خلال القرن الرابع الميلادي وما بعد. والشيء الملفت للنظر ان العراق هو الذي أطلق الحركة «الرهبانية» في المسيحية التي تشابه حركة الاسينيين. فهل الاسينيون الذين ذهبوا الى سورية والعراق بعد خراب اورشليم سنة ٦٧ ميلادية هم الذين أطلقوا الحركة الرهبانية في المسيحية في وطن «الرهبانية» الأم أي العراق؟ قد يكون الأمر ممكناً، انما التاريخ لا يخبرنا شيئاً عن هذا الأمر، ربما لان المؤرخين المسيحيين رفضوا الاعتراف بأي تأثير يهودي في المسيحية الناشئة منذ اعلان انطاكية الشهير باستقلالية المسيحية. وهناك أيضاً احتمال آخر: هل بقايا الـ «ناديقو» هم الذين اطلقوا حركة الرهبانية في المسيحية؟ لسنا ندري تماماً لأن التاريخ لا يذكر شيئاً عن حركة «ناديقو» لقرون عدة قبل ظهور النساك الأول في العراق وسورية. هناك أيضاً بقايا تأثيرات اسينية في مخطوطات اللاهوت السرياني افراهات الذي عاش في العراق خلال القرن الرابع. فقد كان هذا يدير حركة اسمها «أبناء وبنات العهد» وهي قريبة جداً من روحانية الاسينيين ومفهومهم للزواج والبتولية. وهناك أيضاً تأثير أسيني في الكتاب السوري المسيحي «موشحات سليمان» الذي يحمل تعابير روحية متناغمة جداً مع بعض أناشيد الاسينيين. ومما لا شك فيه ان استمرارية الاسينيين واضحة جداً في التيار المسيحي الرهباني في العراق وسورية ومصر فلسطين، وان كنا نجهل كيف شارك الاسينيون في اطلاق الحركة الرهبانية المسيحية لكن لا يمكننا مطلقاً نكران تأثيرهم ولو المحدود.

خلاصة هوية الاسينيين: أخذ الاسينيون أسس حياتهم الرهبانية وطريقة تنظيمها في حياة جماعة مشتركة من العراق القديم، وصكوكها في قالب التوراة اليهودية لأنهم أرادوا تجديد المجتمع اليهودي حسب رؤيتهم الخاصة له. ووجد معظم الاسينيين في رسالة السيد المسيح جواباً على بعض تطلعاتهم الروحية إليه. ولذلك ذاب قسم منهم في الدين المسيحي الجديد وظهر تأثيرهم بكل وضوح في التيار الرهباني المسيحي. أما ما تبقى من الاسينيين المتشددين فقد اضمحلوا من اليهودية ولا نعرف كيف كان انقراضهم الأخير بعد تهجيرهم من فلسطين على يد الرومان. كتاب الدكتور وايزمان والدكتور وائز الذي ينشر للمرة الأولى ما تبقى من مخطوطات قمران يزيد الاعتقاد بان الاسينيين كانوا حركة يهودية تصحيحية بقيت على هامش المجتمع اليهودي وعجزت عن أن تجعل المسيحية تياراً تابعاً لها، بل كان دورها محدوداً ضمن اليهودية وانتهت رسمياً بظهور المسيحية. (انتهى كلام شفيق ابو زيد). من يفرض الرقابة على مخطوطات البحر الميت؟ (الكلام للباحث كميل الخباز): يتفاعل لغز مخطوطات البحر الميت يوماً بعد يوم. فمنذ التاريخ الذي بدأت المغاويـر القريبة من خربة (دير قمران تفيض بكنوزها من المخطوطات على يدو العامرة والعلماء المشرفين على التنقيبات الأثرية في ذلك الموقع، أي منذ ربع ١٩٤٧، ولغاية هذا اليوم، فإن عملية نشر هذه المخطوطات ووضعها في تناول الباحثين تسير ببطء شديد، مما يوحي بوجود نوع من الرقابة، اذ ان ما نشر من المخطوطات لا يتعدى خمساً ما اكتشف منها. وقد بيع قسم من الدروج المكتشفة في المغارة الأولى الى الدكتور سويكنك، استاذ الآثار في الجامعة العربية، كما اشترى مطران القدس للطائفة السريانية الاشيوس يشوع صموئيل خمسة من تلك الدروج ثم باعها سنة ١٩٥٤ في اميركا الى المدعو سيدني استردج، لكن تبين في ما بعد ان المخطوطات اشتريت لحساب دولة اسرائيل. ويظهر ان الدولة العبرية وعت باكراً أهمية هذه المخطوطات. كما يتضح من تصريح موشي شربيت في المجلس الاسرائيلي سنة ١٩٥٥، حين قال : «ان مدارج البحر الميت التي وقعت بيد الاباء ... عادت اليوم الى القدس حيث كان يجب ان تكون». وبعد حرب ١٩٦٧، وضعت اسرائيل يدها على مخطوطات البحر الميت التي كانت معروضة في متحف روكفلر في القدس الشرقية. واناطت مديرية الآثار

الاسرائيلية مسؤولية المخطوطات الى فريق صغير من العلماء، بحيث لا يستطيع أي باحث الاطلاع عليها الا اذا حاز على موافقة هذا الفريق. ويقول البروفسور كراون من جامعة سيدني وهو المدير الإداري لبرنامج نشر مخطوطات البحر الميت المكلف من قبل مركز أوكسفورد للدراسات العبرية المتخصصة، ان البطء الشديد في عملية نشر المخطوطات يعود الى العدد القليل من المتخصصين المكلفين بانجاز هذا العمل الضخم، والى فقدان مصادر التمويل، بالإضافة الى ضياع سجلات المخطوطات، أي اللوائح العائدة الى عشرات الآلاف من الفتات، مما يجعل امر دراستها صعباً جداً. ويعد البروفسور كراون باعداد لوائح جديدة للمخطوطات خلال فترة قصيرة. لكن مجلة «Biblical Archaeological» تؤكد ان المخطوطات لن تنشر أبداً بحلول العام ۲۰۰۰ لأنه من المستحيل على هذا العدد القليل من العلماء الذين كلفوا بدراسة المخطوطات ونشرها، ان يقوموا بهذا العمل الضخم خلال الفترة المشار اليها. اضافة الى ذلك، يلاحظ ان هؤلاء العلماء يرفضون التحدث عن مدى تقدم أعمالهم ويمتنعون عن اعطاء نسخ واضحة وصالحة عن المخطوطات التي بحوزتهم. هذه الرقابة المتشددة تثير غضب الأوساط العلمية وتزيد التكهنات والتساؤلات والشكوك، لا سيما انه قد مضى أكثر من ألفي سنة في كتابة هذه المخطوطات (...) نشأت جماعة قمران في برية اورشليم. وكان دير قمران المركز الرئيسي للجماعات الأسينية. وكان المنتسبون الى الجماعة يعيشون في جوار الدير، في الخيم او في المغاورة الكثيرة المنتشرة في تلك البقعة (...) ولم ينحصر نشاط الاسينيين في منطقة قمران وحدها، بل توزعوا هنالك في مدن وقرى اليهودية وسواها (...) يستدل من المخطوطات ان معلم البر هو مؤسس الجماعة. ووجد الباحثون صعوبة في تحديد هويته والمعمر الذي عاش فيه. وبسبب بعض التعابير التي تصف شخصية وسيرة معلم البر والمتماثلة بدورها مع بعض الاوصاف الواردة في الاناجيل عن السيد المسيح فقد استنتج بعض الباحثين ان معلم البر قدم نفسه على انه المسيح وقفل على يد الجنود الوثنيين الذين كانوا في خدمة الكاهن الأعظم وانه ظهر بعد موته في الهيكل؟. لكن الثابت عند معظم الباحثين ان معلم البر عرف تفسير النبوءات فآمن به البعض ولم يصدقه الآخرون. وقد

اضطهد لكن لا شيء يثبت انه صلب. وعلى الأرجح انه اخفى او اختفى بطريقة غامضة. كما ان جماعة قمران كانت على يقين تام بانه ليس المسيا المنتظر في نهاية الأزمنة ليحرر اسرائيل ويملك على العالم. هناك الكثير من أوجه التشابه بين الاسينيين والجماعة المسيحية الأولى في اورشليم. فقد كان الاسينيون ويوحنا المعمدان يُبشرون من البرية بأن الأيام الأخيرة التي تحدث عنها الأنبياء ابتدأت، وان مجيء الرب قريب. واذا كان يوحنا المعمدان يستطيب أكل الجراد، فقد كان للقمرانيين فنونهم في تحضير الجراد واكله. وكانوا يطلقون على أنفسهم العهد الجديد تماماً كالاسينيين ، بالرغم من ان الاسينيين اعتبروا هذا العهد تجديداً للعهد القديم، هو العهد الأبدي الذي يجب ان يسود بنظرهم في الايام الأخيرة. واذا كان القمرانيون ابناء النور فالمسيحيون كانوا كذلك أيضاً (1 تسالونيكي ٥:٥ و٢ كورنثس ٤:٦). وحيثما تواجد الاسينيون، عاشوا حياة مشتركة. ويعطينا قانون الجماعة صورة عن مآدبهم: في كل مكان يتواجد فيه عشرة أعضاء من الجماعة، فليكن بينهم كاهن... وعندما يحضرون الطاولة للطعام فليمد الكاهن يده أولاً ليبارك طبق الخبز. واذا كان العماد بالماء هو علامة العهد الجديد عند المسيحيين، فالطهارة بالماء كانت تشكل طقساً مهماً عند القمرانيين. فكان على العضو الجديد انتظار سنة كاملة، قبل ان يُسمح له بالاشتراك بماء التطهير مع الآخرين. وأشتهر القمرانيون بميلهم المفرط الى التطهر بالماء فكانوا لا يتناولون الطعام الا بعد الإغتسال. وهناك تفاصيل أخرى تظهر أوجه الشبه عند الجماعتين. فقد ارسل المسيح هو اثنا عشر، يمثلون جميع اسباط اسرائيل. كما ان مجلس الجماعة في قمران، كان يرأسه ١٢ عضواً، يمثلون اسباط اسرائيل الجديدة. واذا كان يعقوب وبطرس ويوحنا هم اساطين الكنيسة (غلاطية ٩:٢) ، فقد تميزت جماعة قمران بوجود ثلاثة كهنة على رأسها، لهم دور مميز (...).

(بعد ان يجتهد الباحث – كميل الخباز – في تعيين مكان وزمان الاسينيين، وجماعة دير قمران، في اطار وسطهم اليهودي وعلاقتهم باليهود الكلاسيكيين، وبالرومان، وبالمسيحيين الاوائل او «كنيسة اورشليم الاولى»، يصل الى الاستنتاج التالي): تصور رجال الدين اليهود مقاومتهم للمسيح، انه اذا ضرب الراعي تبددت الخراف. غير ان الخراف لم تتبدد وبدأت الكنيسة تنمو وتنتشر بسرعة مذهلة (رسل 10:1 و 41:4 و ٤:٤). أمام هذا التطور السريع لنمو الكنيسة، ونظراً الى كون الأرض المقدسة واقعة تحت سيطرة الرومان، راح رؤساء الكهنة واعيان الصدوقيين والفريسيين يخططون بسرية تامة للتجرر من أسيادهم، وشن حرب على الأمم ومخالفي العهد، معتبرين نشوء المسيحية احدى علامات نهاية الأزمة. فوجدوا أفضل السبل للوصول الى غايتهم، هو انشاء جماعة قمران. ونجحوا في خطتهم، عندما اظهروا تلك الجماعة على عداء مع كهنة الهيكل، فأبعدوا الشبهة عنهم. واعطوا جماعة قمران شكلاً موازياً للجماعة المسيحية الأولى، فصعب التفريق بينهما. وغايتهم من وراء ذلك اتهام المسيحيين بأشعار نار الفتنة ضد روما. وهنا يأتي الى نقطة مهمة تتعلق بشخصية معلم البر الذي اعتبرته جماعة قمران مؤسسها. ان سلوك جماعة قمران الشبيه بحياة الجماعة المسيحية الأولى، بالاضافة الى بعض أوجه التشابه في سيرتي معلم البر ويسوع المسيح، يحتم القول ان معلم البر هو نفسه يسوع المسيح، ولكن حسب نظر مؤسي جماعة قمران اليه، فمن الطبيعي أن لا يكون يسوع الناصري المسيح المنتظر بنظر ائمة اليهود الذين قاوموه وبنظر جماعة قمران المتعصبين للشريعة. كما ان فكرة مسيح متواضع معاشر الخطاة والعشارين كانت غريبة عن فكرة اليهودي. لهذا فقد اعتبر القمرانيون ان يسوع هو معلم البر، مؤسس الجماعة، ولكن بعد أن جردوه من معنى رسالة الخلاص التي حملها للبشر. ونستطيع اعتبار جماعة قمران، انها الجماعة اليهودية – النصرانية الاولى، نظراً الى تشوّئها بعد المسيحية وليس قبلها. فقد تبرأ القمرانيون برداء مسيحي لتدمير الكنيسة وتحريف البشارة. إن سر المخطوطات يكمن في معرفة الزمن الحقيقي الذي نشأت فيه جماعة قمران. فاذا صح القول بأن تلك الجماعة نشأت كردة فعل على ظهور المسيحية، ينكشف امامنا فصل من مؤامرة كبيرة

وضعها أئمة اليهود في القرن الميلادي الأول. وكانت تلك المؤامرة تهدف الى القضاء على المسيحية، لأنها كانت سبباً من الاسباب التي دفعت يهود ذلك الزمان للاعتقاد بإقتراب يوم الدينونة، فراحوا يعدون العدة للثورة اليهودية الكبرى، تلك الثورة التي تسببت بدمار اورشليم، وإحراق الهيكل، وبدء مرحلة الشتات الكبير لليهود في انحاء المعمورة. ولا شك في ان التحريف اللاحق بالأصول التاريخية، والذي أعطى الاسينيين عمقاً تاريخياً سابقاً لنشوء المسيحية، كان يهدف في الأصل الى التشكيك بأصالة الديانة المسيحية، نظراً الى أوجه الشبه المتعددة بين الاسينيين وكنيسة اورشليم الأولى. مخطوطات قمران في الدراسات العربية (للدكتور الياس القطار): مخطوطات قمران أو مخطوطات البحر الميت، كنز من الوثائق، يُعتبر من أهم ما اكتشف من وثائق في هذا القرن لما تحتويه من اسرار تمت بصلة الى اليهودية والمسيحية. وآثار وجود هذه المخطوطات شيخة عند اكتشافها في وادي قمران قرب البحر الميت ما بين ١٩٤٧ و ١٩٥٦. وآثار كذلك وضعها في تصرف الباحثين صباحاً، منذ أواخر العام ١٩٩١، عندما قررت مكتبة «هنتنغتون» في كاليفورنيا اطلاق حرية قراءة نسخ الميكروفيلم الموجودة لديها عن المخطوطات، بعدما حرم من ذلك العلماء ما ينيف على ثلاثين سنة، عندما وضعت اسرائيل يدها، بعد حرب ١٩٦٧، على ذلك الكنز الذي كان محفوظاً في المتحف الوطني الفلسطيني في القدس، ثم الذي صدفة كانت وراء اكتشاف هذا الكنز الذي لا يقدر بثمن، عندما كان محمد الذيب من عشيرة التعامرة، يرعى قطيعه في ربيع سنة ١٩٤٧، عند شاطئ البحر الميت الغربي في وادي قمران، على بعد كيلومترين ونصف الكيلومتر عن مياه البحر المذكور، شمالي مدينة اريحا على مسافة اثني عشر كيلومتراً، فشردت احدى خرافه، فلحق بها ليجد نفسه أمام كهف مملوء جراراً وفي داخلها، لا ذهباً وحجارة كريمة، بل ما هو أغلى من ذلك، دروجاً تتضمن وثائق خطيرة، لم يعرف المكتشف أهميتها، بل اعتبرها شيئاً صالحاً للاستعمال في الحوانيت ليس إلا. باع محمد الذيب ما حمله من دروج بسعر بخس الى حانوت في بيت لحم، ومنها انتقل بعض الدروج الى مطران السريان، ووصلت دروج أخرى وجرار الى استاذ الآثار في الجامعة العربية، فبانت له أهميتها، فواتمرت اخبار ذلك الى مديرية الآثار الفلسطينية،

وبدأت المؤتمرات العلمية والاثرية وعلماء الآثار وعلماء العهد القديم، في فلسطين وفي الولايات المتحدة، تفتح مسامعها ومختبراتها على حدث علمي يندر باكتشاف علمي ستكون بالغة الأهمية. وبالفعل، بدأ السباق بين كل ملطّف علمي بمكتشفي هذه الوثائق والآياتي التي انتقلت اليها من جهة، وعلى اكتشاف المزيد منها. ولكلن عشيرة التعامرة كانت احدى من علماء الآثار في الكشف عن كهوف جديدة، ومخطوطات جديدة. وعندما حلّت سنة ١٩٥٦ بلغ عدد الكهوف المكتشفة من قبل التعامرة والعلماء احد عشر كهفاً في ساحل خربة قمران، الى جانب كهوف اخرى في وادي المربعات وخربة المرد (وهذه اللفظة تعني القلعة، وقد تساهم في توضيح موضوع آخر) وبلغ عدد المخطوطات حوالي ۲۰۰. وبعضها يعود الى قرنين قبل الميلاد. هذه الوثائق، والمنطقة الجغرافية التي حوتها وما تضمه من عاديات أثرية، أثارت اهتمام علماء التاريخ وعلماء اللاهوت التوراتي، وكتب عنها في اللغات العالمية، خصوصاً الأوروبية، مئات الكتب والمقالات، التي بلغت في سنوات فقط (١٩٤٦

  • ١٩٥٨) ما ينيف عن ثلاثة آلاف مصنف. ولكنها لم تستحوذ الا على نزر قليل من الدراسات باللغة العربية. وكانت اولى المقالات عنها، ما صدر في مجلة «المنارة» العدد ٢١ (١٩٥٠) بادارة الأباء المرسلين اللبنانيين، للاب مرومجي الدومنيكي، بعنوان «المخطوطات العبرية القديمة» ص ١٩٨ – ٢٠٨. واولى الدراسات عنها بطريقة علمية في اللغة العربية كانت للقس جايس ولى وابراهيم مطر والدكتور انيس فريحة في كراس، صدر العام ١٩٥٧ بعنوان: «مخطوطات البحر الميت وجماعة قمران»، عن مكتبة المشغل الانجيلية، بيروت، وعلى رغم قيمة ما كتب، لم يجد المؤرخ الشهير اسد رستم، في المئة صفحة تلك، ما يروي ظمأ المؤمن والعالم في آن معاً. ويشجع من الكاتب المعروف الأب جورج فاخوري البولسي، مدير مجلة «المسرة» التي يصدرها الأباء اليسوعيون للروم الكاثوليك، نشر الدكتور رستم في «هدايا المسرة» في عام ١٩٥٩ في طبعة أولى دراسة بعنوان: «مخطوطات البحر الميت وجماعة قمران»، ثم اعيد طبعها في منشورات المكتبة البولسية في العام ١٩٩٠ في طبعة ثانية منقحة ومفهرسة ، من ضمن مجموعة الدكتور اسد رستم، رقم ۲۹، مع بيبلوغرافيا قمرانية من وضع الدكتور وسام كسب. وهذه الدراسة تعتبر من اوضح ما كتب عن الموضوع في اللغة العربية

وأول مقاربة علمية له. ولربما كان احدث ما صدر من الموضوع في اللغة العربية، عدد خاص من مجلة متخصصة تعنى بشؤون وبدراسات كتاب التوراة هي جريدة «بيليا» التي تصدر مرة كل شهرين عن المركز البيبلي في مدينة جبيل – لبنان. ففي العدد ۱۲، تاریخ تشرين الثاني – كانون الأول ١٩٩١، عدد خاص عن «مخطوطات البحر الميت مفترق في تاريخ الأديان: «كنيسة قمران» و«كنيسة يسوع»، الشريعة القاتلة والمحبة الخلاقة». شارك في العدد بعض الباحثين اللبنانيين في تاريخ العهد القديم، وتناولوا الموضوعات الأكثر اثارة للجدل. فبعد عرض تاريخي للاكتشاف مقتبس عن کتاب الدكتور اسد رستم، طرح موضوع دير قمران، و «الحسانيون» الجماعة اليهودية المنشقة عن اليهودية الرسمية التي اتخذت لها البرية مكاناً بقيادة «معلم البر». كما اجريت دراسة مقارنة بين كتابات قمران والعهد الجديد، مع تركيز في دراسة مقارنة واضحة وعميقة بين جماعة قمران وكل من يوحنا المعمدان ويسوع وتلاميذ يسوع الأوائل والجماعة المسيحية الأولى والرسالة الى العبرانيين. كما طرحت بجرأة مسألة المقارنة بين «معلم البر» و«يسوع»، اضيفت الى ذلك دراسة عن الولائم في قمران، والليتورجيا، وبولس والتنسك، والحياة بعد الموت ، والكنيسة، وعالم قمران وعالم يسوع، وما الى غير ذلك من مواضيع اثارت جدلاً ومقارنة. وكانت سبقت هذا العدد من «بيليا» بسنة دراسة للاستاذ كميل خباز في العام ١٩٩٠، «الزيتون في الكتاب المقدس» ( ٢٤٥ صفحة – من دون ذكر لدار نشر): «كرسها لكشف السر عن اكبر لغزين في تاريخ الديانتين المسيحية واليهودية: رؤيا يوحنا ومخطوطات البحر الميت. ويحاول المؤلف ان يثبت فيها ان الرؤيا سفر مدسوس، كما يحدد الاطار التاريخي لنشأة جماعة قمران، ويوضح الهدف من انشائها والدور الكبير والمستتر الذي قامت به في حربها ضد الديانة المسيحية. لم تكن دراسة هذا الموضوع محصورة باللبنانيين فقط، بل هناك دراسات عدة صدرت، في بعض البلدان العربية، وفي طليعتها المملكة الاردنية الهاشمية وفلسطين، لأن ملكية هذه الوثائق النادرة تعود للثانية بحكم التاريخ وللاولى بحكم الواقع الدولي. وفي هذا المجال اصدر حسين عمر حماده كتاباً بعنوان «مخطوطات البحر الميت»، (دار منارات للنشر،

عمان، الأردن، ١٩٨٢، ١٤٨ صفحة)، كما اصدر محمود العابدي كتاباً آخر بعنوان «مخطوطات البحر الميت»، (منشورات دائرة الثقافة والفنون، عمان ١٩٦٧). وكان للاستاذ عباس محمود العقاد، الاديب الشهير، رأي في الموضوع، ادرج نص منه في ملحق في كتاب الدكتور رستم عن هذه المخطوطات. وتضاف الى هذه الدراسات كتب اخرى صدرت في لبنان ومقالات، ومنها: دراسة سهيل ديب «التوراة بين الوثنية والتوحيد»، (دار النفائس، بيروت، ١٩٨١)، جورج سابا: «على عتبة الكتاب المقدس» (منشورات المكتبة البوليسية، جونية، ۱۹۸۷). المطران اتناسيوس صموئيل: «كنز قمران مدارج البحر الميت»، (ترجمة الدكتور الفونس شوريز، ١٩٨٥)، قيصر صادر: «مخطوطات قمران»، (مقال في مجلة المسرة، عدد ٦٠ – ١٩٧٤)، و«فحوى مخطوطات قمران»، (المسرة ٦٠ – ١٩٧٤)، وأنيس فريحة: «أضواء من مغاور قمران» في كتاب دراسات في التاريخ، دار النهار للنشر، بيروت، ١٩٨٠).


تعليقات