الألم أو الوجع، إحساس بغيض. يقترن الناس الألم بالإصابات البدنية أو المرض. بيد أن الأحاسيس أو العواطف يمكن أن تسبب ألماً أيضاً. على سبيل المثال، يمكن أن يسبب الإزعاج توتراً مؤلماً في عضلات الرقبة. والألم إحساس شخصي إلى حد كبير؛ إذ إن الإصابة التي تسبب ألماً حاداً لأحد الأشخاص قد تسبب ألماً أخف حدة لشخص آخر. ويجد الأطباء أنه من الصعوبة قياس الألم، وأن عليهم الاعتماد إلى حد كبير على وصف المريض لإحساسه.
فألم الصداع، على سبيل المثال، لا يوفر دليلاً يمكن قياسه، مع أن الذين يعانون من الصداع يتحدثون كثيراً عن ألم حاد. تحمل الأعصاب إشارات الألم إلى الدماغ على شكل نبضات كهربائية. ويستجيب الدماغ إلى تلك الإشارات بطرق مختلفة، حسب الموقف. وفي بعض الحالات، لا يقوم الدماغ بالاستجابة الفورية للإشارات. على سبيل المثال، قد لا يلاحظ الرياضي المصاب أثناء اللعب أي ألم إلا بعد نهاية المباراة. وفي مثل هذه الحالات، يهمل الدماغ إشارات الألم، لأنه يركز على أعمال أخرى. وقد يكون الألم الحاد نذيراً مفيداً، بأن الجسم يعاني من مشكلة فعلية. وفي معظم الحالات يختفي الألم بعد
تصحيح الخلل ويشير الأطباء إلى الألم الشديد، قصير الأجل بالألم الحاد، وهو يختلف عن الألم المزمن الذي يدوم وقتاً طويلاً. وتنتج بعض أنواع الألم المزمن عن اضطرابات يصعب علاجها بصورة نهائية مثل أنواع معينة من السرطان والتهاب المفاصل. وفي بعض الحالات يستمر الألم حتى بعد معالجة مسبباته الجسدية. وهذا النوع من الألم المزمن يقاوم العلاج، وقد يؤدي إلى انهيار عقلي وإدمان العقاقير المخدرة. وينتشر بعض الناس نوع من العمليات الجراحية غير الناجحة في محاولة للسيطرة على هذا الألم الصعب العلاج. انظر أيضاً: الأندورفين؛ المسكن؛ الوخز بالإبر.
ألم الأسنان. انظر: الفاغرة الأمريكية.
ألم الظهر ألم ينشأ في منطقة العمود الفقري. وهو خلل شائع وغالباً ما يؤثر في أسفل الظهر، ولكنه قد يصل إلى أي جزء من العمود الفقري. وألم الظهر ليس مرضاً في حد ذاته ولكنه عرض لحالة أو مرض ما. ينتج ألم الظهر غالباً من تعب عضلي أو نشاط عضلي غير عادي، أو إجهاد عضلي شديد. وقد يكون أيضاً إشارة إلى وجود حالة مرضية خطيرة. والخلل الذي يصيب العمود الفقري مثل الالتهابات والكسور والانزلاق الغضروفي قد يسبب آلاماً في الظهر. كما أن ألم الظهر المصحوب بألم وخدر وضعف في الأطراف يكون عادة نتيجة لتلف في الأعصاب، وهناك بعض الأمراض الأخرى مثل الأورام والأمراض المعدية وأمراض الكلى وعدم انتظام عمل غدة البنكرياس، كل هذه تسبب آلام الظهر.
الألم العصبي ألم شديد يحدث على طول العصب، وسببه غير معروف. وقد يكون الألم محدوداً على جزء واحد من العصب، أو قد يمتد على طول أفرع العصب. وقد يحدث طبقات متكررة من الألم في الأسنان، أو الجيوب الأنفية، أو العين، أو الوجه، أو اللسان أو الحلق. يحدث هذا الألم غالباً في عصبين تتحدقان في الجمجمة. وأحد العصبين، وهو ثلاثي التوائم، له ثلاثة أفرع تدخل العينين، والوجه، والجيوب الأنفية، والأسنان، والآخر أي اللساني البلعومي يؤدي إلى مؤخرة اللسان والحلق. يحدث أحياناً خلط بين الألم العصبي وحالتين أخريين هما التهاب العصب واعتلال الجذور العصبية. لكن هاتين الحالتين تحدثان في أجزاء مختلفة من الجسم. والتهاب العصب الحقيقي التهاب يتلف العصب بصفة دائمة، بينما الألم العصبي لا يضر العصب.
العرة (الخلجة) نوع من الألم العصبي الشائع بين الكبار. وتؤثر على العصب ثلاثي التوائم وتسبب ألم الوجه. وقد تتقلص عضلات الوجه في كل مرة تحدث فيها طعنة من الألم. ويحدث الألم مباغتة وينطلق في جانب واحد من الوجه. ويبدأ عادة عند جزء معين من العصب -يسمى منطقة الزناد. وقد ينتشر على طول أفرع العصب، لكنه لا يشمل الأعصاب الأخرى. وقد يستمر الألم بضع ساعات أو عدة أسابيع ثم يختفي بضعة أشهر أو سنوات، لكنه كثيراً ما يعود.
أما ألم العصب اللساني البلعومي فهو حالة نادرة للغاية، وتؤثر على الحلق ومؤخرة اللسان. ويتم تسكين كلا نوعي الألم باستخدام العقاقير المخدرة، حيث يحذر العصب بحقنة من الكحول. وفي حالة عدم زوال الألم، فإن العلاج الوحيد هو عملية جراحية لإزالة جزء العصب.
انظر أيضاً: التهاب العصب.
الألم العضلي لالتهاب الدماغ النخاعي. مرض يصيب كثيراً من البالغين، يعرف أيضاً باسم متلازمة التعب المزمن. وأعراضه تعب شديد أو إعياء قد يعاود المريض دورياً أو يستمر بضعة أشهر أو أكثر. وخلال هذه الفترات، يفقد المرضى في الغالب القدرة على أداء معظم النشاطات اليومية التي يتوقون إليها. وتشمل الأعراض العامة الأخرى للمرض آلام العضلات والمفاصل والصداع والتخليط العقلي والكآبة والقلق والتمزق. ويتطلب التشخيص وجود معظم هذه الأعراض الأخرى مثل الأورام والأمراض المعدية وأمراض الكلى وعدم انتظام عمل غدة البنكرياس، كل هذه تسبب آلام الظهر.
لا يُعرف سبب الألم العضلي لالتهاب الدماغ النخاعي. ويربط بعض الباحثين المرض باضطرابات مؤقتة في الوظيفة الطبيعية للكريات اللمفاوية، وهي الخلايا الدموية التي تؤدي الدور الرئيسي في جهاز مناعة الجسم الذي يقاوم العدوى. كما أن الإجهاد العاطفي أو الجسماني قد يُحفز أو يزيد هذه الاضطرابات التي تضعف جهاز المناعة، وبهذا تتكون فيروسات معينة، تكون ساكنة في الجسم، من أن تصبح فاعلة. ويعد فيروس إبشتاين - بار أحد أمثلة الفيروسات المرتبطة بالألم العضلي لالتهاب الدماغي النخاعي. انظر: إبشتاين - بار، فيروس.
ولكن لم يلاحظ وجود نشاط فيروسي لدى جميع الأشخاص الذين شخصوا على أنهم مصابون بالمرض. ويعتقد بعض الباحثين أن الألم العضلي لالتهاب الدماغ النخاعي قد ينجم عن عدم توازن مواد ينتجها جهاز المناعة، عندما يقاوم الإجهاد أو الإرهاق أو تهيجاته الحسّاسية.