ما الألياف الزجاجية وما فائدتها

 

الألياف الزجاجية وتسمى أيضاً الزجاج الليفي. وهو زجاج على شكل ألياف دقيقة (خيوط). وهذه الألياف قد تكون أدق من الشعر البشري بمرات كثيرة، وهي في مظهرها وملمسها كالحرير. والألياف الزجاجية المرنة أقوى من الصلب ولا تحترق أو تتمدد أو تصدأ أو تبهت.

استعمالاتها. يُستعمل المصنعون الألياف الزجاجية في صناعة أنواع مختلفة من المنتجات. تعزل الألياف الزجاجية في شكل قماش؛ ليُصنع منها منتجات مثل الستائر ومفارش المائدة. والقماش المصنوع منها متغير ميزاته بعد صبغه، فلا يتجعد ولا يُتصبغ بسهولة، ولا يحتاج إلى كي بعد الغسل. وكذلك تستعمل الأنسجة المصنوعة من الألياف الزجاجية في عمليات العزل الكهربائي. وتُستخدم الألياف الزجاجية على شكل واسع في مرشحات الهوائي وفي العزل الحراري والصوتي. وإن الهواء المحجوز بين الألياف يجعل منها مادة عازلة جيدة. وللألياف الزجاجية المقواة متينة جداً وخفيفة الوزن، ويمكن صياغتها في قوالب وتشكيلها وصبها لاستعمالات مختلفة. ويستعمل المصنعون لدائن الألياف الزجاجية المقواة في صناعة هياكل السيارات والقوارب، وفي إطارات النوافذ وصناديق صيد السمك، وأجزاء من المركبات الفضائية. والألياف المستعملة لتقوية اللدائن من الممكن أن تكون معزولة معاً أو مخلوطة بها أو مجدولة في خيوط منفردة، وبناء على الشكل المستعمل منها، يتوقف نوع استعمالات النهاية. كيف تصنع الألياف الزجاجية. تُصنع هذه الألياف من الرمل، وبعض المواد الخام الأخرى المستعملة في صناعة الزجاج العادي. انظر: الزجاج. وخيوط الألياف الزجاجية قد تكون مصنوعة بطرق مختلفة. ففي إحدى طرق صناعة الألياف الزجاجية، تسخن المواد الخام وتشكل في هيئة قطع زجاجية كروية صغيرة، ويقوم العمال بفحصها للتأكد من نقائها. ثم تُصهر الكريات الزجاجية في فرن كهربائي خاص، ويحيث المصهور، عبر ثقوب صغيرة جداً في قاع الفرن، حيث تسقط على أسطوانة تدور منطوية على مكوك كات، كما تطوي الخيوط على البكرات. ولأن الأسطوانة يدور بسرعة أكبر من السرعة التي ينساب بها الزجاج فإن هناك شدادة، تشد الألياف وتُطيلها إلى أن تتخذ شكل حبائل دقيقة ثابتة. وتستطيع الأسطوانة أن تسحب ٢٠٠كم من الألياف في الدقيقة الواحدة. ويمكن سحب أكثر من ٦٦٥٠كم من الألياف من كرية زجاجية واحدة ذات قطر طوله ٦٦مم. ويمكن لف الألياف معاً في شكل خيوط وحبائل، كما يمكن غزل الخيوط في نسج وشرائط وأنواع أخرى من الأقمشة. وهناك طريقة أخرى تسمى عملية الصهر المباشر، وفيها تُحذف خطوات صناعة الكريات الزجاجية. تُصنع كتل الألياف الزجاجية أو صوف الألياف الزجاجية بطريقة مختلفة نوعاً ما. ففيها يصهر الرمل والمواد الخام الأخرى في فرن، وينساب الزجاج المصهور عبر

ثقوب صغيرة في الفرن. ويقابل الزجاج المصهور ضغط عالٍ منفوت من البخار، يسحبه إلى ألياف دقيقة يتراوح طولها بين ٠.٢ و ٨.٣ سم. وتُجمع الألياف على حزام ناقل في شكل كتلة بيضاء شبيهة بالصوف. نبذة تاريخية. استخدم المصريون في عصور ما قبل الميلاد الألياف الزجاجية المخشنة لأغراض الزخرفة. وقد عرض صاحب مصانع الزجاج الأمريكي، إدوارد درموند ليبي ثوباً مصنوعاً من الزجاج والحرير، وذلك في المعرض الكولومبي في شيكاغو عام ١٨٩٣م. وخلال الحرب العالمية الأولى صنعت الألياف الزجاجية في ألمانيا كبديل لمادة الحرير الصخري. وأخيراً، وعبر تجارب أُجريت من عام ١٩٣١م إلى عام ١٩٣٩م، تمكنت شركتان أمريكيتان هما شركة زجاج إلينوي أوينز، وشركة كورننج للأعمال الزجاجية من تطوير طرق عملية لصناعة الألياف الزجاجية بكميات تجارية.


تعليقات