السلفادور دولة صغيرة تقع في أمريكا الوسطى، ولكنها تفوق جميعاً من ناحية الكثافة السكانية باستثناء جواتيمالا. تقع السلفادور في أرض مدارية وعلى براكين مخروطية وعرة الشكل ووديان خضراء وبحيرات خلابة. ويقع المحيط الهادئ على جنوبها وجواتيمالا إلى الناحية الشمال الغربي وهندوراس إلى الناحية الشمال الشرقي.
تعد السلفادور أكثر بلدان نصف الكرة الأرضية الغنية بكثافة سكانية، وتتسبب ازدياد السكان في استنزاف كل الأراضي الصالحة للزراعة تقريباً؛ فهاجر في الأربعينات من القرن العشرين مئات الآلاف من السكان الريف إلى المدن. ولكن عدداً كبيراً منهم لم يتمكن من الحصول على عمل كما هاجر مئات الآف آخرين إلى الدول المجاورة خاصة هندوراس، ليس فقط للبحث عن عمل بل أيضاً للهروب من العنف الكثير المنتشر في البلاد.
ويرجع أصل غالبية سكان السلفادور إلى سلالة مختلطة من الهنود والأسبان. ويسكن غالبية السكان في أواسط السلفادور، أي القلب الزراعي والصناعي. وتقع في هذه المنطقة مدينة سان سلفادور وهي العاصمة، وكبرى المدن. وأكثر من نصف السكان مزارعون. ويعد البن الذي يزدهر في التربة البركانية الخصبة المحصول الرئيسي للسلفادور.
غزا الجنود الأسبانيون إلسلفادور عام 1525م بقيادة بدرو دو إلفارادو. وسمى بدرو إلفارادو مدينة سان سلفادور في العام نفسه وسماها باسم سان سلفادور ديل موندو. وهو أحد الأعياد الدينية لدى الروم الكاثوليك. ثم سعي القطر كله مؤخراً باسم المدينة. أدى الخلاف بين المتمردين اليساريين والحكومة خلال الثمانينات من القرن العشرين إلى اندلاع حرب أهلية طاحنة.
نظام الحكم ينص دستور السلفادور الحالي الذي أجيز عام ١٩٨٣م على أن القطر جمهورية ديمقراطية. وقد تمكن القادة العسكريون والأثرياء من ملاك الأرض عبر التاريخ من السيطرة على القدر الأكبر من السلطة السياسية في البلاد. وقد شكل الضباط العسكريون غالبية الحكام في السلفادور وذلك منذ عام ١٩٣١م، وانتخب الشعب بعض هؤلاء القادة لمنصب الرئاسة، وبعضهم انتزع السلطة عن طريق الثورات.
استطاع المعتدلون عام 1984م هزيمة تحالف المحافظين المؤيد من قبل ملاك الأرض ورجال الأعمال وانتخب
السكان رئيساً مدنياً لرئاسة الحكومة ومجلساً تشريعياً مكوناً من ستين عضواً لإجازة قوانين البلاد ويعين الرئيس مجلساً للوزراء لتنفيذ سياسات الحكومة.
تنقسم السلفادور إلى ١٤ قسماً، تنقسم بدورها إلى ٢٦٢ بلدية، ويعين الرئيس حاكماً لكل قسم، ويحكم كل بلدية مجلس ينتخبه السكان لفترة ثلاث سنوات.
وتوجد في البلاد أربعة أحزاب سياسية أساسية هي: الحزب الديمقراطي النصراني وهو حزب معتدل، وحزب التحالف الجمهوري الوطني، وهو حزب محافظ متطرف، وحزب المصالحة الوطني وهو حزب محافظ، و جبهة تحرير فراندو مارتي الوطنية، وهي حزب يساري.
يبلغ عدد القوات العسكرية نحو ٥٦,٠٠٠ جندي، ويمكن تجنيد الرجال لمدة عامين في الخدمة العسكرية بعد بلوغهم سن الثامنة عشرة.
السكان عدد السكان والأعراق. يتكاثر السكان بسرعة: وقد بلغ عددهم عام ١٩٩٣م ٥,٨٩٣٠ نسمة وظل يتزايد بنسبة %2,5 سنوياً. وإذا استمرت النسبة كذلك فسيتضاعف عدد السكان في عام ٢٠١٢م.
يشكل المولدون - وهم عنصر من سلالة مختلطة من الهنود والبيض - نحو ٩٢٪ من كافة السلفادوريين بينما يشكل السكان من سلالة البيض نحو ٥٪ و الهنود نحو 3%. وينتمي ٨٠٪ من الإلسلفادوريين بما في ذلك معظم الهنود إلى الكنيسة الكاثوليكية الرومانية. ويمثل البروتستنت نحو 3%.
ويشكل سكان إلسلفادور مجموعتين ثقافيتين هما اللادينوس والهنود. يتحدث اللادينوس اللغة الأسبانية التي هي لغة البلاد الرسمية. وينتمون لأسلوب الحياة الأسباني الأمريكي وكل المولدين والبيض يعدون من اللادينوس. وإضافة إلى ذلك، فقد تبنى العديد من الهنود الثقافة الأسبانية ويعدون أيضاً لادينوس.
وينتمي الكثير من هنود إلسلفادور إلى الهنود البانشو، وهم من سلالة الهنود البيبل، وكانت أكبر قبيلة في إلسلفادور عند وصول الأسبان. ويعيش معظمهم في قرى بناها أسلافهم ويتحدثون لهجة محلية تسمى الناهوا، التي هي لغة البيبل ويحافظون على طريقة الحياة التقليدية لقبيلة البيبل.
السكن. يسكن نحو ٤٨٪ من سكان إلسلفادور في مزارع أو في مدن ريفية. وبعض المزارعين في بيوت من الطوب وسقوفها من القش. ويسكن سكان الريف الفقراء في أكواخ لها جدران من الفروع المنسوجة والمغطاة
بالطين؛ بينما يسكن الأثرياء من ملاك مزارع البن في بيوت كبيرة ومتسعة على حافة التلال الخضراء في مقاطعاتهم.
وتسكن العائلات الفقيرة في المدن في شقق مؤجرة متصنعة. ويسكن أفراد الطبقة الوسطى في منازل متلاصقة ذات شكل واحد، و جدران مشتركة أو في شقق مريحة. أما الأثرياء فيسكنون في الضواحي ويملكون منازل حديثة تحفها حدائق متسعة.
الغذاء. يعتمد الإلسلفادوريون في غذائهم على البقوليات والخبز والشعير والأرز ويتناولون منتجات الألبان، واللحوم متى تيسر ذلك، ويتناولون الخبز، والقهوة، في الإفطار ويتناولون وجبتهم الأساسية في منتصف اليوم، وتتناول عدد كبير من الناس وجبة خفيفة في العصر وهي كبك من خبز الريف محشو باللحم المقطع إلى أجزاء صغيرة مع متبلات وبهارات.
التعليم. يستطيع شل الكبار في إلسلفادور القراءة والكتابة، ويلزم القانون من هم مابين سن ٧ و ١٣ سنة بالذهاب إلى المدرسة. لكن إلسلفادور لا تملك عدداً كافياً من المدارس أو من المدرسين الأكفاء خاصة في المناطق الريفية. لهذا تجد كثيراً من الأطفال في سن المرحلة الابتدائية لا يذهبون إلى المدرسة. ويتمكن نحو نصف التلاميذ الذين يلتحقون بالتعليم الابتدائي من التدرج إلى مراحل أعلى.
والطلاب الذين يكملون ست سنوات في المرحلة الابتدائية يمكنهم الالتحاق بمدرسة ثانوية لفترة ست سنوات ثم الالتحاق بالجامعة. وتوجد بإلسلفادور أربع جامعات. وإضافة إلى ذلك، يوجد عدد من المدارس الفنية التي تؤهل الشباب في مهن مثل الزراعة أو الاتصالات أو الهندسة أو في مجالات أخرى.
الترويح. يحب الإلسلفادوريون قضاء أوقات راحتهم خارج المنازل، ويلعب كثير من الرجال وأولاد كرة القدم - وهي الرياضة القومية - في الميادين المجاورة. وتقضي عائلات كثيرة عطلة نهاية الأسبوع في مناطق سياحية بالقرب من البحيرات، أو على شواطئ المحيط الهادئ. وتقع لوس كوبوس، المدينة القديمة المحبوبة للجميع، بالقرب من تروفا سان سلفادور، وبها أربعة مسابح محاطة بحدائق وشلالات.
وأجمل مهرجان ديني في إلسلفادور ذلك الذي يحتفل فيه بما يزعمون أنه وليمة المنقذ المقدس للعالم، ويستمر المهرجان من ٢٤ يوليو إلى ٩ أغسطس. ومما يجذب إلى المهرجان الكرنفالات، والألعاب النارية، والرقص التقليدي والمواكب.
المشكلات الاجتماعية. يتفشى الفقر في إلسلفادور ويؤثر على كثير من السكان في الريف والحضر. وبسببه انتقل الكثيرون من سكان الريف إلى المدن الكبيرة بحثاً عن العمل، ولكن الصناعة النامية في القطر غير قادرة على توفير العمل لكل العاطلين.
وقد تسبب انتشار الفقر ونسبة البطالة العالية في جعل الحياة الأسرية غير مستقرة، حيث يتنقل كثير من الرجال الإلسلفادوريين من مكان إلى آخر بحثاً عن العمل. ولا يتم زواج أكثر من نصف الرجال والنساء. وهم يقيمون في مساكن جماعية، ويسكن عدد من أطفالهم في الملاجئ أو يتجولون في الطرقات أو في الريف دون عناية.