من أول من بدأ بالألعاب الأولولمبية وكيف تطورت

 






الألعاب القديمة. كان للرياضيين دور مهم في الاحتفالات الدينية لبلاد الإغريق القديمة، حيث اعتقد الناس أن مثل هذه المسابقات تسر أرواح الموتى. وكان يجري تمجيد الآلهة المزعومة في الاحتفالات الدينية التي تجري في المدن والقبائل الإغريقية مرة كل أربع سنوات. ويُعتقد أن هذه الاحتفالات بدأت قبل القرن الخامس عشر قبل الميلاد.

ويُعد سباق الملعب الأوليمبي في عام ٧٧٦ ق.م، أول سباق مسجل، وكان هذا الملعب يقع في وادي أوليمبيا في غربي اليونان. وكان هذا الملعب الأوليمبي يستوعب نحو ٤٠٠٠٠ مشاهد. ولعدة سنوات، كانت المشاركة في الألعاب الأوليمبية ومشاهدتها مقتصرة على الرجال.

كانت الألعاب الأوليمبية تجرى كل أربع سنوات، واقتصرت الدورات الثلاث عشرة الأولى على سباق المشي لمسافة ١٨٠م. وبمرور السنين، تمت إضافة مسابقات المسافات الطويلة، كما أدخلت أنواع أخرى من السباقات إلى الألعاب. أدخلت عام ٧٠٨ ق.م. مسابقات المصارعة

والمسابقات الخماسية التي كانت تتكون أصلاً من رمي القرص والرمح والقفز الطويل والعدو والمصارعة. ودخلت الملاكمة إلى الألعاب عام ٦٨٨ ق.م. وأضيف سباق العربات التي يجرها أربعة خيول في عام ٦٨٠ ق.م. وفي عام ٦٤٨ ق.م. دخلت الألعاب الأوليمبية مسابقة خطرة تدعى البانكراتيوم تجمع بين الملاكمة والمصارعة.

وبعد غزو الرومان لليونان خلال القرن الثاني قبل الميلاد، فقدت الألعاب الأوليمبية طابعها الديني حيث أصبح اهتمام المتسابقين مقصوراً على كسب المال فحسب. وقد أمر الإمبراطور ثيودوسيوس الأول عام ٣٩٤م بوقف الألعاب الأوليمبية بسبب الانحدار الشديد في مستواها ولم تجر أية مسابقات أكثر من ٥٠٠ سنة.

الألعاب الحديثة. دمرت هزة أرضية ملعب أوليمبيا، ثم دفن المحراف أرضي لاحق ماتبقى من آثار الملعب. وفي عام ١٨٧٥م، تمكنت مجموعة من الأثريين الألمان من اكتشاف بقايا الملعب. وقد أوحى هذا الاكتشاف إلى الفرنسي البارون بيير دي كوبيرتان بفكرة تنظيم أولمبياد عالمية حديثة.

كان دي كوبيرتان يعتقد أن الرياضة تؤدي دوراً مهماً في تكوين الشخصية. كما كان يعتقد أيضاً أن المسابقات العالمية تعزز السلام الدولي. وقد عرض دي كوبيرتان عام ١٨٩٤م فكرته أمام لقاء دولي لرياضات الهواة. وصوت الجمعية لصالح تنظيم الألعاب، وتشكلت اللجنة الأوليمبية الدولية.

أجريت أول ألعاب أوليمبية حديثة، عام ١٨٩٦م في أثينا. وقد اشتركت النساء في الألعاب الحديثة لأول مرة عام 1900م. أما الألعاب الشتوية، فقد بدأت عام 19٢٤م. ولم تجر أية مسابقة أعوام 1916م و 1940 و 1944م بسبب الحربين العالميتين الأولى والثانية. وقد بقي لأعبو كل من فنلندا والنرويج والسويد في الصدارة للألعاب الشتوية لعدة أعوام.

أما في الفترة الواقعة بين عامي 1956 و 1984م، فقد استخوذ الاتحاد السوفييتي (سابقا) على أكبر عدد من الميداليات في الألعاب الشتوية. ومنذ عام 1956م إلى 1972م فاز الاتحاد السوفييتي أيضاً والولايات المتحدة على أكثر ميداليات الألعاب الصيفية. أما خلال الثمانينات من القرن العشرين، فقد خرج من إفريقيا عدد من الرياضيين المتميزين ولاسيما في رياضة الجري للمسافات المتوسطة والطويلة.

كانت البطولات الأوليمبية مسرحاً للعديد من الإنجازات الفردية المثيرة، فلقد تنافس اللاعب الفنلندي بافي نورمي، وهو عداء مسافات طويلة، في الألعاب

والتاسعة وعشرون و١٩٣٢ و ١٩٣٦م. وحاز تسع ميداليات ذهبية. وكذلك حاز السباح الأمريكي جوني وايسملر خمس ميداليات ذهبية عامي ١٩٢٤ و ١٩٢٨م. كما حاز النرويجي سونجا هيني بطولة التزلج للأعوام ١٩٢٨ و ١٩٣٢ و ١٩٣٦م. وحصل الأمريكي جيسي أونز على أربع ميداليات ذهبية في ألعاب القوى عام 1936م. أما في التشيكوسلوفاكي إميل زاتوبيك، فقد حاز المركز الأول في سباقات ٥٠٠٠ و ١٠٠٠٠م ، كما فاز بالماراثون عام 1952.

وسجل السباح الأمريكي مارك سبيتز رقمًا قياسياً عام ١٩٧٢م بحصوله على سبع ميداليات ذهبية في أولمبياد واحد. وخلال الألعاب الصيفية لعام ١٩٧٦م، اكتسب الكوبي ألبرتو جوانتورينا لقب العداء الأول، بفوزه بسباقي ٤٠٠ و ٨٠٠م في الألعاب الأوليمبية نفسها. وفي عام 1980م، حقق الأمريكي إريك هايدن الفوز بالسباقات الخمسة للرجال في التزلج السريع مسجلاً رقمًا قياسياً في كل سباق. وفي عام 1984م، تمكن الأمريكي كارل لويس أن يلحق جيسي أونز بحصوله على أربع ميداليات ذهبية في ألعاب القوى.

وحاز الأمريكي جريج لوجانيس لقب الغواص الأول؛ بفوزه بميداليتين ذهبيتين في بطولتي الغوص الثابت والغوص المتحرك في دورتين متتاليتين عامي ١٩٨٤ و ١٩٨٨م. وفي دورة الألعاب الأوليمبية لعام 1988م، تمكنت

تتراوح السباق كريستين أوتو الألمانية من الحصول على ست ميداليات ذهبية في دورة واحدة لتصبح المرأة الأولى التي تحقق ذلك. كما فازت الرومانية ناديا كومانتيشي بلقب لاعبة الجمباز الأولى بحصولها على درجة ١٠ نقاط في الألعاب الأوليمبية. ففي دورة الألعاب الأوليمبية في مونتريال في كندا عام 1976م، سجلت ناديا كومانتيشي ١٠ نقاط سبع مرات.

وكان أداء اللاعبين الأستراليين والنيوزيلنديين جيداً خلال الدورات. فعندما استضافت مليون ألعاب عام 1956، فاز اللاعب بيتي كوثبرت ببطولة العدو لمسافة ١٠٠ و ٢٠٠م. وتصدرت أستراليا العالم في السباحة في هذا العام. كما سجلت دون فريزر رقماً قياسياً بفوزها بثلاث دورات متتالية بسباق السباحة الحرة وذلك لأعوام ١٩٦٠ و 1964 و 1968م، حيث لم تهأ لها أحد بذلك.

كما ربحت ميدالية ذهبية كعضو ضمن فريق السباحة بيتر سنيل بسباقي ۸۰۰ و 1500م في طوكيو عام ١٩٦٤م.

وقد أدت الصراعات السياسية إلى عدد من المقاطعات للألعاب الأوليمبية. فقد انسحب أكثر من 30 دولة من الألعاب الصيفية في مونتريال عام 1976م، قبل بدء الألعاب بسبب خلافات سياسية. كما قاطعت كندا و ٥٢ دولة أخرى دورة الألعاب الصيفية في موسكو عام ١٩٨٠م، احتجاجا على اجتماع ما كان يعرف بالاتحاد السوفييتي و ١٤ دولة أخرى دورة الألعاب الصيفية في لوس أنجلوس عام 1984م. وقاطعت كل من كوبا وكوريا الشمالية دورة الألعاب الصيفية في سيؤول بكوريا الجنوبية عام 1988م.

وقد أثرت قضية تعاطي المنشطات على سباقات الألعاب الصيفية عام 1988م، حيث تم استبعاد تسعة رياضيين من البطولة لتورطهم المنشطات، وكان من أهم المستبعدين العداء الكندي بن جونسون الذي فاز بسباق 100م، حيث ثبت أنه قد تعاطى المنشطات قبل السباق.

اشتركت ألمانيا في ألعاب برشلونة الصيفية عام ١٩٩٢م، بفريق واحد لأول مرة بعد توحيد شطريها الشرقي والغربي. أما جمهوريات إستونيا ولاتفيا ولتوانيا التي كانت جزءاً من الاتحاد السوفييتي السابق فقد اشتركت بوصفها دولاً مستقلة. واشتركت روسيا وبعض جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق في هذه الدورة بفريق واحد عرف بالفريق الموحد ولكن كان يرفع علم بلد القادر في الألعاب الفردية ويعزف النشيد الوطني لذلك البلد.

شاركت جنوب إفريقيا لأول مرة منذ عام ١٩٦٠م، بعد أن ألغت سياسة الفصل العنصري.

سمحت دورة ١٩٩٢م لمحترفي السلة بالاشتراك في المنافسات، فاشترك فريق الأحلام الأمريكي بعمالقته ماجيك جونسون ولاري بيرد ومايكل جوردن وانتزع ذهبية السلة بسهولة.

أما في دورة أتلانتا (١٩٩٦م)، فقد أحرز مايكل جونسون ذهبية سباقي ٢٠٠ و ٤٠٠م مسجلاً بذلك أول إنجاز من نوعه في تاريخ الألعاب الأوليمبية. كما فازت العداءة غادة شعاع بذهبية السباعي لتصبح أول بطلة أوليمبية سورية. والمعروف أن فلسطين شاركت للمرة الأولى في تاريخ الألعاب الأوليمبية في هذه الدورة رغم احتجاجات إسرائيل.

وشهدت ناجانو اليابانية دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية في الفترة من 8 إلى ٢٢ فبراير ١٩٩٨م، حافظت خلالها ألمانيا والنرويج على مركزي الطليعة. ولفت بيبورن داهلي الأنظار في هذه الدورة بعد أن أضاف ثلاث ميداليات ذهبية لبلاده والثامنة له في الدورات الأوليمبية.

تعليقات